يمكن اعتبار خروج ​المنتخب اللبناني​ بنقطة التعادل السلبي أمام نظيره الاماراتي في افتتاح التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى ​كأس العالم 2022​ في قطر، بمثابة النتيجة الإيجابية بغض النظر عن المستوى الفني للمباراة واداء اللاعبين اللبنانيين، لكون النتائج المحققة في مثل هذه التصفيات هي الأهم من أجل تحقيق الهدف المنشود.

وبالنظر الى نتائج جميع فرق المجموعة التي شهدتها المرحلة الأولى، فإن بالإمكان وضع نتيجة التعادل في مباراة "خارج الأرض" بأنها أقل الأضرار، مع انه كان بالإمكان تحقيق الأفضل عطفاً على أداء ​المنتخب الإماراتي​ الذي لعب على أرضه وبين جماهيره ولم يقدم المستوى المأمول، لكن ذلك لا يمنع من القول ان المنتخب اللبناني حقق نتيجة جيدة بالمقارنة مع فارق المستوى بينه وبين بقية منتخبات المجموعة بفضل العزيمة والاصرار من جانب كل اللاعبين.

أهمية تلك النقطة تكمن بأنها تأتي من ضمن سلسلة من أربع مباريات متتالية سيخوضها المنتخب اللبناني خارج أرضه حيث سيلعب لاحقاً أمام كوريا الجنوبية والعراق وسوريا قبل ان يستقبل ايران على أرضه في المباراة الخامسة، مما يعني ان استمرار منتخب الأرز في تحقيق النتائج الإيجابية في تلك المباريات، سيمنحه دافعاً قوياً لتحقيق المزيد على أرضه وبين جماهيره.

كما ان الخروج بنقطة التعادل في المباراة الأولى هو أمر هام للمنتخب اللبناني، ولكون تلك النقطة ستعزز الثقة لدى اللاعبين بحيث يمكن البناء عليها في بقية مشوار التصفيات ابتداء من المباراة المقبلة أمام ​منتخب كوريا الجنوبية​ يوم الثلاثاء المقبل في سيول، وايضا لكون الفارق بينه وبين المتصدر أي ​المنتخب الايراني​ هو نقطتان فقط، اي نفس الفارق الذي يفصل ايران عن منتخبات لبنان والامارات والعراق وكوريا الجنوبية، وهذا أمر جيد بحد ذاته، لكون المرحلة الأولى لم تشهد سوى فوز وحيد لايران على سوريا.

لكن المطلوب الآن من الجهازين الفني والاداري لمنتخب لبنان، إخراج اللاعبين من أجواء المباراة الأولى والإعداد لمواجهة كوريا الجنوبية الهامة، وهي مباراة تكتيكية بامتياز تحتاج الى توازن دفاعي جيد وعدم التفريط او منح المساحات للكوريين، مع العلم ان المنتخب اللبناني نجح مرتين في انتزاع التعادل من نظيره الكوري في المباريات الخمس الأخيرة، كما ان المباراة السابقة بين المنتخبين قبل اقل من ثلاثة أشهر انتهت بفوز كوري صعب بهدفين مقابل هدف، وكان اللبنانيون يومها هم من بدأ التسجيل.

هذا يعني ان على اللاعبين اللبنانيين خوض تلك المباراة بروح عالية كما فعلوا في المرات السابقة، خاصة وان نتيجة المباراة الثانية في التصفيات سترسم الكثير من المعالم لمنتخب الارز في مشواره خلال التصفيات،وعليه فإن تعادلاً آخر في سيول سيكون في غاية الروعة والأهمية فبل المواجهة أمام العراق الشهر المقبل.