في وقت ترزح فيه كرة القدم اللبنانية تحت وطأة الأوضاع المعيشية التي يمر بها لبنان منذ شهرين ونصف وتسببت بايقاف معظم الأنشطة الرياضية، وفي الوقت الذي تبحث فيه الإتحادات والأندية الرياضية عن حل لمستقبل هذا الموسم وعودة النشاط في ظل حالة اللاتوازن التي تضرب كل القطاعات، ووسط كل تلك الظلمة في نفق لا يعرف نهايته حتى الآن، ثمة ضوء ترك الكثير من الأمل.

من الواضح ان سيدات لبنان أخذن على عاتقهن أمر تحقيق الإنجازات المشرفة لكرة القدم اللبنانية في وقت لا يزال انجاز ​العهد​ بتتويجه بطلاً ل​كأس الإتحاد الآسيوي​ العام الماضي هو الوحيد حتى الآن في فئة الرجال.

فالمنتخب اللبناني للشابات بلغ المباراة النهائية ل​بطولة غرب آسيا​ المقامة في البحرين وهو يسعى لمحاكاة انجاز ​منتخب الناشئات​ اللواتي فزن ببطولة غرب آسيا قبل أقل من شهر من الآن، في حين حل المنتخب الاول للسيدات ثالثا في بطولة غرب آسيا التي اقيمت في الاردن.

"صبايا" المنتخب اللبناني على موعد مع انجاز جديد حين يلتقين ​المنتخب البحريني​ المستضيف اليوم على ستاد مدينة خليفة الرياضية، بعد سلسلة من النتائج الجيدة لمنتخب الشابات بدأها بالفوز على الأردن بثلاثة أهداف دون رد وعلى الامارات بثلاثة أهداف لواحد واختتمها بانتصار كبير على العراق برباعية ليتأهل الى نصف النهائي ويتجاوز فلسطين بأربعة أهداف مقابل اثنين.

ويحسب للمدرب ​هاغوب ديمرجيان​ المدير الفني ل​منتخب لبنان للشابات​ استعانته بعدد من اللاعبات اللواتي شاركن في تحقيق انجاز ​بطولة غرب آسيا للناشئات​، لكنه يدرك ايضا ان الفرصة مؤاتية لتعويض خيبة الامل التي اصيب بها جراء خسارة المنتخب اللبناني لقب البطولة الاولى التي اقيمت على ارضه قبل عامين، وخسر النهائي يومها امام المنتخب الاردني بهدفين لواحد.

من الجيد انه ما زال في كرة القدم اللبنانية من يسعى لتحقيق الانجازات، بغض النظر عن المكان والزمان وحتى السن، لذلك يحسب لناشئات وشابات لبنان ومن يقف خلفهن تلك الروح التي تحلين بها في المنافسات الخارجية واثبتن قدرتهن وايمانهن على رفع اسم الوطن عالياً، وهو ما تجسد من نتائج مشرفة حتى الآن سواء عبر الفوز ببطولة غرب اسيا للناشئات او التأهل الى المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا للشابات.

من هنا وبغض النظر عن النتيجة التي يمكن ان يحققها المنتخب اللبناني للشابات، الا ان الحقيقة باتت واضحة والصورة مكتملة عما تملكه اللاعبات من عزيمة واصرار على التغريد خارج السرب وهو ما يجعلنا أمام حتمية دعمهن والوقوف بجانبهن من أجل تحقيق انجازات أفضل في المدى القريب.