إنتهى ​كأس العرب​ بتتويج منتخب ​الجزائر​ باللقب حيث كان التتويج مستحقا في البطولة التي جرت تحت مظلة الفيفا واحتضنتها ​قطر​ لتثبت قبل حوالي عام جهوزيتها التامة لاستضافة كأس العالم 2022. وإذا ما أردنا الإضاءة على الحدث الأبرز في هذه البطولة، فلا يختلف اثنان بأن مستوى التحكيم كان هو الحدث الأبرز.

90 بطاقة صفراء و13 حمراء إضافة إلى 17 ركلة جزاء في 32 مباراة

رفع حكام المواجهات 90 بطاقة صفراء في 32 مباراة أي بمعدل وصل إلى 2.81 بطاقة صفراء في المباراة الواحدة وهو معدل جيد للغاية يدل على أن اللعب لم يكن عنيفا في الكثير من الحالات كما أن الحكام في معظم المباريات كانوا مسيطرين على المباراة أما على صعيد البطاقات الحمراء فهي أيضا لم تكن كثيرة أي بمعدل 0.40 بطاقة حمراء في كل مباراة ، أما فيما خص ركلات الجزاء، فاحتسب الحكام 17 ركلة جزاء أي بمعدل تقريبي وصل إلى ركلة جزاء في كل مباراة وكانت أهم ركلة احتسبت هي الركلة في مباراة الجزائر وقطر ضمن الدور النصف النهائي والتي حسمت تأهل الجزائر للنهائي وأتت بعد 14 دقيقة من الوقت البدل عن ضائع !

الوقت الإضافي ومعضلة احتسابه وتمديده أكثر من اللزوم

منذ صعود تقنية الفيديو، كانت التعليمات واضحة إلى حكام المباريات بضرورة تعويض الفرق عن الوقت الذي يضيع جراء مراجعات تقنية الفيديو وأن يتم احتساب هذا الوقت بشكل دقيق نوعا ما لكن عوامل احتساب الوقت البدل عن ضائع الأخرى لم تتغير وبالتالي ارتفع معدل الوقت البدل عن ضائع من 4 إلى 6 نوعا ما لكن ما حصل في كأس العرب مؤخرا أن الحكام بالغوا في طريقة تقدير الوقت البدل عن ضائع وأصبحنا نرى 8 و9 و10 دقائق في معظم المباريات وهذا ما جعل الأمور تصعب على الحكام حيث حصلت الكثير من الحالات في الوقت بدل عن ضائع وكانت مباراة مصر و​تونس​ في الدور النصف النهائي مثلا على ذلك حيث احتسب الحكم الإيراني على رضا فاغاني 3 دقائق لكن تونس سجلت بعد مرور أكثر من 4 دقائق ونصف لكن الحدث الأهم كان في مباراة الجزائر وقطر حيث احتسب الحكم البولندي ​مارسينياك​ 9 دقائق امتدت إلى 18 دقيقة واحتسب ركلة جزاء لمصلحة الجزاء عند الدقيقة 14 ما سيستدعي تعليمات جديدة من لجنة الحكام في الفيفا لوضع حد لهذا الإحتساب الغير مبرر للوقت البدل عن ضائع.

الحكم الألماني ​دانيال سيبرت​ رجل البطولة دون أي منازع

منذ بطولة يورو 2020 التي أقيمت الصيف الفائت، بدا بأن الحكم الألماني دانيال سيبرت والذي لديه 37 عاما هو أحد الحكام القادمين بقوة في التحكيم الأوروبي والعالمي فقاد ثلاث مباريات عن جدارة واستحقاق في اليورو وبدا مستواه أكثر من مميز في الدور الأول من بطولة كأس العرب ليتم اختياره للمباراة النهائية وقادها بكل هدوء وشجاعة وتطبيق صحيح لقانون اللعبة وفهم لكرة القدم حيث كان أقل حكم تدخلت تقنية الفيديو في قراراته وكانت دائما تسانده في القرارات الحاسمة وبالتالي كان هو وطاقمه الأفضل في البطولة كما تلقى في نفس وقت البطولة خبر مميزا حيث دخل قائمة النخبة الأوروبية A وهي الأعلى ليفرض نفسه حكما من بين حكام القمة في العالم.