لا يمكن اعتبار ما قدمه برشلونة خلال المباريات الأربع الماضية في الدوري الاسباني لكرة القدم، بمثابة صورة متكاملة لما يمكن ان يظهر عليه الفريق الكاتالوني هذا الموسم وتحديداً في دوري أبطال أوروبا خاصة في ظل غياب النجم الارجنتيني ليونيل ميسي عن المشهد حتى الآن وهو ما القى بظلاله على كتيبة ارنستو ​فالفيردي​ التي حققت فوزين فقط من أصل أربع مباريات في الليغا.

وتعرض الأرجنتيني لإصابة في ربلة الساق اليمنى خلال الحصة التدريبية الأولى منتصف شهر آب الماضي، لكن ليو عاد الى التدريبات الجماعية مع فريقه الأمر الذي سيمنح الجماهير الكتالونية بارقة أمل في حال مشاركته في مباراة بوروسيا ​دورتموند​ الألماني يوم الثلاثاء في البطولة القارية، وهي المباراة التي سترسم مسار المجموعة خاصة في ظل وجود ثلاثة فرق قوية هي برشلونة ودورتموند وانتر ميلان.

لم يقنع الفريق الكتالوني عشاقه في المباريات الاربع التي لعبها في الليغا على الرغم من الانتصارين الكبيرين على ريال بيتيس وفالنسيا، وبدا واضحا الارتباك الذي يعاني منه فالفيردي بسبب غياب ميسي على الرغم من ان هذا الغياب سمح لبعض اللاعبين بالتألق ومنهم النجم القادم انسوماني فاتي، فرانكي دي يونغ وانطوان غريزمان، لكن غياب الثقة بدا واضحاً لدى الكثير من اللاعبين وخاصة في المباراة الاولى امام اتلتيك بلباو والتي خسرها البارشا بهدف، وايضا في مباراة اوساسونا التي انتهت بالتعادل.

من الواضح ان غياب ميسي عن برشلونة فعل فعلته، ولولا وجود بعض العناصر الجيدة في الفريق لكان الآن يتخلف بأكثر من ثلاث نقاط عن الصدارة، من هنا تكمن أهمية مشاركة ليونيل ميسي في مباراة هامة وأمام خصم عنيد وقوي هو بوروسيا دورتموند على الرغم من ان تلك المشاركة لم تحسم حتى الآن بانتظار التأكد من وصول النجم الارجنتيني الى الجاهزية الكاملة.

بإمكان برشلونة ان يعوض ما فاته في الدوري الاسباني خاصة وان الموسم ما يزال في بدايته وهناك الكثير من التقلبات والظروف التي تعيد تغيير المشهد في الليغا كما حدث في مرات عديدة، لكن مشوار دوري ابطال اوروبا يبدو الأكثر أهمية بالنسبة للفريق الكتالوني ولجماهيره ايضا خاصة بعد غياب اربع سنوات عن منصة التتويج، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر وعد ميسي باحراز اللقب الموسم الماضي، فإذا بالفريق يخرج من الدور نصف النهائي على يد ليفربول.

ويبقى القول ان مشاركة ميسي في حال حدثت امام دورتموند، ستكون فاعلة ليس فقط بالنسبة لتأثيره على المباراة انما لحاجة زملائه لوجوده بينهم حتى لو خاض الدقائق المتاحة "واقفاً"، لأن وجود الارجنتيني امام دورتموند سيخلط الكثير من الاوراق بالنسبة للخصم قبل اي أمر آخر.