بعدما شلّ فيروس كورونا كل النشاطات الرياضية ومن بينها كرة القدم، ازدادت الأمور صعوبة بالنسبة لمحبي هذه الرياضة التي انقطعوا عن مشاهدة مبارياتها واكتفوا بتتبع اخباراللاعبين والفرق والمدربين. وبعدما استعراض واقع الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، والكؤوس الأوروبية، نستكمل القاء الضوء على الوضع الحالي للكؤوس العربية.

كأس ​العراق

معاناة الكرة العراقية بدأت قبل كورونا وزادت بعدها، حيث شهدت البلاد قبل أشهر قليلة من نهاية العام 2019 احتجاجات شعبية أثرت على الموسم الكروي ككل. ووصل كأس العراق إلى الدور الستة عشر قبل أن تتوقف المسابقة حتى إشعار آخر. ولم يشهد دور الـ32 أية مفاجآت فتأهلت الفرق الكبرى والتي ما زال أمامها مشوار كبير نحو النهائي الذي يحلم به الجميع، خاصة أن الفرق الكبرى لديها مواجهات سهلة نسبيا من المفترض ان تكون سلسلة لتتحضر لبدء مشوارها بجدية اعتبارا من الدور الربع النهائي، هذا طبعا إن تم استئناف فعاليات الموسم بشكل طبيعي ولم يتم إلغاء أو تعديل النظام الفني للبطولة.

كأس ​الإمارات

تبقى من كأس الإمارات إقامة المباراة النهائية والتي ستجمع بين ​العين​ و​الظفرة​. ووصل الفريقان بجدارة إلى هذه المواجهة النهائية فالعين بخبرته الكبيرة عرف كيف يشق طريقه للدور النهائي، أما الظفرة فهو يتميز بأنه الحصان الأسود هذا الموسم ويقدم كرة قدم تكتيكية ومنضبطة إلى حد كبير. العين يملك نقاط قوة عديدة لكن أهمها هو خط هجومه المميز والفعال حيث يعتبر الفريق صاحب خط الهجوم الأقوى في الدوري مع معدل تهديفي بلغ 2.42 هدف في المباراة الواحدة مع لاعبين مميزين في الخط الهجومي. أما الظفرة فيتمتع بالهدوء التكتيكي مع الميل إلى اللعب بشكل متحفظ وإظهار التوازن بين الأسلوب الدفاعي والأسلوب الهجومي، ما يضعنا أمام مواجهة بين أسلوبين كرويين مختلفين وهذا ما يضيف مزيدا من الإثارة للنهائي مع أفضلية طفيفة بحكم الخبرة ونوعية اللاعبين فرديا لمصلحة العين، قد تجعله مرشحا أكبر لحصد لقب الكأس هذا الموسم.

كأس تونس

وصل كأس تونس إلى الدور الربع النهائي والذي تلعب مواجهاته من مباراة واحدة لحسم هوية الفرق الأربعة التي ستتأهل للدور النصف النهائي. المواجهة الأولى ستكون بين ​قوافل​ قفصة والإتحاد المنستيري فيما الثانية بين القلعة الرياضية والترجي الرياضي، اما الثالثة فتجمع بين نجم المتلوي والنادي ​الصفاقسي​ والرابعة بين إتحاد تطاوين وهلال الشابة.

بالعودة إلى المواجهة الأولى، سيكون قوافل قفصة والذي يلعب في دوري الدرجة الثانية أمام مواجهة صعبة أمام الإتحاد المنستيري الذي يحتل المركز الثالث في الدوري وسيكون بكل تأكيد صاحب الحظوظ الأوفر في هذه المواجهة كونه لديه الإمكانات الفنية الأكبر والخبرة الأعلى رغم أن مباريات الكؤوس لا تعترف كثيرا بهذه الأمور. ويطمح قوافل قفصة في متابعة مغامرته بكل تأكيد. أما المواجهة الثانية فهي بين الترجي الرياضي متصدر دوري الدرجة الأولى والفريق الذي يلعب في دوري الهواة القلعة الرياضية وبكل تأكيد فالكفة تميل للترجي الرياضي المتفوق بكل المجالات. ومجرد لعب القلعة الرياضية لهذه المباراة يعتبر إنجازاً له، لكن التفكير في بلوغ الدور النصف النهائي وإرسال الترجي لخارج البطولة قد يكون أمرا أقرب للمستحيل.

المواجهة الثالثة ستكون بين نجم المتلوي والنادي الصفاقسي، النادي المتلوي يحتل حاليا المركز الأخير في الدوري وهو مهدد بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية حيث ستكون هذه المواجهة فرصة من أجل التقدم أكثر في مسابقة الكأس وتعويض إخفاقه في الدوري أما

النادي الصفاقسي فهو وصيف بطولة الدوري لكنه بعيد عن الترجي المتصدر وآماله شبه معدومة في اللحاق به وهو بالطبع يملك الحظوظ الأقوى في هذه المواجهة نظرا لكرة القدم الجيدة التي يقدمها دفاعيا وهجوميا. المواجهة الرابعة والأخيرة ستجمع بين إتحاد تطاوين وهلال الشابة ويحتل الفريقان مركزين في وسط ترتيب الدوري ما يجعل المواجهة متكافئة بينهما فنيا ولا حظوظ أوفر لأي أحد منهما والفريق الأقل ارتكابا للأخطاء وأكثر تركيزا سيكون أقرب لخطف بطاقة التأهل للدور النصف النهائي من المسابقة.