ربما تكون مباراة برشلونة أمام ​غرناطة​ والتي انتهت بفوز الفريق الكتالوني بهدف ليونيل ميسي، فرصة للمدرب الجديد ​كيكي سيتيين​ من أجل بناء الثقة مع جماهير الكامب نو بعد مرحلة معاناة مع المدرب السابق أرنستو ​فالفيردي​ والذي انتهى به المطاف مقالاً بعد الخسارة أمام اتلتيكو مدريد في كأس السوبر الإسباني في السعودية.

واذا كان من المبكر الحديث عن تغييرات جذرية في اداء برشلونة خاصة وانها المباراة الأولى للمدرب الجديد، إلا أن ثمة الكثير من العمل الذي ينتظر المدرب كيكي سيتيين خلال المرحلة المقبلة لا سيما وان هناك الكثير من التحديات التي يستعد الفريق الكتالوني لخوض غمارها ومنها الحفاظ على لقب الليغا والنجاح في دوري أبطال أوروبا.

لكن المتابع لمستوى البارشا منذ تولي ارنستو فالفيردي زمام الامور وما آلت اليه الأوضاع في الآونة الأخيرة، يدرك ان المهمة الأكبر التي تقع على عاتق المدرب الجديد لن تكون الفوز بالألقاب فحسب، انما إعادة تقديم فريق قادر على فرض هيمنته في السنوات المقبلة وهو امر قد لا يكون في متناول اليد مع سنوات معدودة متبقية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي ما زال يثبت يوماً بعد الآخر انه المنقذ لبرشلونة والسبب الرئيسي لوجوده في هذه المكانة.

قد يعتبر البعض ان كيكي سيتيين غير مؤهل لتلك المرحلة الإنتقالية التي يتخوف منها عشاق فريق برشلونة وهذا صحيح، لكن المدرب الجديد مطالب على الأقل بتقديم الصورة التي ترغبها جماهير الكامب نو والتي استبشرت خيرا بإعلان توليه سدة المسؤولية بدلاً من فالفيردي خاصة في ظل ما يتمتع به من فكر هجومي واسلوب دفاعي متقن هو أقل ما يحتاج اليه الفريق الكتالوني في هذه الايام في ظل الاداء الكارثي لخط الدفاع والذي تلقى حتى الآن 23 هدفاً وهو رقم كبير بالنسبة لفريق مثل برشلونة.

حاول المدرب كيكي سيتيين تقديم نفسه في المباراة الأولى مع برشلونة خاصة لجهة التمرير السريع للكرة وتبادلها بشكل خاطف داخل منطقة الجزاء، اضافة لرؤيته بالاعتماد على الوجوه الشابة وهذا ما حصل عبر الاستعانة بكل من كارلوس بيريز وريكي بويغ، الا انه من الصعب الحكم على تطور الاداء الدفاعي من المباراة الاولى بسبب غياب التهديد المتواصل من فريق غرناطة، على الرغم من اشراكه صموئيل اومتيتي اساسيا في مؤشر لرغبته بالاعتماد عليه مستقبلاً.

من الواضح ان مهمة كيكي سيتيين لن تكون سهلة وربما ينظر اليه كثيرون لكونه مدرباً لمرحلة انتقالية استعداداً لتولي تشافي او كومان المهمة مستقبلاً، لكن الصورة الجديدة التي سيرسمها مع الفريق الكاتالوني مستقبلاً هي التي ستقرر ما اذا كان سيسجل اسمه واحداً من المدربين الذين تركوا بصمة في برشلونة او المدرب صاحب لقب اسرع "مطرود" من الكامب نو.