تمكّن سائق فريق ​مرسيدس​ لويس هاميلتون من الفوز ببطولة الفورمولا 1 لموسم 2018. هذه هي البطولة الخامسة له في مسيرته الإحترافية في هذه الرياضة، فهو قد فاز في سنوات 2008 و 2014 و 2015 و 2017. المنافس الأساسي لهاميلتون هذا الموسم كان سائق فريق ​فيراري​ ​سيباستيان فيتيل​.

إستحق هاميلتون الفوز بكل جدارة، فهو بالإضافة الى فريق مرسيدس لم يرتكبا الأخطاء وطورّا السيارة خلال الموسم بأفضل طريقة ممكنة، بينما فيراري إرتكبت الخطأ تلو الآخر من ناحية الإستراتيجية خلال السباقات بينما فيتيل أهدر العديد من النقاط بسبب أخطاء قيادة إرتكبها.

الذي سمح لهاميلتون بالتفوق على فيتيل هو قدرته على التعامل مع الضغط بطريقة مختلفة عن الألماني. إن فيتيل، بإعترافه يبغى الكمال في كل خطوة يقوم بها وهذا يضع عليه ضغط هائل ويؤدي به الى إرتكاب أخطاء مكلفة جدًا. بالإضافة الى ذلك إن جو العمل في فيراري هو بنفسه أيضًا ضاغط جدًا ودائمًا مطلوب من كل سائق يقود لسكوديريا أن يفوز بالبطولة. وأيضًا إن فيتيل ليس ناشط على وسائل التواصل الإجتماعي وتقريبًا لا نعلم أي شيء عن حياته الشخصية.

أما هاميلتون فهو لديه طريقة مختلفة جدًا في العمل، فمرسيدس فريق يتعامل مع الضغط بطريقة مختلفة وهو لا يلقيه على ظهر هاميلتون، لا بل يحميه كليًا من ذلك وبنفس الوقت يوفّر له أفضل سيارة ممكنة كي ينافس على البطولة. بالإضافة الى ذلك إن هاميلتون ناشط جدًا على الإنترنت وتقريبًا لا يمضي إلا أيام قليلة في بلد معيّن ولديه عدد هائل من الأصدقاء المشهورين من الوسط الفني العالمي. وهو غالبًا ما يقوم بنشاطات مكثفة ما بين السباقات والبعض ينتقده على ذلك، لكنه دائمًا يثبت أن ما يقوم به يزيد تركيزه على القيادة وليس العكس.

كان هاميلتون على مستوى مختلف هذا الموسم بإعتراف منافسيه وهو فعليًا يكون لا يُقهر في 95% في السباقات وهو دائمًا ما يحثّ فريقه على إستخراج كل نقطة قوة من السيارة. هو من نوع السائقين الذي يشاركون بتطوير السيارة فالمعلومات الي يقدمها للمهندسين قيمة جدًا ويمكن البناء عليها للتحسين.

تجدر الإشارة الى أن ما ساعد هاميلتون كثيرًا هو الإتيان بزميل الى جانبه ليس بسرعته كي يكون "مساعد له" في السباقات كي يساعده على الفوز وهو ​فالتيري بوتاس​. كان الفنلندي بوتاس لديه مهمة واحدة في القسم الثاني من الموسم وهو أن يكون "مطبّ" في وجه منافسي هاميلتون، أي أن يؤخرهم على الحلبة كي لا يلحقوا بهاميلتون كي يتمكن من الفوز. هذه الإستراتيجية طبقتها مرسيدس بإحترافية عالية لكن فيراري لم تقم بالمثل بين فيتيل وزميله ​كيمي رايكونين​ حيث أن مدير الفريق ماوريتزيو اريفابيني قد صرح قائلًا: "نحن نوظّف سائقين وليس خدم".

على كل الأحوال، فاز هاميلتون ونحن نوجه التهاني له، ونذكّر أن المنافسة على لقب بطولة الصانعين ما زال قائم بين مرسيدس وفيراري ويتبقى سباقين في الموسم في البرازيل وأبو ظبي، هذه البطولة هي المهمة للفرق كون الجوائز المالية تقسّم عليها حسب ترتيبها ضمنها.

​​​​​​​