منذ خروج ​كريستيانو رونالدو​ من ​ريال مدريد​ الى يوفنتوس قبل ثلاثة أعوام، لم تتوقف الأحاديث ولا حتى الشائعات عن إمكانية عودة النجم البرتغالي الى سانتياغو برنابيو، لكن الأمور كانت تعود الى نصابها بسرعة وتنتهي بخوض "الدون" لموسم آخر مع فريق السيدة العجوز، مع ان الجماهير المدريدية لا تزال تحلم وتريد تلك العودة على الرغم من تقدم اللاعب في السن.

لكن الغريب ان الكلام هذه المرة عن إمكانية عودة البرتغالي وجد ردة فعل "عنيفة" وغير متوقعة من البرتغالي نفسه، خاصة بعدما كشف المدرب الإيطالي ​كارلو انشيلوتي​ صراحة عدم رغبته في تلك العودة، وهو الأمر الذي لم نسمعه سابقاً على لسان المدرب السابق للملكي زين الدين زيدان، الذي كان دائماً يترك الباب مفتوحاً امام تلك العودة، لا بل سعى اليها قبل ان يصطدم بـ"فيتو رئاسي" من جانب رئيس النادي فلورنتينو بيريز.

ومما لا شك فيه ان تصريحات رونالدو النارية جاءت في وقت كثُر فيه الحديث عن رغبة مسؤولي نادي يوفنتوس بالتخلي عنه قبل عام على انتهاء عقده، بسبب الضائقة المالية التي يعيشها النادي الايطالي والمبالغ الباهظة التي يتقاضاها البرتغالي منذ انضمامه في عام 2018.

إلا أن من الواضح ان كلام رونالدو حمل الكثير من الرسائل والاتجاهات، لعل اولها الى مسؤولي يوفنتوس بأنه مصمم على استكمال عقده ما لم يحصل على عرض مقنع مع اقتراب مسيرته الكروية من النهاية، وهذا ما يدحض كل المحاولات التي يقوم بها اليوفي مع الاندية الأوروبية، لذلك أصر رونالدو على القول "لا يمكنني السماح للناس بالاستمرار في اللعب باسمي واستخدامه بهذه الطريقة، تركيزي الآن على مسيرتي المهنية وعملي فقط".

الأمر الآخر، بدا واضحاً ان النجم البرتغالي منزعج جداً من رفض أنشيلوتي "علناً" عودته الى القلعة البيضاء، وهو أمر لم يعتده "الدون" من قبل، اذ لطالما كان مطلباً لجيمع مدربي الاندية الاوروبية الكبرى بمن فيهم أولئك الذين تولوا تدريب ريال مدريد، لذلك فإن كلام انشيلوتي اتى ثقيلاً على لاعب يعتبر نفسه احد اساطير النادي،، لذلك اراد الرد عليه وعلى من يقف وراءه (اي فلورنتينو بيريز)، وبالطريقة التي يحبها عشاق ريال مدريد حين قال: "لقد كتبت قصتي مع ريال مدريد وتم تسجيلها بالكلمات والأرقام من خلال الجوائز والألقاب التي فزت بها، وكل شيء مسجل في المتحف بملعب سانتياغو برنابيو".

يدرك كريستيانو أكثر من غيره ان الخيارات أمامه باتت ضيقة للغاية، مما يعني ان الخطوة المقبلة عقب انتهاء عقده مع يوفنتوس نهاية هذا الموسم لا تزال مجهولة، كما ان زمن الرواتب المرتفعة التي كان يتقاضاها في ريال مدريد وفي يوفنتوس الآن قد ولىّ، ما لم يأخذ البرتغالي قراراً بالانضمام الى غريمه السابق ليونيل ميسي في باريس سان جيرمان، مع العلم بأن النادي الفرنسي قد لا يمانع في جمع النجمين في فريق واحد ولعام واحد على الاقل، وهو الحلم الذي لطالما راود عشاق كرة القدم حول العالم، انما ماذا سيكون مصير بقية النجوم في النادي وخصوصاً ​نيمار​؟