حين تعاقد يوفنتوس مع البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ كانت الأحلام والآمال كبيرة في مدرجات السيدة العجوز وتتخطى الطابع المحلي، خاصة في ظل السيطرة المطلقة على بطولة الدوري الإيطالي لسبع سنوات متتالية وفوزه ب​كأس ايطاليا​ اربع مرات متتالية، إلا ان تلك الصفقة في عامها الأول حافظت على السكوديتو للعام الثامن توالياً فقط، في حين خرج اليوفي من ربع نهائي كأس ايطاليا على يد ​اتلانتا​ ومن دوري أبطال أوروبا على يد أياكس امستردام الهولندي، كما خسر كأس السوبر أمام لاتسيو في السعودية.

في العام الثاني لوجود كريستيانو رونالدو مع يوفنتوس وقدوم ​ماوريزيو ساري​، تبدو الأمور مختلفة تماماً ومحفوفة بالكثير من المخاطر في ظل النتائج المتفاوتة التي يسجلها فريق السيدة العجوز والتي كان آخرها الخسارة أمام فيرونا بهدفين لواحد يوم السبت الماضي.

وعلى الرغم من تأهل اليوفي الى ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا ونصف نهائي كأس إيطاليا، إلا ان الصدارة المطلقة التي كان ينعم بها في اعوام سابقة لم تعد موجودة سواء بسبب تلك النتائج او تألق انتر ميلان صاحب المركز الأول بفارق الأهداف وأحد المرشحين للفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 2010.

لكن تلك الأسباب لا تتعلق على الإطلاق بوجود الدون الذي سجل 15 هدفا في آخر 10 مباريات، ليصل إلى هدفه رقم 20 هذا الموسم ويصبح أول لاعب في تاريخ يوفنتوس يسجل في 10 مباريات على التوالي في بطولة الدوري الإيطالي، مما يعني ان الخلل موجود في مكان آخر داخل فريق ساري.

وبموازاة تألق رونالدو هذا الموسم، الا ان يوفنتوس بدا انه يعاني من خلل هجومي وضعف كبير وواضح في ترجمة الفرص التي تسنح للاعبي الفريق وهو الأمر الذي ترك الفريق في المركز الرابع من حيث القوة الهجومية بعد اتلانتا ولاتسيو وانتر ميلان، مما يعني ان خيار الاعتماد على كريستيانو لوحده لم يعد كافياً خاصة وأن الاخير يتفوق على اقرب هدافي يوفنتوس (ديبالا وهيغوايين) بـ15 هدفاً، وهذا أمر خطر جداً على فريق يصب كل اعتماده على لاعب واحد ودون مراعاة لأي طارئ في المستقبل.

خطة ساري بالاعتماد المطلق على كريستيانو رونالدو هي سلاح ذو حدين وتهدد مسيرة الفريق الساعي الى لقب أوروبي قبل المحلي، وعليه فإن اي إصابة يتعرض لها البرتغالي ستكون مكلفة جداً على اليوفي في ظل غياب تام للكثير من العناصر الهجومية والتركيز على لاعب واحد.

الكثير من التحديات تنتظر ساري مع يوفنتوس، لكن عام الأول قد يكون كارثياً ما لم يقم بتغيير النهج الذي يسير عليه الفريق هذا الموسم عبر تفعيل الخيارات الهجومية التي اثبتت فشلها حتى الآن.