إنتهى الدور الربع النهائي من ​دوري أبطال أفريقيا​ والذي أقيم وفق مبدأ الذهاب والإياب لينتهي المطاف كما العادة بتأهل 4 فرق إلى الدور النصف النهائي والملفت أن هذه الفرق كانت عربية وتحديدا من المغرب ومصر ما وضعنا أمام مواجهتين خالصتين عربيتين مصرية مغربية ليكون البطل من الآن معروف الهوية، إما مصري أو مغربي. دعونا حاليا نتعرف على أبرز ما حمله الدور الربع النهائي من أمور فنية وتكتيكية.

الأهلي المصري​ – ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي ( تأهل الأهلي المصري بعد الفوز بمجموع المبارتين 3-1 ):

نجح الأهلي المصري في التأهل بعدما فاز ذهابا في القاهرة 2-0 ثم تعادل 1-1 خارج ملعبه حيث يمكن القول بأن الفريق استغل خبرته الأفريقية الكبيرة بمواجهة خصم لم يكن سهلا أبدا. ويجب الحديث في البداية عن الجاهزية الذهنية للاعبي الأهلي وهذا ما بدا من خلال الطريقة التي خاض فيها الفريق مباراة الذهاب وحسمها 2-0 ليذهب إلى جنوب أفريقيا وهو يعلم بأنه يلعب على عدة خيارات ما جعله يلعب من دون أية ضغوط في مباراة الإياب والتي لم تكن سهلة. الأهلي والذي نجح مدربه فايلر في وضع خطة مناسبة من أجل التأهل عبر الحد من خطورة الفريق في أول مواجهة من أجل ضمان عدم تلقي هدف على ارضه يكون مضاعفا في مباراة الإياب بجانب ضرورة التسجيل وهذا ما حصل بالفعل ليكون الفوز 2-0 مستحقا مع الشخصية القوية والروح التي بدت داخل صفوف الفريق ما لم يترك أي مجال للفريق الجنوب أفريقي في إظهار أي مقاومة فعلية رغم الإمكانات الفنية الجيدة لديه.

الزمالك​ المصري – ​الترجي​ التونسي ( تأهل الزمالك المصري بعد الفوز بمجموع المبارتين 3-2 ):

قطع الزمالك مشوارا جيدا نحو لعب المباراة النهائية والمنافسة على اللقب الأفريقي بعدما أطاح بحامل اللقب الترجي عقب مواجهتين يمكن وصفها بالمعركة الطاحنة ففاز الزمالك على أرضه 3-1 لتكون الخسارة خارج الديار 1-0 غير مؤثرة إطلاقا على الفريق الأبيض. ذهابا، أظهر الزمالك شخصيته القوية التي زرعها المدرب كارتيرون والذي يمتلك خبرات أفريقية كبيرة ترجمها في المبارتين امام الترجي ذهابا وإيابا فلعب بشكل متوازن خلال مواجهة الذهاب ونجح في تحقيق فوز جيد وتسجيل 3 أهدافعلى ارضه ما أعطاه القدرة على اللعب إيابا في تونس بضغط أقل وهذا ما بدا خلالها على الرغم من الخسارة 1-0 لكن كارتيرون لعب بشكل مغلق للغاية وفضل التكتل الدفاعي في الخلف وهذا ما نجح به بينما عاب الفريق التونسي العصبية الواضحة والتي عرضته لعقوبات كبيرة بعد مباراة الذهاب أهمها إيقاف بضعة لاعبين أساسيين عنده ما أثر على طريقة ظهوره في مباراة الإياب ورغم تسجيل هدف مبكر لكن فشل في إضافة الهدف الثاني الذي كان يحتاجه للتأهل.

الرجاء البيضاوي المغربي – مازيمبي الكونغولي ( تأهل الرجاء البيضاوي المغربي بعد الفوز بمجموع المبارتين 2-1 ):

ظهر الفريق المغربي بمظهر مميز للغاية حيث أثبت أنه فريق صعب المراس، وهو استفاد كثيرا من الفوز ذهابا على ارضه وبين جمهوره 2-0 فلم تؤثر خسارته إيابا 1-0 في تأهله على الرغم من أنه عانى كثيرا في مباراة الإياب فالفريق الكونغولي يعتبر رقما صعبا في القارة السمراء غير أن الفريق المغربي مع مدربه جمال السلامي زرع روحا معنوية قوية داخل الفريق بجانب انضباط دفاعي جيد مع حارس قوي لعب دور البطولة في التأهل حيث تصدى لركلة جزاء في الشوط الثاني من مباراة الإياب كانت كافية لو سجلت بقلب الموازين بشكل كبير. كما أن أكثر ما لفت النظر في الفريق المغربي هو الشخصية القوية للاعبين الذين بدوا بأنهم من أصحاب الخبرات مع أسلوب جماعي واضح المعالم وتجنب الهفوات الدفاعية خاصة ان الخصم قوي للغاية ومازيمبي حاول القيام بردة فعل إيابا لكنه دفع ثمن التسرع في إنهاء الفرص بجانب الإستهانة ذهابا بقدرات خصمه ليخسر 2-0 ويخسر معها الكثير من آماله في التأهل.

الوداد​ الرياضي المغربي – النجم الساحلي التونسي ( تأهل الوداء الرياضي المغربي بعد الفوز بمجموع المبارتين 2-1):

يمكن القول بأن المواجهة العربية العربية كانت محتدمة للغاية حيث فاز الوداد على أرضه 2-0 ثم خسر إيابا في تونس 1-0 لكن هذه النتيجة لم تكن كافية من أجل التأهل. ومع استلام المدرب الإسباني ​غاريدو​ للمهمة الفنية في الفريق المغربي قبل فترة قصيرة من هاتين المواجهتين، بدت لمسة المدرب واضحة خاصة من الناحية التكتيكية حيث نجح في المهمة الأولى إذ نظم صفوف الفريق خاصة من الناحية الدفاعية مع أسلوب متوازن قائم على الإنتشار الجيد في خط وسط الملعب وعدم الإندفاع الهجومي تحت أي ظرف وهذا ما جعل النجم الساحلي يعاني في الوصول لشباك خصمه الذي لم يمنحه أية مساحات وحتى في الأوقات التي سنحت فرص جيدة للنجم لكن مهاجميه افتقدوا للمسة الأخيرة مع ارتباك واضح أمام المرمى عابه التسرع خاصة أن التأخر ذهابا 2-0 جعلت الفريق يحتاج لتسجيل هدفين إيابا من أجل التعديل وهذا أضاع مهاجمي الفريق الذين بكل أمانة لو أحسنوا التعامل مع الفرص لربما كانت النتيجة قد تغيرت.