وُلد ​مينو رايولا​ في جنوب إيطاليا تحديدًا في إقليم ساليرنو ولكن بعد مدة قررت عائلته الإنتقال إلى ​هولندا​ وهو لا يزال طفلاً. فتحت عائلته مطعم "بيتزا"وعمل في مختلف المراكز فيه الى ان وصل الى درجة نادل. كلما نضج رايولا كان يزيد اهتمامه بالأمور المالية، وقرر تحقيق الكثير من الأمور في وقت واحد، فدرس القانون وإدارة الأعمال وتعلم عدة لغات.‎

عندما اتخذ قراره بأن يُصبح وكيل أعمال للاعبين ومدربين في كرة القدم، كانت القوانين الهولندية تقف عائقاً امام طموحه كونها كانت تسمح للاعبين بالمغادرة دون مقابل، ولكنه تحدى هذه القوانين، وعلى هذا الاساس ساعد ​دنيس بيركامب​ للإنتقال الى إنتر ميلان عام 1993، وهندس بعدها انتقال بافيل نيدفيد إلى يوفنتوس مقابل 40 مليون يورو.

بعد عدة صفقات ضخمة نجح في انجازها، أصبح اسم رايولا مُرعباً في عالم كرة القدم، وأبرز الصفقات التي قام بها كانت صفقة انتقال زلاتان إبراهيموفيتش من إياكس إلى يوفنتوس عام 2001، حيث لعب في صفوفهم لعامين لينتقل بعدها إلى الخصم إنتر ميلان بفضل رايولا ايضاً.

​​​​​​​

مسيرة رايولا شهدت الكثير من الخلافات مع أندية عريقة، كانت آخرها مع نادي مانشستر يونايتد بسبب الدولي الفرنسي بول ​بوغبا​(الذي يتابعه رايولا منذ الشباب)، اما اساس الخلاف فكان بسبب رغبة اللاعب بمغادرة اليونايتد ورفض الإدارة السماح له بالخروج إلا بمبلغ كبير للغاية.

​​​​​​​

وعلى غرار اليونايتد، اختلف وكيل اللاعبين الشهير مع نادي ​تشيلسي​، حيث اتفق مع ادارة الفريق على انتقال اللاعب لوكاكو إلى صفوف النادي اللندني عام 2017، ولكن رايولا اوقف الصفقة من أجل خلاف حدث هذه المرة بسبب القيمة التي سيجنيها هو شخصيًا، حيث رفض تشيلسي دفع مبلغ ضخم له على أتعابه ما ادى الى انتقال اللاعب البلجيكي إلى صفوف مانشستر يونايتد رغم الخلاف.

الحملات على رايولا لم تقتصر على الاندية واللاعبين والمدربين، بل طالت زملاء له في المهنة، وفي هذا الاطار، قال جياكومو بيتراليتو صراحة عن رايولا: " إنه يُلوث مهنتنا، انا أخجل أنني زميل مهنة معه". في حين وصفه السير اليكس ​فيرغسون​ بأنه "حقيبة من القذارة، لم ارتح له منذ اليوم الأول الذي رأيته فيه".

​​​​​​​

بيب ​غوارديولا​ انضم ايضاً الى حلبة الصراع مع رايولا الذي كان سبق ووصف المدرب الاسباني بـ"الجبان" و"الكلب"، فكان رد بيب عليه حينها: "لدي الكثير من الأعداء خاصة من وكلاء اللاعبين ورايولا واحد منهم، انا لا اعلم كيف يعتبرني شخص جبان وسيء وانا لم اتحدث معه ابدًا، ربما زلاتان قال له بعض الأشياء عني".

​​​​​​​

وتابع غوارديولا بسخرية اذ اشار الى انه كان تلقى عرضاً من رايولا لضم بوغبا وهنريك مخيتاريان وقال: "كيف له ان يعرض لاعبيه على ناد اتولى تدريبه؟ يجب عليه حماية لاعبيه وان لا يعرضهم لشخص سيء وكلب مثلي".

واللافت انه عندما سئل رايولا عن خلافاته مع غوارديولا وفيرغسون، كانت إجابته: "يعتقد الناس أنني أكره فيرغسون أو غوارديولا، أنا لا أكرههما، أنا لا أكره أحداً، أُعلِم أولادي نفس الأمر: لا تكرهوا أحدا، لا وجود للطاقة السلبية في حياتي".

في نهاية الأمر نرى بأن رايولا ومن خلال شخصيته الغريبة، يمكن ان يكون نعمة بالنسبة لأي لاعب حيث يستطيع وضعه في النادي الذي يرغب فيه، ولكنه ايضاً نقمة بالنسبة للأندية لان ارباح هذا الوكيل الشهير يجب ان تؤخذ في الاعتبار، وهي ليست بالقليلة بطبيعة الحال. لذلك، تختلف الآراء حول رايولا بين من يجده "نعمة" ومن يرى فيه "نقمة".

​​​​​​​