يواجه حاليًا فريقي ​مكلارين​ و​ويليامز​ معضلة حقيقية في الفورمولا 1، إذ انه ببساطة قد لاحظا ان الزمن قد تخطاهما ولم يعد لهما مكان في هذه الرياضة. من يتابع امور الفورمولا 1 يعلم أن هذين الفريقين قد حققا في ما بيهما 17 بطولة صانعين و19 بطولة سائقين في تاريخهما العريق.

هذه الالقاب حققت حين كانت الفورمولا 1 منخفضة التكاليف وكان بإمكان أي فريق لديه مهندس عبقري ان يصمم سيارة رابحة.

اليوم إختلفت الأمور، لم يعد هناك مكان للفرق متوسطة الحجم أمثال ويليامز ومكلارين والفريقين يعانيان بشدة في السنوات الماضية.

الفوز الأخير لفريق ويليامز بالبطولة يعود لعام 1997 وحققه له السائق الكندي ​جاك فيلنوف​، فيما الفوز الاخير لفريق مكلارين كان في عام 1998 وحققه له السائق الفنلندي ​ميكا هاكينين​.

ومنذ تلك السنين لم يعد يتم إعتبار هذين الفريقين كمنافسين على البطولة. اليوم ورجوعًا 9 سنوات للوراء هناك 3 فرق مسيطرة على الفورمولا 1 وهي ​مرسيدس​ و​فيراري​ ورد بُل.

من جهتها رد بُل فازت ما بين أعوام 2010 الى 2014 بينما مرسيدس تفوز بشكل متواصل منذ عام 2015. لقد ضمّنت فيراري ضمن هذا التريب بالرغم من أنها لم تفز باي بطولة في هذه الفترة كونها فريق عملاق ولديه ميزانية ضخمة وهذا مشابه للفريقين الآخرين. هؤلاء الثلاثة يمتلكون سيارات اسرع باشواط من باقي الفرق السبعة في البطولة.

لذلك حتى لو تمكن ويليامز ومكلارين من تصميم سيارة سريعة وجيدة للموسم المقبل (وهذا مستبعد جدًا) لن يتمكنا من منافسة هذا الثلاثي، الأمر مستحيل، فهم لا يملكون الأموال الكافية لتطوير سيارتيهما بنفس السرعة التي لدى الثلاثي. عدا عن ذلك أن وجودهما وحيدين يصارعان الكل اصبح امر مفروغ به.

دعوني اشرح لكم، هناك 10 فرق تنافس في البطولة ولكن الكبيرة منها تسيطر على الصغيرة بطرق غير مباشرة. مثلًا فريق ​فورس إنديا​ يعتبر تابع لمرسيدس كونه يتزود بمحركها وهي كانت تفرض عليه على الأقل سائق واحد من اكاديميتها ودائمًا سياراتي فورس إنديا تفسحان المجال لسيارتي مرسيدس خلال السباقات.

أما رد بُل فلديها شقيق اصغر هو فريق تورو روسو وهو تابع لها كليًا. فيما فيراري تسيطر على فريقي هاس و​ساوبر​، الأول يعتمد عليها كليًا من ناحية المحرك وعلبة التروس والمساعدة التقنية فيما الثاني ترعاه شركة الفا روميو التي هي شقيقة لفيراري ضمن مجموعة فيات.

وهكذا يتبقى فريق رينو وحيدًا، لكن الشركة الفرنسية هي صانع كبير ولديها إمكانيات كبيرة ويمكنها المنافسة لوحدها من دون الإعتماد على فرق ثانية، ولقد بشرنا الفريق الفرنسي أنه في الموسم المقبل سيبدا المنافسة على اللقب بعد 3 سنوات تحضيرية منذ عودته في عام 2015 كفريق متكامل وليس فقط كمزود محركات.

لذلك في عالم الفورمولا1 اليوم لم يعد هناك مكان لفريقين مثل ويليامز ومكلارين والوضع سينتقل من السيئ للاسواء خاصة أن مدير مكلارين الجديد زاك بروان ليس لديه خبرة في الفورمولا 1 ومعظم مهندسي الفريق الممتازين قد غادروه. اما ويليامز فغريب امره فهو يصمم سيارات سيئة لدرجة لا توصف ومن شبه المؤكّد أن الموسم المقبل سيكون أسود له ايضًا.