لم يكن ​باريس سان جيرمان​ محتاجاً لنكسة جديدة في إطار سعيه لتحقيق الحلم الأوروبي والذي ما يزال يواجه العثرات عاماً بعد آخر رغم مئات الملايين التي دُفعت في سبيل تحقيق هذه الغاية، والجهود الكبيرة التي بذلت لتعزيز صفوف الفريق منذ التعاقد مع الثنائي البرازيلي ​نيمار​ والفرنسي ​كليان مبابي​.

صحيح ان الفريق الباريسي لا يواجه مشكلة في الدوري الفرنسي حيث يبتعد في الصدارة بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه، لكن الأمر ليس كذلك في ​دوري أبطال أوروبا​ لكونه مهدد بالخروج من دور المجموعات حيث يحتل المركز الثالث خلف ليفربول نابولي وتنتظره مباراة في غاية الأهمية أمام الفريق الإنكليزي يوم الأربعاء المقبل.

ولعل إصابة كل من نيمار ومبابي خلال العطلة الدولية مع منتخبي البرازيل و​فرنسا​ شكلت ضربة موجعة لباريس سان جيرمان رغم كل الأنباء الإيجابية التي صدرت من المعسكر الفرنسي عن إمكانية تعافي مبابي قبل مباراة الريدز الأوروبية، لكن أي تأكيدات رسمية بهذا الشأن لم تصدر حتى الآن.

لا يمكن ان يكون غياب نيمار ومبابي عن مباراة باريس سان جيرمان وليفربول سوى كارثة حقيقية لحظوظ الفريق الباريسي في التأهل الى دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا خاصة اذا ما عرفنا ان النجمين سجلا نصف أهداف الفريق تقريباً في جميع المسابقات هذا الموسم، وعليه فإن غيابهما سيشكل حرجاً بالغاً للمدرب ​توماس توخيل​ الساعي في موسمه الأول لتفادي كل الأخطاء التي ارتكبها الفريق بقيادة سلفه أوناي إيمري.

ربما تكون الاصابات الجديدة في صفوف باريس سان جيرمان فرص للاعب الاوروغوياني ​ادينسون كافاني​ لإعادة اثبات نفسه كأحد نجوم الفريق كما كان في المواسم السابقة، لكن الأخير لن يتمكن لوحده من حمل "هموم" ومخاوف المدرب توخيل من التأثيرات السلبية لغياب كل من نيمار ومبابي وما يمكن ان يخلفه هذا الغياب على مشروع الادارة في تحقيق الألقاب المحلية والأوروبية هذا الموسم.

من الواضح ان باريس سان جيرمان لا يحتمل اي غياب آخر أو إصابة جديدة ستضع كل الطموحات في مهب الريح، لأن أي تعثر جديد في المسابقة الأوروبية سواء بالخسارة أو التعادل فإن ذلك سيترك حظوظ رجال المدرب توخيل رهن حسابات الجولة الأخيرة وربما تقضي على آماله قبلها، خاصة وان بطل الدوري الفرنسي لم يحقق سوى فوز وحيد في المسابقة الأوروبية على حساب سرفينا زفيزدا الصربيمن أصل أربع مباريات، في حين ان نتائجه أمام الفرق المنافسة ليست لمصلحته على الإطلاق.

من هنا تبدو عودة كل من نيمار ومبابي الى حظيرة باريس سان جيرمان مطلب ملح أكثر من اي وقت مضى، وإلا فإن مبارة الاربعاء أمام ليفربول قد تكون نهاية "حلم" لم يعرف الباريسيون طريقة تحقيقه حتى الآن.