كان ​باريس سان جيرمان​ مؤمنًا بأن إقناع ​كيليان مبابي​ بالبقاء في العاصمة سيحقق له أخيرًا المجد الذي طال انتظاره في ​دوري أبطال أوروبا​، لكن الفشل في بناء فريق قوي بما يكفي حول النجم الفرنسي ساهم في خروج مبكر آخر من أوروبا.

أدت الخسارة 0-2 أمام ​بايرن ميونيخ​ في ألمانيا الى خروج النادي المملوك قطريًا من الدور ثمن النهائي بنتيجة 0-3 في مجموع المباراتين، وتوديع البطولة من هذا الدور للمرة الخامسة في آخر سبعة مواسم.

يبدو الآن مشوار باريس سان جيرمان إلى نهائي 2020 أشبه بإنجاز غريب، بعد أن أتى في موسم تفشى فيه وباء فيروس كورونا عندما تحول دوري أبطال أوروبا إلى بطولة مصغرة خلف أبواب مغلقة.

كانت هناك احتفالات في أيار/مايو الماضي عندما وافق مبابي على تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات للبقاء مع الارجنتيني ​ليونيل ميسي​ والبرازيلي ​نيمار​ في العاصمة الفرنسية بدلاً من الانضمام إلى ريال مدريد الاسباني.

كان من المفترض أن يتبع تعيين الكشاف البرتغالي لويس كامبوس مديرًا رياضيًا وكريستوف غالتييه مدربًا خلفًا للارجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، بناء فريق جديد ومثير.

من الصعب المجادلة بأن سان جيرمان أقوى الآن مع أمثال البرتغالي فيتينيا والاسباني فابيان رويس مما كان عليه مع الارجنتينيين أنخيل دي ماريا ولياندرو باريديس العام الماضي.

"هذا أقصى ما لدينا"

لديه وجهة نظر كون مبابي دخل من مقاعد البدلاء في نصف الساعة الاخير لتعافيه من إصابة في الفخذ خلال الخسارة 0-1 في باريس ذهابًا.

وغاب نيمار عن الاياب لإصابة في الكاحل، فيما خرج كل من المدافعين البرازيلي ماركينيوس ونوردي موكييلي في نهاية الشوط الاول وانطلاق الثاني تواليًا في الاياب لتعرضهما للاصابة.

قال غالتييه "لقد كان موسمًا مزدحمًا للغاية. طُلب من أجساد اللاعبين القيام بالكثير. كانت هناك كأس العالم، ومن الواضح أنه عندما تصل إلى دور الستة عشر، من الجيد أن يكون الجميع متاحين".

وضع باريس سان جيرمان الأمل في مبابي وميسي في قلب المواجهة في ميونيخ، لكن الارجنتيني لم يكن له تأثير يذكر بينما لمس الفرنسي الكرة 32 مرة فقط.

اعترف مبابي الذي سيصبح مستقبله مرة أخرى موضوع تكهنات متزايدة "كما قلت في أول مؤتمر صحافي لي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إننا سنبذل قصارى جهدنا. الحقيقة هي أن هذا هو أقصى ما لدينا".

ويتساءل البعض عن سبب عدم تمكن نادٍ مثل سان جيرمان من بناء فريق بدكة قوية بما يكفي حول مبابي ليظل قادرًا على المنافسة على الرغم من الإصابات.

قال دافيد جينولا، النجم السابق للنادي والذي يعمل الآن محللًا في قناة كانال بلوس "إذا كان لدى باريس سان جرمان طموحات للفوز بدوري أبطال أوروبا، فإنهم بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين يملكون معايير عالية".

وتابع "أعتقد أنهم سيحققون النجاح الذي يبحثون عنه في اليوم الذي يتوقفون فيه عن المراهنة بكل شيء على لاعب واحد. متى سنتحدث عن فريق؟".

هل يرحل ميسي؟

أحد الأسباب التي جعلت باريس سان جرمان غير قادر على بناء الفريق الذي يريد، حتى مع ثروة مالكيه القطريين، هو المال.

مع إنفاق الكثير على صفقة مبابي الجديدة والحاجة إلى احترام قواعد اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فشلوا في التوقيع مع قلب دفاع كانوا في أمس الحاجة إليه.

ينتهي عقد ميسي هذا الموسم وكانت هناك محادثات حول تمديده، لكن سيكون قد بلغ عامه الـ36 في حزيران/يونيو وسيكون من الحكمة استثمار الأموال المطلوبة في مكان آخر.

قد تكون هناك شكوك أيضًا حول مستقبل غالتييه نفسه، إذ يدرك المدرب أن الفوز بلقب الدوري وحده قد لا يكون كافيًا.

قال "نعرف مدى أهمية دوري أبطال أوروبا. هناك الكثير من التوقعات. إذا فزنا فقط بالدوري، فهل كان موسمًا سيئًا؟ ما نأسف عليه كثيرًا هو أننا لم نتمكن من المنافسة بكل قوتنا في هذه المواجهة" ضد بايرن.

لا توجد ضمانات بأن باريس سان جرمان بكامل قوته كان سيهزم بايرن أو يواصل مشواره نحو لقب دوري الأبطال.

خلال 11 موسمًا في البطولة القارية في الحقبة القطرية، فاز الفريق بسبع مباريات فقط في مواجهات من مباراتين في الادوار الاقصائية.

كتب فنسان دولوك في صحيفة ليكيب الرياضية اليومية "لا يوجد سبب يجعل باريس سان جرمان في عام 2023 يتعلم الدروس التي لم يتعلمها منذ 10 سنوات".

وتابع "لا يوجد سبب أيضًا لإنكار أن باريس سان جرمان، عندما يتعلق الأمر بالدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، فإن الخسارة باتت ثقافة."