ينهي المنتخب ال​لبنان​ي لكرة القدم معسكره في ​أستراليا​ بلقائه المرتقب مع الـ"سوكيروس" أصحاب الأرض في الأستاد الأولمبي عند الساعة السابعة و48 دقيقة مساء (تحرّك ضربة البداية)، العاشرة و48 دقيقة صباحاً بتوقيت بيروت، والذي يقوده غراهام أرنولد.

وتكتسب المباراة أهمية خاصة كونها ستجرى تحت أنظار أفراد الجالية اللبنانية في أستراليا والمنتظر أن يفدوا إلى الملعب بأعداد كبيرة لمؤازرة اللاعبين اللبنانيين، وتندرج في إطار المرحلة الأخيرة من الإعداد التصاعدي لنهائيات كأس آسيا "الإمارات 2019" التي تنطلق في 5 كانون الثاني المقبل. وسيلعب لبنان ضمن مجموعتها الخامسة إلى جانب قطر والسعودية وكوريا الشمالية.

وهي المباراة الأخيرة لأيقونة المنتخب الأسترالي النجم المخضرم ​تيم كاهيل​، الذي سيكرّم عقب صافرة النهاية. وتتحدّث أوساط الجالية اللبنانية عن أن إختيار منتخب لبنان للمشاركة في هذه المناسبة يعدّ بمثابة تقدير للمسيرة التصاعدية التي حققها أخيراً، ولما يمثله كاهيل للأستراليين واللبنانيين المغتربين هناك، علماً أن صفوف المنتخب الأسترالي ضمّت سابقاً لبنانيين بارزين أمثال طارق الريش (2015).

وجانسون أندرو نبوت الذي كان ضمن تشكيلة مونديال روسيا ويغيب بداعي الإصابة.

وتدرّب منتخب لبنان أمس في الملعب الأولمبي (ضاحية هومبوش)، وكان تركيز على لمسات دقيقة في طريقة اللعب التي ستعتمد. وطلب المدير الفني المونتينيغري ​ميودراغ رادولوفيتش​ من عناصره تقديم الصورة التي يتوقعها الجميع منهم لا سيما بعد أدائهم الجيد أمام أوزبكستان الخميس الماضي.

وتطرّق "رادو" في المؤتمر الصحافي الرسمي الذي عقد عشية اللقاء إلى أهمية المناسبة كونها فرصة جيدة للاحتكاك بمنتخب عريق يحمل اللقب الآسيوي وبلغ نهائيات كأس العالم 5 مرات، واعداً بمباراة جيدة تسعد الجميع ومنهم أفراد الجالية اللبنانية، شاكراً الاتحاد الأسترالي لكرة القدم على بادرته واستضافته منتخب لبنان والاتحاد الأسترالي اللبناني على تكريمه البعثة اللبنانية مساء الأحد الماضي، "ما يبعث فينا الفخر والحماسة".

واستعرّض رادولوفيتش مسيرة الإعداد على مدى 3 أعوام وتجديده دم المنتخب، فبلغ نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى من خلال التصفيات متصدراً مجموعته وباتت قاعدته راسخة لسنوات مقبلة، فضلاً عن خوض 16 مباراة من دون أي خسارة في غضون 30 شهراً. وأضاف: "الوقت الآن لبلورة المؤهلين للمشاركة في بطولة آسيا، ولقاؤنا مع أستراليا صورة جلية عن المستويات القوية التي ستشهدها البطولة. ولا ننسى أننا سنخوض مباراة تاريخية هي الأخيرة لكاهيل، وآمل بأن يبقى في ميدان كرة القدم ويساعد من خلال خبرته وشهرته"، لافتاً إلى أن تشكيلته ناقصة بداعي إصابات وظروف بعض اللاعبين، ما يعني اعتماده خيارات أخرى قادرة أن تؤدّي واجبها كاملاً وتحصّل الخبرة من دون التغيير في طريقة اللعب وشخصية الفريق.

وأشار رادولوفيتش إلى وجود لاعبين لبنانيين كثر في بلدان الانتشار، "نسعى لاستقطاب المؤهلين منهم لتدعيم صفوفنا ونجحنا في المرحلة الماضية في ضم بعضهم آخرهم الأخوان ملكي وباسل شعبان. كما أن في إمكان آخرين شباباً تعزيز جيل المستقبل للاستحقاقات المقبلة.

من جانبه، تحدّث قائد المنتخب حسن معتوق عن أهمية المبارتين في أستراليا، وقال: "شاهد الجميع أداؤنا النوعي المتطوّر أمام أوزبكستان، ولقاء أصحاب الأرض فرصة نوعية كبيرة ومفيدة خصوصاً في وجود لاعب من طينة كاهيل"، مؤكداً أن التركيز منصب على كأس آسيا "لنظهر في صورة لائقة نفخر بها ويفخر بها جمهورنا".

وكان عقد الإجتماع الإداري الفني في الإستاد الأولمبي المسمّى "أنز" (إي أن زد) نسبة إلى الجهة الراعية، وأدارته مسؤولة المباراة ستيفاني فافاكوس، وحضر عن الجانب اللبناني إداري المنتخب المستشار الفني يوسف محمد والمنسّق الإعلامي الزميل وديع عبد النور ومسؤول التجهيزات أحمد فخر الدين.

وسيرتدي منتخب لبنان اللباس الأحمر كاملاً (حارس المرمى الأخضر الفاتح كاملاً)، ومنتخب أستراليا اللباس الأصفر الذهبي كاملاً (حارس المرمى الرمادي كاملاً).

ويدير اللقاء طاقم حكام ياباني بقيادة ريوجي ساتو. وستُستخدم تقنية الـ"فار" في المباراة من خلال طاقم حكام ومراقبين نيوزيلنديين.

وتتطلّع أستراليا إلى فوز يتكامل مع تكريم نجمها كاهيل، فبعد المباراة لن يتجمّع الـ"سوكيروس" إلا للمغادرة إلى الإمارات لخوض النهائيات القارية، وقد أوقعته القرعة في المجموعة الثانية مع سورية وفلسطين والأردن الذي سيلتقيه في مبارياته في 6 كانون الثاني في مدينة العين.

وكان عادل كوريا الجنوبية (1 -1) السبت الماضي في بريزبن بهدف سجله ماسيمو لونغو، مهاجم كونتري بارك رينجرز الأسكتلندي، في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع.

وفي تصريحات لوسائل إعلام أسترالية، أوضح كاهيل أنه متشوّق وبأعصاب هادئة لأفضل 5 دقائق في حياتي"، متمنياً أن يتوّج مباراته الدولية الـ108 بهزّ الشباك، علماً أن المباراة لن تكون الأولى لكاهيل (39 سنة) في مواجهة لبنان، إذ شارك في صفوف الـ"الكنغر" الذي إلتقاه في ملعب صيدا (6 أيلول 2012) وفاز عليه بثلاثة أهداف من دون ردّ، وهو إستهلها في الدقيقة الـ19 قبل أن يعزز زميلاه مات ماكاي (23) ووارشي تومبسون (88) النتيجة.