أصبح سائق فريق ​مرسيدس​ ​لويس هاميلتون​ بطل عالم للمرة الخامسة في مسيرته في الفورمولا 1 منذ أسبوعين. هذا إنجاز كبير للسائق البريطاني وضعه في المرتبة الثالثة في تاريخ الفورمولا 1 حيث أنه متعادل مع السائق الراحل ​خوان مانويل فانجيو​ ولم يعد لديه سوى كسر رقم السائق الألماني ​مايكل شوماخر​ الذي هو 7 بطولات.

مما لا شك فيه أن هاميلتون سائق سريع جدًا ولديه موهبة كبيرة وتمكّن من إستغلال هذه الأمور لتحقيق إنجازاته. لا يجب أن ننسى أنه كان لديه بُعد نظر حين قرر ترك فريقه ​مكلارين​ والإنتقال الى فريق مرسيدس الذي لم يكن قوي حينها في عام 2013 لكنه كان يؤمن بالمسار التطويري للفريق الألماني وإنتظر لموسم 2014 حين تم تغيير القوانين التصميمية للسيارة بشكل كبير وهنا برزت مرسيدس كأقوى فريق في الفورمولا 1 وهي ما زالت حتى الآن.

تمكن هاميلتون من الفوز بالبطولة في أعوام 2014 و2015 و2017 و2018. لربما لاحظتم أن عام 2016 ليس موجود ضمن التعداد وهذا صحيح، كونه في هذا العام تعرّض هاميلتون لأشرس منافسة في مسيرته وهي لم تأتي سوى من زميله الألماني ​نيكو روزبرغ​ الذي هو تمكّن من الفوز بالبطولة.

في لمحة سريعة عن مسيرة روزبرغ، بدأ مغامرته في الفورمولا 1 في عام 2006 مع فريق ويليامز وبقي معه حتى موسم 2010 حين إنتقل الى مرسيدس. كان زميل بطل العالم سبع مرات مايكل شوماخر في أعوام 2010 و 2011 و2012 وتمكن من التفوّق عليه في كل هذه المواسم. هذا يعني أن روزبرغ سائق ممتاز وكان بحاجة فقط لسيارة سريعة تتيح له الفوز، وهذا ما تأمّن له إبتداءً من عام 2014.

في 2014 و 2015 هاميلتون تفوّق عليه، ولا يمكن الجدال بفكرة من الأسرع بين هذين السائقين، هاميلتون هو أسرع. لكن في عام 2016 رأينا شخصية جديدة لروزبرغ لم تظهر سابقًا. تحوّل الألماني الى وحش منافسة، ولم تعد لديه خطوط حمراء، وذهب بعيدًا في هذه المسألة لدرجة أنه قرر التضحية بصداقة الطفولة التي تربطه بهاميلتون. فهم روزبرغ أنه في حال اراد التفوق على هاميلتون فهو عليه أن يشن حرب نفسية طوال الموسم على البريطاني وعليه أن يفهمه بالقوة أنه عدوه اللدود الذي سيعمل على خطف النقاط منه في كل لحظة في السباقات.

وهكذا تمكن روزبرغ من الفوز ب9 سباقات في موسم 2016 وحلّ ثانيًا في 5 منها وفاز باللقب بفارق 5 نقاط فقط عن هاميلتون الذي بدا واضحًا أنه تدمر معنويًا في ذلك الموسم. لكن فجأة بعد فوزه بأيام قليلة أعلن روزبرغ عن إعتزاله فاسحًا المجال لهاميلتون بأن يفرض سيطرته مجددًا. من ناحيتها مرسيدس قررت إستقدام سائق متواضع القدرات وهو فالتيري بوتاس في 2017 وكان واضحًا أنه لا يستطيع التفوّق على هاميلتون وستكون مهمته الأساسية مساعدته على الفوز وهذا ما حصل بشكل دوري في القسم الثاني من موسم 2018.

​​​​​​​

نيكو روزبرغ أثبت أنه يمكن التفوّق على أسرع سائق في حال توفرت لك السيارة المناسبة وعرفت كيف تستفز منافسك لأقصى درجة. تجدر الإشارة أن هاميلتون ما زال لا يتكلّم مع روزبرغ حتى يومنا هذا.