كان لانتشار فيروس كورونا في البلاد العربية العديد من الآثار السلبية ليس على الصعيدين الصحي والإقتصادي فحسب بل على الصعيد الرياضي أيضا عبر تجميد المنافسات الكروية في البلدان العربية كافة. وانضم الدوري السعوي الى قافلة الدول العربية الاخرى. وبعد ان استعرضنا الاوضاع الكروية في كل من الأردن، الكويت، عمان، البحرين، قطر ومصر، حان الدور للحديث عن ​الدوري السعودي​ وكيف أثّر التوقف على الفرق وجدول الترتيب، واحتمالات انقلاب الامور رأساً على عقب.

يضم الدوري السعودي 16 فريقاً و30 جولة بنظام الذهاب والإياب. حاليا قبل التوقف القسري، اقيمت 22 جولة، ما يعني أن الدوري قد بات في الثلث الأخير وبقي فقط 8 جولات قبل النهاية. لكن ما هو وضع الدوري من الناحية الفنية وكيف تتوزع الفرق بحسب نتائجها في سلم الترتيب ؟

منازلة القط والفأر على اللقب

الواقع الحالي يظهر تصدر ​الهلال​ جدول الترتيب برصيد 51 نقطة، مبتعداً بفارق 6 نقاط عن ​النصر​ الثاني والذي لديه 45 نقطة وبالتالي ما زالت الأمور غامضة، ومن غير المحسوم بعد هوية الفريق الفائز رغم أنه هناك أفضلية طبيعية للهلال الذي قدم طوال فترة الدوري أداء جيدا للغاية خاصة من الناحية الهجومية، اذ يملك خط هجوم قوي برصيد 52 نقطة مع معدل تهديفي بلغ 2.36 هدفاً في المباراة الواحدة. أما النصر فلديه خط الدفاع الأقوى في البطولة ولم تهتز شباكه إلا 16 مرة أي بمعدل تلقي شباكه لـ0.72 هدف في المباراة الواحدة، لنكون فعليا أمام منافسة حامية قد تمتد حتى الرمق الاخير من الدوري في حال استكماله. فمع وجود مباراة بين النصر والهلال يمكن القول بأنها الحاسمة كونها قد تهدي الهلال لقب الدوري أو تعيد إشعال المنافسة من جديد.

صراع ثلاثي على المركزين الثالث والرابع

يتأهل صاحبا المركزين الثالث والرابع إلى دوري أبطال آسيا، وهذين المركزين الهامين يشهدان صراعا قويا للغاية بين الثلاثي: ​الوحدة​ ​الأهلي​ و​الفيصلي​. فالوحدة مع مدربه كارينيو يحتل حاليا المركز الثالث ولديه 39 نقطة، وقد لفت الانظار كونه لم يتعادل في أي مباراة خلال هذا الموسم ففاز في 13 مباراة وخسر في 9، كما أن خط هجومه جيد للغاية على غرار الأهلي الذي يتخلف عنه في المركز الرابع بنقطتين فقط. الا ان الاهلي يعاني بعض المشاكل الدفاعية التي كلفته خسارة العديد من النقاط الهامة. وفي ظل هذه المنافسة الشرسة على المركزين الثالث والرابع، يجب أن تبقى العين على الحصان الأسود لهذا الموسم اي نادي الفيصلي الذي يحتل المركز الخامس حاليا برصيد 35 نقطة ويقدم كرة قدم تكتيكية من طراز رفيع، ما يجعله منافسا شرسا على المراكز الأسيوية ولديه الكثير من الأمور لتقديمها بحال تم استنئاف المنافسات.

خوف على اتحاد جدة

يمكن القول بأن المنطقة الدافئة في الدوري واسعة وفيها العديد من الفرق التي حصدت نقاطاً مهمة، وهذا ما جعلها تتخلى عن خوف الهبوط الى دوري الدرجة الأدنى، الا ان آمالها بشكل عام ضعيفة إن لم تكن معدومة، في الصراع على المراكز الأسيوية. لكن البارز هو وجود فريق عريق مثل الإتحاد جدة في المركز الثالث عشر برصيد 23 نقطة، وهو بعيد عن مراكز الهبوط برصيد 4 نقاط فقط ومن المتوقع ان يخوض ملحق الهبوط مع رابع الدرجة الأولى ويتنافس مع عدة فرق تفصل بينها نقاط قليلة. ما يعني أن الفريق يحتاج الى تحسين وضعه بعد العودة قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه بالنسبة للفريق الإتحادي العريق.

مراكز الهبوط محتدمة

مع هبوط آخر 3 فرق إلى دوري الدرجة الأدنى بشكل مباشر، يمكن القول بأن فرق ​الفتح​ ضمك و​العدالة​ هي المرشحة الأقوى لوداع دوري الاضواء. فالعدالة حاليا في المركز الأخير مع 17 نقطة، مقابل 18 لضمك و19 للفتح. والفارق مع الاتحاد جدة غير كبير الا انه من غير السهل تجاهله، وبالتالي المهمة ليست سهلة إطلاقا على تلك الفرق الثلاثة والتي ربما تحتاج إلى جهد مضاعف من أجل البقاء لموسم جديد في دوري الأضواء. هذا طبعا إن سنحت الظروف وتم استكمال الدوري في ظل أجواء طبيعية.