اقترب ​الهلال​ من التتويج بلقب ​الدوري السعودي لكرة القدم​ وذلك بعد تعادله 0-0 مع منافسه المباشر ​الأهلي​ ليبقى متقدما عليه بفارق نقطة قبل جولة واحدة من نهاية الدوري في المباراة التي استضافها ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة. المدير الفني للأهلي ​سيرجي ريبروف​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​عمر السومة​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني للهلال ​خوان براون​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع جيلمين ريفاس كرأس حربة صريح.

المباراة بدأت بفترة جس نبض من الفريقين حيث حاول كل منهما فرض أسلوبه في بداية اللقاء مع اعتماد الفريقين على اللعب الهجومي المفتوح شيئا فشيئا ليصبح إيقاع اللعب سريعا إنما من دون أية أفضلية لاحد من الفريقين ما جعل اللعب سجالا ومداورة في مسألة السيطرة على خط وسط الملعب.

الأهلي حاول دائما إيجاد عمر السومة في عمق دفاعات الهلال الذي حاول بدوره امتصاص الفورة الهجومية للأهلي واعتماد التحركات عبر الأطراف مع مساندة صانع الألعاب ميليسي للفريق من الخلف. التحفظ الدفاعي للأهلي ووجود بعض المساحات في الجهة اليسرى دفاعيا جعلت الكفة تميل نسبيا للهلال من ناحية الإستحواذ والجدية الهجومية خاصة بعد مرور 20 دقيقة من بداية اللقاء ليبدأ الهلال بالتقدم أكثر فأكثر مع دور مميز للاعب الإرتكاز عطيف في المساندة من الخلف وربط خطي الدفاع والهجوم ببعضهما البعض.

ثلاثي وسط الهلال الهجومي كان أنشط وسط جماعية في الأداء بجانب اعتماد الضغط العالي في الأمام من اجل افتكاك الكرات من لاعبي الأهلي الذي اعتمد على الكرات الطولية لعمر السومة حيث كان محطة للعب الهجومي الأهلاوي ومساندة من ​تيسير الجاسم​ للجناحين سوزا وعسيري غير أن الدفاع الهلالي كان ناجحا في قطع الكرات قبل وصولها لمرحلة خطرة داخل منطقة الجزاء فيما استمر بالمقلب الآخر سعي الهلال الهجومي حيث كان أكثر شراسة نوعا ما من خلال أكثر من كرة عرضية خطرة لم ينجح رأس الحربة ريفاس في ترجمة أية منها إلى هدف داخل شباك الأهلي لينتهي الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين.

الشوط الثاني بدأ سريعا مع تبادل للسيطرة بين الفريقين ومحاولة كل منهما خطف هدف التقدم للعودة بعدها ولعب الأدوار الدفاعية لكن يقظة حارسي الفريقين حالت دون ذلك ليجري براون تبديلا إضطراريا عند الدقيقة 51 بدخول كانو مكان عطيف المصاب. الهلال استمر بكونه الطرف الأفضل مع قدرة خط وسطه علي فرض سيطرته وافتكاك الكرة من لاعبي الخصم واستمرار تقدم الجناحين سيروتي وبن شرقي لعكس الكرات العرضية الخطرة التي لم تكن تتابع كما يجب في ظل غياب اللمسة الأخيرة أمام مرمى الأهلي ليدفع براون بتبديله الثاني ويدخل ​عمر خريبين​ مكان رأس الحربة ريفاس بينما رد مدرب الأهلي بإخراج رأس حربته عمر السومة وإدخال ​مهند عسيري​ مكانه.

الهدف من هذا التبديل كان إعطاء قوة وسرعة أكبر في عمق دفاع الهلال. الأهلي وفي ظل عدم القدرة على فرض إيقاعه،اعتمد على السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم مع سعي للعب الكرات القصيرة البينية خلف مدافعي الهلال. ومع مرور الوقت، وحاجة لاعبي الأهلي للفوز من أجل تجاوز الهلال في جدول الترتيب، كان الأهلي يتقدم شيئا فشيئا حيث بدأت المساحات تظهر في الخطوط الدفاعية للفريق نتيجة تقدم الأظهرة ومساندة لاعبي الوسط لزملائه الهجوميين ليكون أسلوب الهلال بعدها واضح، تمركز دفاعي في الخلف مع انتشار جيد في وسط الملعب ثم اعتماد على الكرات المرتدة السريعة حيث حصل الفريق على أكثر من كرة لإنهاء اللقاء لكن رعونة المهاجمين حالت دون ذلك.

مدرب الأهلي أدخل فيتا مكان تيسير الجاسم حيث لعب فيت في الجهة اليمنى وتحول عسيري لوسط الملعب حيث تركزت هجمات الأهلي من هناك لكن الإنضباط الدفاعي للهلال والتسرع من قبل لاعبي الأهلي بجانب غياب الأفكار الهجومية الواضحة والقدرة على الضغط المتواصل حالت دون النجاح في تسجيل هدف بمرمى الهلال الذي عرف كيف ينهي اللقاء بتعادل سلبي كان أشبه بالفوز بالنسبة له حيث بقي مصيره بين يديه ويحتاج للفوز في الجولة الأخيرة من أجل ضمان التتويج باللقب مهما كانت نتيجة الأهلي.