مرّ خمسة أعوام على آخر لقب دوري توّج فيه ​جوزيه مورينيو​ حين كان مدرباً ل​تشيلسي​ وقاده في موسم 2014-2015 للفوز بلقب ​الدوري الإنكليزي​ لكرة القدم، لكنه اليوم يبدو عازماً على إنهاء "السنوات العجاف" بفضل المستوى المميز الذي يقدمه فريقه ​توتنهام هوتسبير​ هذا الموسم والذي منحه الصدارة بعد مرور 11 جولة.

بعد عام وبضعة أيام على توليه تدريب الفريق اللندني، يؤكد المدرب البرتغالي يوماً بعد آخر ان الفريق اللندني ربما يكون أقرب من أي وقت مضى للتتويج باللقب بعد 60 عاماً على آخر تتويج للسبيرز بالبريمييرليغ، خاصة وانه أثبت منذ الخسارة الأولى والوحيدة في الدوري أمام ايفرتون في المرحلة الأولى، انه ماضٍ نحو تحقيق هذا الهدف بلا هوادة ودون اي اعتبار للخصم الذي يواجهه.

كانت كل الرهانات تشير الى ان المعدن الحقيقي لتوتنهام هذا الموسم سيظهر من خلال المباريات الثلاث التي خاضها في الدوري أمام مانشستر سيتي، تشيلسي وال​ارسنال​، إلا ان رجال المدرب مورينيو تمكنوا من تحقيق انتصارين على السيتي وارسنال والتعادل سلبياً أمام البلوز، مع العلم انه حقق فوزاً ساحقاً على مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل واحد.

لا يتوانى "السبيشل وان" عن إثارة الإعجاب بعد كل مباراة يخوضها توتنهام هوتسبيرخاصة بعدما نجح في نسج شراكة هجومية خارقة بين ​هاري كاين​ و​هيونغ مين سون​ ثاني هدافي الدوري الممتاز برصيد عشرة أهداف، في حين سجل كين ثمانية أهداف حتى الآن،على الرغم من قيام المدرب البرتغالي بتغيير مركز اللاعب الكوري أكثر من مرة في المباراة الواحدة كما حدث في مباراته الأخيرة امام ارسنال.

كما نجح مورينيو المعروف بفلسفته الدفاعية بالخروج بشباك نظيفة في المباريات الأربع الأخيرة في الدوري، ليصبح توتنهام صاحب أقوى خط دفاع حتى الآن في الدوري الإنكليزي، وكل ذلك بفضل قيام جميع اللاعبين بواجباتهم الدفاعية بمن فيهم لاعبي خط الهجوم، وهو ما فعله هاري كين في مباراة ارسنال الأخيرة.

ولعل ما هو أبرز من كل ذلك، هي تلك الشخصية التي يُظهرها مورينيو هذا الموسم والتي تكاد غير مألوفة على كثيرين، فهو قليل المشاكل والاعتراضات وإثارة الجدل، لا بل انه كان الأكثر تفهماً لضغط المباريات والتي غالباً ما كانت شكواه الأولى مع كل فريق يتولى تدريبه، وهذا بحد ذاته دفع الكثيرون للاعتبار ان تركيز مورينيو على ما يحققه فريقه قد يؤدي في نهاية المطاف الى صعوده لمنصة التتويج في الدوري الإنكليزي.

صحيح ان مشوار البريمييرليغ لا يزال طويلاً ويمكن ان تحدث الكثير من المفاجأت في الجولات المقبلة، خاصة وان الصراع على اللقب هذا الموسم لن يكون مماثلاً لسيناريو العام الماضي حين توّج ليفربول بفارق كبير عن اقرب منافسيه، لكن الرهان على مورينيو هذا الموسم ربما يكون صحيحاً خاصة اذا ما تمكن البرتغالي من الحفاظ على توازن الفريق عندما يطل شبح الإصابات في القسم الثاني من الدوري، ومع ذلك فإن مورينيو الذي بات يملك خبرة وافية في الدوري الإنكليزي قادر على تحقيق حلم الفريق اللندني شرط الاستفادة من الزخم الذي يناله من تخطيه عقبة الفرق الكبيرة او المرشحة الدائمة للقب العتيد.