الكثير من الكلام يمكن التحدث به عن بطولة ​يورو 2020​ مع وصولها الى الدور ربع النهائي، لكن حدثاً آخر ربما يكون قد استحوذ على الاهتمام بشكل ملحوظ ويُعنى بمصير النجم الفرنسي ​كيليان مبابي​ مع ناديه باريس سان جيرمان، مع تبقي موسم واحد على انتهاء عقده والاطماع الخارجية لضمه من قبل نواد عالمية وفي مقدمها ريال مدريد.

لكن قضية اللاعب الشاب بدأت تأخذ أبعاداً مختلفة عن انتقال لاعب من ناد إلى آخر، وباتت تشكّل أرضية صالحة لصراع في الخفاء بين الناديين الاسباني والفرنسي وتحديدا بين رئيس الملكي ​فلورنتينو بيريز​ ورئيس باريس سان جيرمان ​ناصر الخليفي​، ظاهره مبابي وباطنه فكرة "​السوبرليغ​" التي كان بيريز أحد المؤسسين والداعين لها، والخليفي أشد المعارضين لها.

يدرك رئيس باريس سان جيرمان جيداً ان الفرصة الوحيدة لتوجيه ضربة لنظيره الاسباني تكمن في الاتفاق مع مبابي على تجديد عقده قبل حلول العام الجديد، وهو الموعد الذي يحق فيه للاعب الفرنسي التوقيع لأي ناد دون الرجوع لناديه، خاصة وان مبابي مصرّ على ما يبدو على عدم التجديد مع النادي الباريسي والاكتفاء بإكمال الموسم الأخير لعقده.

كما يدرك الخليفي ان رغبة اللاعب بالانتقال الى ريال مدريد ستجعل المفاوضات صعبة للغاية، وستجعله يدفع مبلغاً خيالياً للاحتفاظ بخدماته وازالة فكرة اسبانيا من رأس اللاعب،وهو الأمر الذي سيجعل النادي الاسباني يصعّد من ضغوطه لاغراء مبابي بعدم البقاء في فرنسا وفتح الابواب امامه لخوض مغامرة جديدة.

ومما لا شك فيه ان كلا من الرئيسين يعتبر مسألة عقد مبابي شخصية، لذلك فإن أياً منهما لن يتوانى عن اعتبار الأمر نصراً لمصلحته اياً كانت النتيجة، سواء بقي اللاعب في فرنسا هذا الموسم او انتقل الى اسبانيا في الموسم المقبل.

في المقابل، فإن كثيرين يعتقدون ان بقاء مبابي مع النادي الباريسي سيشكّل ضربة لمشواره وادائه التصاعدي في عالم كرة القدم، في ظل فارق المستوى بين الدوريين الفرنسي والاسباني ولأن انتقاله الى الميرينغي سيساهم، من دون أدنى شك، في فتح كل الأبواب أمامه ليصبح أفضل لاعب في العالم. في المقابل، ان تجديد عقده مع باريس سان جيرمان لسنوات اخرى قد يجعله أغلى لاعب في العالم، لكن من المؤكد ان آفاق تطور مستواه لن تكون متاحة كما هي الحال خارج فرنسا.

من الواضح ان مصير مبابي سيبقى معلقاً بانتظار الاجتماع الرسمي الذي ستعقده معه ادارة النادي الباريسي، وهو الاجتماع الذي سيترتب عليه الكثير من الأمور وسيكون حتماً، نقطة انطلاق نحو خارطة طريق نجم منتخب فرنسا في الموسم المقبل، وذلك على الرغم من التعثر الذي عانى منه في منافسات "يورو 2020"...