يمكن القول ان الإحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في أعقاب الإعلان عن بطولة السوبرليغ وخاصة في انكلترا، كانت السبب الأول مع التدخلات الحكومية في اجهاض هذا المشروع في مهده وإعلان وفاته قبل أن يبصر النور فعلياً، لكن من الواضح ان تلك "الثورة" التي أطلقها مشجعو الأندية الإنكليزية تتعدى مسألة مشاركة فرقها في البطولة "الميتة".

بالأمس احتشدت جماهير مانشستر يونايتد واقتحمت ملعب اولد ترافورد معطلة إقامة المباراة أمام ليفربول ضمن منافسات الدوري الانكليزي، لكن اللافت كان الإصرار الجماهيري على تعطيل المباراة وتوجيه رسائل قاسية بحق ملاك النادي آل غلايزر في خطوة للمطالبة ببيع المان يونايتد الى أشخاص آخرين يقدرون المعنى الحقيقي لكرة القدم بعدما تحوّلت في الآونة الأخيرة الى "سوق" للاغنياء وتخطت اللعبة الشعبية الأولى في العالم المفهوم الحقيقي لها بشكل غير معهود.

يُحسب لجماهير مانشستر يونايتد انها تخطت حاجز الاحتجاجات السابقة لكل من مشجعي ليفربول و​تشيلسي​ نحو المطالبة بالتغيير الشامل وليس رفضاً فقط لمبدأ السوبرليغ، ولعل خطوة اقتحام الملعب بغض النظر عن صوابيتها من عدمها، تظهر بما لايدع للشك مجالاً، تصميم جماهير اولدترافورد على استكمال "الثورة" حتى نهايتها.

من الواضح اننا دخلنا عصراً جديداً في عالم كرة القدم، بحيث انتقلت الكلمة الأخيرة من رجال الأعمال إلى الجماهير، والتي يبدو انها قررت نقل المعركة من داخل الملعب بعدما حُرمت من هذا الدور بسبب جائحة كورونا، الى خارجه وهو الأمر الذي أثبت نجاعته حتى الآن بانتظار الخطوة التالية بعد فشل مشروع السوبر ليغ.

ويبدو واضحاً ان جماهير مانشستر يونايتد نجحت في التعبير عن مطالبها خارج حدود الملعب، زاستعادت حضورها خاصة بعد النتائج الجيدة للفريق سواء في الدوري الانكليزي حيث يحتل المركز الثاني، او في الدوري الأوروبي بعدما وضع الفريق قدماً في المباراة النهائية اثر فوزه الكبير على روما في ذهاب الدور نصف النهائي، لذلك قد نكون على اعتاب مرحلة جديدة في عالم المستديرة حيث تكون فيها الكلمة الأخيرة للجماهير ليس في مانشستر يونايتد فحسب، إنما لدى جمع المشجعين العاشقين والمحبين للكرة المستديرة.

يبقى القول ان جماهير كرة القدم بدأت تشعر بالغبن إزاء ابتعادها عن تشجيع فرقها داخل الملعب على الرغم من الظروف الخارجة عن ارادة الاتحادات المحلية، لذلك فإن هذا الاحتقان لن يخبت قبل تلك العودة وهو ما يعني ان مشهد تلك الاحتجاجات قد يتكرر حتى نهاية الموسم، ومن غير المستبعد ان يؤسس لخارطة جديدة في ادارات الاندية مع بداية الموسم الجديد.