جوان العمري​، اسم كبير اليوم في عالميْ كرة القدم اللبنانية والعالمية. فمن ​ألمانيا​ حيث ولادته ونشأته كرويا إلى احترافه بالدوري التركي الممتاز قبل عامين، مرتديا قميص فريق ​سيفاسبور​، واحتكاكه مع لاعبين كبار مثل الثنائي الهولندي ويسلي شنايدر وروبين فان بيرسي إلى الكاميروني ​صامويل ايتو​ والألماني ​لوكاس بودولسكي​، ثمّ انتقاله اليوم إلى الدفاع عن صفوف ​فريق النصر​، المنافس بالدوري ​الامارات​ي للمحترفين "​دوري الخليج العربي​"، أصبح اسم جوان العمري يكبر أكثر، وبات نجمه يتوهّج بسيرة غنية تستحق الذكر، وهي مما لا شك فيه، لها وقع ايجابي حالي ومستقبلي على اسم لبنان في عالم الاحتراف بكرة القدم.

ربّما تكون قلة من اللاعبين اللبنانيين قد تمكّنوا من إثبات أنفسهم في الدوريات الاحترافية الخارجية والعمري خير دليل على ذلك. لقد وجد اللاعب اللبناني مكانا له بجدارة في ألمانيا و​تركيا​ واليوم في الامارات العربية المتحدة، ومجرّد أن تهتف جماهير المانية وتركية وإماراتية باسم لاعب لبناني في ملاعب استضافت مواجهات عالمية، فهذا يعني نجاحا كبيرا للعمري، وبالتالي نجاحا تلقائيا لبلده لبنان.

وسيرة العمري مع منتخب لبنان غنية أيضا ومستمرة، وهو كان قد ساهم مؤخرا في وصول ​منتخب الأرز​ إلى التأهل التاريخي لأول مرة عبر التصفيات إلى ​بطولة كأس آسيا​ في الامارات 2019، كما كانت له مساهمة في القفزة التاريخية التي حققها المنتخب الوطني على مستوى التصنيف العالمي الذي يصدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشكل شهري. ورغم أن العمري يشغل مركز الدفاع، استطاع أن يسجّل الأهداف لمنتخب بلاده في تصفيات بطولتي العالم وآسيا وفي مباريات ودية، كما سجل سابقا لفريقه سيفاسبور التركي في أكثر مناسبة، ومؤخرا، تحديدا في الثالث والعشرين من شباط، سجل العمري باكورة أهدافه مع فريق النصر وقاد فريقه إلى الفوز بهدف نظيف على ​الظفرة​ بالدوري الاماراتي .

ولأن مسيرة أي لاعب كبير تستحق الذكر، تمكنت صحيفة "سبورت" الالكترونية من الوصول إلى العمري، الذي يعيش حاليا في الامارات، وأجرت معه مقابلة شاملة وخاصة، حول تجاربه المحلية والخارجية، بالاضافة إلى تطلعاته بالنسبة إلى حظوظ منتخب لبنان في بطولة كأس آسيا 2019، وترشيحاته بالنسبة لكأس العالم و​دوري ابطال أوروبا​ وافضل لاعب في العالم.

يقول العمري الذي يصف نفسه بكلمة واحدة بـ "المقاتل"، إن التجربة التي خاضها بالدوري التركي كانت مهمة له وساعدته في مسيرته. العمري الذي كان قد سجل هدفين في موسم مشاركاته مع فريق سيفاسبور، يضيف أنه انتابه شعور كبير عندما سجل هدفه الأول رفقة فريق النصر الاماراتي في شباط الماضي، خاصة وأن فريقه كان بحاجة إلى الثلاث نقاط للوصول إلى أهدافه هذا الموسم.

لم يكن وصول العمري إلى الاحتراف في الخارج صعبا، إذ يعترف مدافع منتخب لبنان أنه لم يواجه صعوبات لايجاد مكان له في عالم الاحتراف، ويشير في الوقت ذاته إلى أن انطلاقته من ألمانيا وتعلمه احترافية كرة القدم بالدوري الألماني اختصر عليه الطريق.

يستفز العمري سؤاله عمّا اذا كان مكانه في التشكيلة الأساسية لمنتخب لبنان مضمون، ويقول: "هل أنت جدي بهذا السؤال؟ لست بحاجة للتعريف عن نفسي، وهذا السؤال ليس بامكانك أن تسألني اياه لانك لن تسأله إلى يوسف محمد أو رضا عنتر اذا ما عدت في الوراء".

وعمّا حققه لبنان من قفزة تاريخية على مستوى التصنيف العالمي للمنتخبات، وحظوظه في بطولة كأس آسيا 2019، يجيب العمري: "لدينا فريق جيد وقوي، وهذه هي النتيجة اليوم". انا ذاهب للعب مع منتخب لبنان بكأس آسيا في الامارات، اذا ما لعبنا هناك مثلما نفعل اليوم، يمكننا الذهاب بعيدا في البطولة، النتائج الاخيرة للمنتخب تتكلم عن نفسها".

وعن وقوع منتخب الارز في المجموعة الخامسة الى جانب ​السعودية​ ،قطر و​كوريا الشمالية​ قال العمري :"اعتقد انها مجموعة قوية،لكن كل شيء يمكن فعله ،لدينا فريق قوي ويمكنه الصعود الى المرحلة المقبلة من البطولة".

ولجماهير منتخب لبنان حصتهم من حديث العمري، وهو يتوجه إليهم بالقول: "أنا أريد أن أشكركم ونحن نراهن على دعمكم في بطولة كأس آسيا".

بخصوص ​كأس العالم 2018​ المنتظرة في روسيا هذا الصيف، لن يشجع العمري أي منتخب، وهو يتمنى أن يفوز فريق ليفربول الانكليزي بلقب دوري ابطال اوروبا هذا الموسم، ويرى أن النجم البرتغالي لفريق ​ريال مدريد​ ​كريستيانو رونالدو​ هو اللاعب الأفضل في العالم .

حول الفريق الذي يشجعه بالدوري اللبناني ومشاريعه المستقبلية، ينهي العمري حديثه مازحا: "أنا أشجع ​المنتخب اللبناني​، ويضيف: "الله وحده يعرف المشروع في المستقبل، دعونا ننتظر ونرى ما سيحصل، خاصة في كرة القدم، لا يمكن ان نعرف ابدا ما قد يحصل غدا".