في الثالث من تموز/يوليو 2018 ، أعلنت ​وحدة نزاهة التنس​ «TIU» حرمان اللاعب المصري ​كريم حسام​ والبالغ من العمر 24 عاما، من ممارسة اللعبة نهائيا مدى الحياة بعدما كشفت تحقيقات أجريت وقتها عن تورطه في جرائم فساد خاصة بالمباريات، كما قررت تغريمه مبلغ 15 ألف دولار أميركي لادانته في 16 اتهاما بالفساد وفقا لقانون اللعبة .

وقتها اتهم كريم الذي يعد من أفضل اللاعبين في عالم كرة المضرب، بالتدخل في تحديد مباريات وتسهيل الرهانات، والتزويد بمعلومات تعطي أفضلية. وكشف تحقيق أجرته شبكة "بي بي سي" عن أسباب إيقاف اللاعب وذكرت ان البداية كانت مع تواجد كريم في أحد فنادق تونس، وكان يجلس بجواره محققين من الشرطة البريطانية السابقين يعملان لدى وحدة النزاهة في كرة المضرب، والمكلفة بمكافحة الفساد بعد أن راودها شك في اللاعب المصري بالتلاعب في نتائج المباريات.

وبعد العديد من التحقيقات التي أجرتها الوحدة، اكتشفت أن كريم أصبح جزءا من أكبر شبكات التلاعب بالمباريات في عالم كرة المضرب. ورغم أن بطولة المستقبل التي تقام بمدينة شرم الشيخ المصرية لا ترقى إلى مستوى بطولات عالمية مثل ويمبلدون أو رولان غاروس من ناحية عدد الحاضرين أو قيمة الجوائز، إلا أن هناك العديد من اللاعبين الناشئين يأملون في المشاركة بالبطولة، والتي حققها كريم 4 مرات.

ولكن المفاجأة التي قضت على مستقبل كريم اتت بينما كان يشارك في البطولة التي تقام بشرم الشيخ، وبادره لاعب أخر بسؤال:" "أتريد أن تخسر المباراة لقاء ألف دولار؟". وكان كريم في تلك المباراة يواجه واحدا من أفضل لاعبي العالم، وهو ريشار غاسكيه، الذي كان تصنيفه التاسع عالميا، وهو يعد متقدما بشكل كبير على كريم في الترتيب، ليرد النجم المصري قائلا: "أنا ألعب مع غاسكيه، ولست هنا لبيع المباراة". الا انه عاد وقرر المضي في موضوع التلاعب، ووافق على العرض ليخسر المباراة ويذهب بعدها بصحبة الشخص الذي وجه له العرض الى مكتب لتحويل الاموال من أجل تقاضي المال الذي تعهد به، والذي بلغ 1000 دولار.

كريم حسام قضى على مستقبله مقابل حفنة من الدولارات، رغم أنه كان بإمكانه الحصول على مبالغ تصل إلى نصف مليون يورو، حسب ما ذكر فريد لورد، مدير دائرة محاربة الفساد في المركز الدولي للأمن الرياضي، وهو ما تدفعه شبكة المقامرين في هذه الموضوعات الخاصة بالتلاعب.

وفي حديثه لمحققين وحدة النزاهة، قال كريم حسام:" بعد الواقعة الأولى أخبرت والدي بما حدث، وغضب بشدة وقال لي انني ادمّر حياتي بهذه الصفقات". وتابع:"حاولت تجنب تكرار الموضوع مجددا ، ولكن اعتقد أنه لو كان لدي المزيد من المال سيكون من الأسهل علي أن أشارك في دورات كبيرة ومهمة كدورات في الولايات المتحدة أو غيرها".

وظل كريم في شبكة التلاعب لفترة طويلة، يخسر مباريات مقابل الحصول على أموال، أو يخسر مجموعات مقابل المال كل ذلك كان يعتمد على ما يريده المقامر، وظل كذلك لمدة 4 سنوات في عدة دول مثل مصر وتونس ونيجيريا، قبل أن يصبح وسيطا في عمليات المقامرة بين الشركات واللاعبين.

وأشار تحقيق شبكة "بي بي سي" إلى أن كريم كان يتلاعب بنتائج مباريات من خلال رسائل تبادلها عبر "فيسبوك" مع العشرات من لاعبي شمال افريقيا، وهو ما ظهر من خلال حديثه مع لاعب جزائري دار الحديث بينهما كالتالي، قال خلاله كريم:"اخسر المجموعة الأولى، ثم إربح بالمباراة وستحصل على 2500 دولار" واجابه اللاعب: "آمل أن يكون الأمر يسيرا لأني بحاجة للمال".

وتشير الوثائق التي حصلت عليها شبكة "بي بي سي" إلى تورط أكثر من 20 لاعبا من شمال افريقيا في التلاعب بنتائج مباريات أو بعدم إخبار السلطات عندما طلب منهم وسطاء ذلك ، وهو ما كلفهم جميعا عقوبة الإيقاف مدى الحياة.

وكشفت وثائق ان العقوبات لم تطاول كل الأشخاص المتورطين في عمليات التلاعب بسبب عدم وجود أدلة كاملة، فالشخص الذي جنّد كريم حسام، ما زال يلعب بشكل احترافي.