وصلت ​كرواتيا​ للدور النصف النهائي من ​كأس العالم​ بعدما أخرجت ​روسيا​ مستضيفة البطولة في مباراة مثيرة احتضنها ملعب ​سوتشي​. المدير الفني لمنتخب كرواتيا ​زلاتكو داليتش​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ماريو ​ماندزوكيتش​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب روسيا ​ستانيسلاف تشيرشيسوف​ بالرسم التكتيكي ذاته 4-2-3-1 مع أرتيم دزويبا كرأس حربة صريح.

الروس​ بدأوا المباراة بشكل ضاغط من أجل مباغتة الدفاعات الكرواتية التي تراجعت قليلا للخلف من أجل استيعاب البداية الروسية المتوقعة ومن ثم بدء شن الهجمات المنظمة باتجاه المرمى الروسي مع تركيز أكثر على الجهة اليمنى وعكس عرضيات لداخل منطقة جزاء الخصم وتقدم ​كراماريتش​ لمساندة ماندزوكيتش في العمق الهجومي. شيئا فشيئا بدأ الكروات ببسط سيطرتهم على وسط الملعب مع دور هام للاعبي الوسط ​مودريتش​ وراكيتيتش في ضبط الإيقاع الهجومي للفريق مقابل اعتماد روسيا على الضغط في وسط الملعب بخمسة لاعبين لتبطيئ الهجمة الكرواتية قدر الإمكان كما لقطع الكرات والإنطلاق بهجمات عكسية مباغتة ليصبح اللعب محصورا في وسط الملعب لكن الكروات بقي هم المسيطرين مع سعي الجناحان ​بيريسيتش​ و​ريبيتش​ لتبادل مراكزهما يمينا ويسارا من أجل الهروب من الرقابة الروسية. الروس ونتيجة الضغط العالي الذي أزعج الكروات نجحوا في قطع الكرة بوسط ملعب الخصم حيث انطلق تشيرسييف وسجل هدفا مباغتا أعطى التقدم للروس عند الدقيقة 31. الروس حاولوا عدم الرجوع للخلف مع استمرار الضغط في الأمام وهذا أزعج الكروات كثيرا في بنائهم للهجمة من الخلف لكن الطمع الروسي بالضغط أكثر في الأمام وتقدم الدفاع لمنتصف الملعب أعطى الكروات مساحات في الخلف انطلق منها ماندزوكيتش حيث مرر كرة أنهاها كراماريتش في الشباك معلنا تعديل النتيجة 1-1 عند الدقيقة 39. المباراة بعدها هدأت حيث اقترب الشوط الأول من نهايته مع تبادل الفريقين للكرات من وسط الملعب دون أي خطورة او اندفاع هجومي لينتهي الشوط الأول بتعادل إيجابي بين الفريقين 1-1.

الشوط الثاني بدأ بإيقاع لعب سريع مع استمرار الكروات باللعب الهجومي ليجري مدرب روسيا تبديله الأول مخرجا ​ساميدوف​ ومدخلا إيروخين لتنشيط الجهة اليسرى هجوميا لكن الكروات بقي الفريق المسيطر على خط وسط الملعب مع توزيع كرات نحو طرفي الملعب فيما اعتمد الروس على اللعب الهجومي الخاطف ثم العودة بشكل سريع لإغلاق المناطق الدفاعية. مدرب كرواتيا تدخل للمرة الأولى فأدخل ​بروزوفيتش​ مكان بيريسيتش والهدف كان تنشيط الثلث الهجومي. الكروات كانوا الأكثر مبادرة هجوميا مع تقدم الفريق للأمام خاصة أظهرة الفريق وتركيز على الظهير الأيمن ​فيرساليكو​ الذي نشط من تلك الجهة وعكس الكثير من الكرات الهجومية الخطرة. المباراة كان تميل لمصلحة الكروات إن بالإستحواذ أو بالمحاولات الهجومية مع ضغط عالي لافتكاك الكرات بشكل سريع من الروس الذي كانوا يعانون هجوميا فبقوا في الخلف لإغلاق المنافذ الدفاعية أمام الهجمات الكرواتي والذي دخل في صفوفه بيفاريتش مكان سترانيتش في مركز الظهير الأيسر والهدف كان القيام دائما بزيادة عددية من طرفي الملعب ثم عكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء روسيا. مدرب روسيا دفع بسمولوف مكان شيرسيف ثم غازينسكي مكان دوزيبا. الهدف كان تسريع الهجمة المرتدة مع تقدم الثلاثي الهجومي ورأس الحربة بجانب أحد لاعبي إرتكاز الفريق لكن بشكل عام كانت معركة الوسط محسومة للكروات مع تألق رائع من مودريتش في التحكم هو وراكيتيتش بنسق المباراة حيث كثف الكروات في الدقائق العشر الأخيرة محاولاتهم الهجومية وسط انغلاق روسي في الخلف وتضييق للمساحات حيث عانى الكروات نوعا ما في الإستلام داخل منطقة جزاء روسيا رغم دخول كورفاسيتش مكان كراماريتش لتنشيط الوسط أكثر لكن الشوط الثاني انتهت بالتعادل أيضا 1-1 مع صمود دفاعي روسي ليلجأ الفريقان للأشواط الإضافية.

التعب البدني بدا نوعا ما على الكروات وهو ما حاول الروس استغلاله عبر لعب الكرات الهجومية الخاطفة والسريعة لكن كرواتيا عادت لتنظيم صفوفها أكثر فأكثر رغم قيام المدرب زلاتكو بتبديل اضطراري مع دخول ​كورلوكا​ مكان فيرساليكو المصاب. الروس حاولوا الضغط أكثر في وسط الملعب والقيام بهجمات مرتدة عكسية لكن مودريتش عاد ليقود الهجوم الكرواتي من عمق الملعب حيث نجح الكروات في تسجيل هدف التقدم عبر فيدا عند الدقيقة 100. مدرب روسيا تدخل فورا وأدخل دراغاييف مكان ​غولوفين​ ليتحول للعب 4-4-2 مع اندفاع أكثر للأمام قابله رجوع كرواتي للخلف من أجل المحافظة على النتيجة ثم القيام بهجمات مرتدة عكسية. فكر روسيا الهجومي اعتمد على لعب الكرات العرضية من طرفي الملعب والسرعة في التحرك خلف ظهيري كرواتيا لينجح الروس من تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 115 عبر المدافع فيرنانديز من كرة رأسية إثر كرة ثابتة. المباراة أصبحت سريعة حيث عاد الكروات للضغط الهجومي من أجل تجنب الذهاب لركلات ترجيحية فيما ضغط الروس أكثر وحاولوا اعتماد الكرات الساقطة لضرب الدفاع الكرواتي لكن المواجهة بقيت متعادلة ليلجأ الفريقان لركلات ترجيحية من علامة الجزاء حسمها الكروات لمصلحتهم 4-3 ليقصوا البلد المنظم روسيا ويتأهلوا هم للدور النصف النهائي ضاربين موعدا ناريا مع ​منتخب إنكلترا​.