فاز منتخب لبنان 4-1 على كوريا الشمالية لكن هذه النتيجة لم تكن كافية للتأهل إلى الدور الثاني وذلك في المباراة التي احتضنها استاد الشارقة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لكأس آسيا 2019 المقامة حاليا في الإمارات.

المدير الفني لمنتخب لبنان ​ميودراغ رادولوفيتش​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​محمد حيدر​، ​حسن معتوق​ و​هلال الحلوة​ في خط الهجوم كما لعب ​نور منصور​ و​جوان العمري​ كقلبي دفاع، وليد اسماعيل وألكسندر ملكي في الأظهرة وكان خط الوسط اللبناني مؤلفا من الثلاثي ​فيليكس​ ملكي، سمير أياس ونادر مطر بينما لعب المدير الفني لمنتخب كوريا الشمالية بالرسم التكتيكي كيم يونغ جون بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي باك وهان في خط الهجوم.

الشوط الأول:

لبنان بدأ الشوط الأول بنفس هجوم واضح ساعيا لتسجيل هدف مبكر يريح الفريق الساعي للفوز بفارق 4 أهداف مع التحرك عبر طرفي الملعب وعمق الملعب لكن الإيقاع الهجومي لم يكون سريعا وسط مبادلة كورية هجومية واندفاع نحو الأمام ليسجل المنتخب الكوري الشمالي هدفا مباغتا عند الدقيقة 9 عبر لاعبه باك من ركلة حرة مباشرة أخطأ مهدي خليل في التعامل معها وهو ما عقد من المهمة اللبنانية.

المنتخب اللبناني حاول العودة في اللقاء مجددا مع الضغط في ملعب كوريا لكن البناء الهجومي كان بطيئا للغاية بجانب غياب التحرك دون كرة في الثلث الأخير لكن تحركا فرديا رائعا من معتوق سمح لفيليكس ملكي بتسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 27. المنتخب الكوري أجرى عبر مدربه تبديلا اضطراريا مع دخول كانغ مكان هون المصاب في وسط الملعب. اللبنانيون استمروا بنشاطهم الهجومي حيث تقدم الفريق للأمام مع ضغط كبير في وسط الملعب وتحرك جيد من قبل معتوق وحيدر ليضيع المنتخب سلسلة من الفرص الخطرة للغاية أمام المرمى الكوري البطيئ والذي بدأت تظهر به المساحات لكن المنتخب اللبناني لم ينجح في استغلال الفرص المتاحة له لينتهي الشوط الأول بتعادل إيجابي بين المنتخبين 1-1.

​​​​​​​

الشوط الثاني:

لبنان بدأ الشوط الثاني كما الأول بنفس هجومي وسرعان ما قام المدرب بتغيير هجومي أول مع دخول عطايا مكان نادر مطر ولعب عطايا في الجهة اليمنى وحيدر خلف الثلاثي الهجومي. المنتخب استمر باللعب الهجومي مع كثافة عددية في الأمام وقدرة على عكس الكرات العرضية الخطرة لداخل منطقة المنتخب الكوري لينجح هلال الحلوة في ترجمة إحداها إلى هدف لبناني ثاني عند الدقيقة 65. الهدف جعل لبنان يغامر أكثر هجوميا مع تقدم خط دفاعه لوسط الملعب من أجل تضييق المساحات ثم لعب الكرات الساقطة للامام وتغيير حيدر وعطايا احيانا لمكانهما.

الفرص اللبنانية أمام المرمى الكوري استمرت مع تقدم جوان العمري لمتابعة الكرات العرضية لتحصل كوريا على بعض الكرات المرتدة والتي كانت طبيعية نظرا لفتح المنتخب اللبناني لخطوطه. الدقائق الربع الساعة الأخيرة شهدت دخول ​عدنان حيدر​ مكان سمير أياس لتنشيط خط الوسط ونجح لبنان عبر ركلة جزاء من تسجيل هدف ثالث ليدفع رادولوفيتش بموني مكان نور منصور ويلعب بطريقة 3-3-4 وبسياسة هجومية بحتة. المنتخب اللبناني كثف من كراته العرضية وحصل على فرص وجها لوجه أمام المرمى الكوري لكن التسرع في اللمسة الأخيرة بدا واضحا ورغم هدف متأخر لهلال الحلوة، لم ينجح المنتخب اللبناني في تسجيل الهدف الخامس المطلوب للتأهل ليغادر الفريق البطولة بفارق البطاقات الصفراء.

ملاحظات عامة:

يمكن القول بأن المنتخب اللبناني رمى بكل أوراقه الهجومية خلال اللقاء حيث بان التعب على اللاعبين في آخر عشر دقائق وتحديدا على حسن معتوق الذي قام بمجهود خرافي لكن رغم ذلك سنحت للبنان الكثير من الكرات أمام المرمى الكوري لكن التسرع وضغط النتيجة منعا لاعبي المنتخب من ترجمتها إلى أهداف.

رغم التحول الخططي الذي قام به المدرب رادولوفيتش من 5-4-1 إلى 4-3-3 لكن المنتخب اللبناني بدأ المباراة بشكل بطيئ حيث لم يدخل فعليا في أجواء اللقاء إلا بعد تلقيه أول هدف للأسف وهذا بالطبع صعب من المهمة اللبنانية حيث زاد الضغط المعنوي في الشوط الثاني على اللاعبين بجانب الجهد البدني الكبير المبذول.

افتقد لبنان لوجود ظهيرين قادرين على المساندة الهجومية والقيا بعملية ال Over Lap مع الجناحان اللبنانيان لفتح المساحات حيث لم يقدم وليد اسماعيل وألكسندر ملكي بأي مساندة هجومية إضافة لإصابة ​علي حمام​ والذي كان وجوده سيعطي المنتخب حلولا هجومية أكبر من الأطراف في ظل المساحات الكبيرة وعدم الإنضباط الدفاعي للمنتخب الكوري الذي عانى كثيرا في التعامل مع كرات لبنان العرضية.

كان معظم اللعب اللبناني عبر الأطراف ويمكن القول بأن الرباعي هلال الحلوة، ​ربيع عطايا​، محمد حيدر وحسن معتوق شكلا إزعاجا كبيرا لمنتخب كوريا الشمالية خاصة مع السرعة والمهارة بجانب التغيير المستمر في المراكز وهما كانا وراء أكثر من خمس فرص حقيقية ضاعت للأسف كانت واحدة منها لو استغلت كافية بوضع لبنان في الدور الثاني.