لم تمر سهرة الثلاثاء 28/11/2023 في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، من دون جدل تحكيمي كبير رافق مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي ونيوكاسل الإنكليزي والتي قادها الحكم الدولي البولندي سيموني مارسينياك، وشهدت احتساب ركلة جزاء عند الدقيقة 90+6 بعد اللجوء لتقنية الفيديو ساعدت الفريق الباريسي على تعديل النتيجة 1-1 وتعزيز حظوظه في التأهل للدور الثاني فيما وضعت نيوكاسل بشكل شبه نهائي خارج المنافسة.
وشنت الصحف الإنكليزية هجوما شرسا على الحكم البولندي مؤكدة بأن "التعليمات والتوصيات الجديدة للحكام من الإتحاد الأوروبي، تقضي بعدم احتساب ركلة جزاء ان ارتدت الكرة الى يد اللاعب من اي طرف من جسمه، واذا كان اتجاهها بعيداً عن المرمى." لكن الأمر متوقع خاصة أن الحالة هي لمسة يد، ولمسات اليد دائما ما تنقسم الآراء حولها لأنها حالة تقديرية ويكون القرار فيها للحكم.
اعتمدت الصحف الإنكليزية في تحليلاتها على تصريحات سابقة للاتحاد الأوروبي، وهذه كانت نقاشات أو اجتهادات وليست نصا قانونيا واضحا، فما يحكم اللعبة في كافة الاتحادات المحلية والقارية هي تشريعات مجلس IFAB "الإيفاب" و"الفيفا" وقانون اللعبة والذي هو واضح في هذه الحالات وسنتناوله في ما يلي.
ما حصل أنه، وعند لعب لاعب الفريق الباريسي كرة عرضية داخل منطقة جزاء نيوكاسل، ارتطمت الكرة بيد لاعب نيوكاسل وأمر الحكم البولندي بمتابعة اللعب، لكن حكم تقنية الفيديو استدعاه لمشاهدة الحادثة فاقتنع واحتسب ركلة جزاء لمصلحة باريس سان جيرمان وسط اعتراضات من لاعبي نيوكاسل.
القانون واضح، وهنا يجب التفرقة بين أمرين: اللعب الإرادي للكرة، والإنحراف. في حال أتت الكرة من جسم اللاعب أثناء اللعب الإرادي للكرة، فلا لمسة يد بغض النظر عن وضع اليد إلا في حال وجود حركة إضافية تجاه الكرة.
أما في حالة الانحراف (وهو ما حصل في المباراة)، فيجب النظر إلى وضع اليد وهل هي بعيدة عن الجسم أم لا. في الحالة المعنية، كانت يد اللاعب بعيدة عن الجسم، وهي ليست مبررة ولا تتوافق مع الخطوة للأمام التي أخذها اللاعب. وبالتالي، كبّرت اليد حجم الجسم، واللاعب هو من يتحمل مسؤولية وضع يده، لأنه لم يحاول اللعب بل قام بالتحرك لابقاء الكرة تحت السيطرة وهذه مسؤوليته في كيفية تحركه ووضع يده، وبالتالي تدخل حكم تقنية الفيديو في هذه الحالة كان قرارا جريئا ويحسب له وركلة جزاء صحيحة احتسبت لمصلحة الفريق الباريسي.
ملاحظة: الصورة مأخوذة من محطة TNT البريطانية
