انتهت بطولة آسيا لتحت 23 عاما بتتويج ​أوزبكستان​ باللقب على حساب ​منتخب فيتنام​ 2-1. وتعد هذه البطولة هامة للغاية كونها تعد محطة هامة لإعداد المنتخبات الأسيوية وإعطاء الفرص للمواهب الصاعدة والتي تكون هي الأساس فيما بعد لمستقبل المنتخب الأول.

وشارك في هذه البطولة سبع ​منتخبات عربية​ من أصل ستة عشر منتخبا لكن المشاركة العربية لم ترق إلى المستوى المطلوب حتى أنه يمكن وصفها بالمحبطة إذ لم تنجح أربع منتخبات من عبور الدور الأول، وحده المنتخب القطري وصل للمركز الثالث وهو كان قاب قوسين أو أدنى في أن يصل للمباراة النهائية لولا تفاصيل صغيرة حالت دون ذلك بجانب المنتخبين ​العراق​ي وال​فلسطين​ي الذين وصلا أيضا للدور الربع النهائي. في هذا التقرير، سنستعرض سوية المشاركة العربية وأبرز أسباب الظهور العربي الباهت في هذه البطولة.

قطر

نجح المنتخب القطري في تقديم صورة جيدة خلال هذه البطولة وذلك من خلال كرة القدم المميزة التي قدمها حيث احتل المركز الرابع. وأظهرت هذه البطولة العديد من اللاعبين القطريين الشبان والذين يبشرون بمستقبل كروي واعد حيث سيكون لهم شأن كبير في السنين المقبلة مع المنتخب الاول. القطريون وتحت قيادة المدرب الإسباني ​سانشيز​ تميزوا بالإنضباط التكتيكي العالي مع ترابط جيد بين الخطوط الثلاث والقدرة على فرض الإيقاع وأسلوب اللعب الخاص بهم لكن ركلات الترجيح وقفت عائقا أمام وصولهم للمباراة النهائية غير أن ذلك لا يخفي الإطمئنان الذي ساد الشارع الكروي القطري بأن كرتهم بخير في ظل وجود جيل قادر على الإستمرار بالمنافسة آسيويا.

العراق

على الرغم من تصدر مجموعته لكن المنتخب العراقي فشل في الذهاب بعيدا بعدما خسر أمام ​فييتنام​ بركلات الترجيح في الدور الربع النهائي. أسباب خروج العراق وعدم قدرة المنتخب على الإستمرار في التألق كان غير متوقعا نظرا لامتلاك المنتخب لعناصر لها خبرة دولية وسبق لها المشاركة مع المنتخب الأول لكن الفريق عانى من عقم هجومي واضح مع غياب الأسلوب الهجومي القادر على فك شيفرة دفاعات المنتخبات الأخرى إذ بدت العقلية الدفاعية للفريق والأسلوب المقروء هجوميا غير فعال خاصة أمام منتخب منظم مثل فييتنام والذي صمد أمام العراق مع تنظيم دفاعي واضح المعالم أفشل كل خطط العراق للذهاب بعيدا في البطولة الأسيوية.

عمان

مشاركة عمانية كارثية إن صح القول حيث احتل المنتخب العماني المركز الأخير في مجموعته ليفشل في التأهل إلى الدور الثاني. ثلاث خسارات مع الفشل في تسجيل أي هدف ليكون الفريق الوحيد في البطولة الذي لم يسجل أي هدف ما عكس المشاكل الحقيقية للكرة العمانية في التخطيط وطريقة اختيار اللاعبين للمشاركة في هذه البطولة دون نسيان الأخطاء التي ارتكبها الجهاز الفني بقيادة حمد العزاني واللاعبون من ناحية غياب الرؤية الخططية والتنظيم في المباريات الثلاث مع عدم وجود أي شكل واضح للفريق سواء تكتيكيا أو فنيا وهو ما يجب التوقف عنده كون منتخب تحت 23 عاما هو خزان المنتخب الأول في الفترة القادمة.

السعودية

كان الكثيرون يتوقعون أن يكون المنتخب السعودي رقما صعبا في البطولة لكن الأداء السعودي كان مخيبا مع فشل في التأهل إلى الدور الثاني واحتلال المركز الأخير في المجموعة الثالثة. خروج سعودي حزين كشف المشاكل الحقيقية للكرة السعودية وأهمها غياب الإهتمام بالفئات العمرية مع إهمال ​الأندية السعودية​ لفرق الشباب والناشئين والتركيز فقط على الفريق الأول وهو ما غيّب البنية التحتية الصالحة لتكوين منتخب أولمبي قوي دون نسيان عدم التحضير الجيد قبل البطولة. عوامل كلها اجتمعت وتسبب بظهور باهت آسيويا ما جعل القيمين على الكرة السعودية مطالبين بدراسة الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق والذي لم يكن الأول من نوعه في السنوات العشر الأخيرة.

الأردن

عكست مشاركة المنتخب الأردني في هذه البطولة وخروجه من الدور الأول عمق المشكلة التي تعاني منها الكرة الأردنية حاليا. المنتخب الذي يضم لاعبين يعتبروا أساسيين في فرقهم الأردنية كانت الآمال معقودة عليه لتحقيق إنجاز مهم آسيويا لكن أرض الواقع كانت مغايرة وكشفت غياب الإستراتيجية الواضحة المعالم للعمل مع الفئات السنية رغم كثرة الأموال التي رصدها إتحاد الكرة للمنتخب الأولمبي وأهمها عدم وجود الجهاز الفني المناسب على رأس المنتخب حيث بدت الأخطاء التكتيكية والفنية واضحة في إدارة مباريات المنتخب خلال الدور الأول بجانب غياب القراءة الفنية الصحيحة والتعامل مع مجريات المباراة لتكون النتيجة في المحصلة خروج مخيب للمنتخب الأردني الشاب.

فلسطين

المنتخب الفلسطيني​ ظهر بأداء مشرف في هذه البطولة إذ وفقا للإمكانات المتاحة والظروف الصعبة التي يعانيها المنتخب تمكن من التأهل إلى الدور الثاني والوصول للدور الربع النهائي ما يعط إنجازا للكرة الفلسطينية ويبشر بالخير مع جيل من اللاعبين يمكنه في حال توفرت السبل اللازمة له من إمكانات فنية ومادية أن يترك بصمة على صعيد المشاركات الأسيوية. ولم يكن هذا الأداء الجيد مجرد حظ بل نتيجة جهد سنين طويلة في تحضير الفئات العمرية الفلسطينية حيث بدأت الكرة الفلسطينية تشق طريقها بقوة آسيويا وهي ستكون قادرة بهذا الجيل الصغير الموهوب بالفطرة والمستعد للتعلم والتطور في الذهاب بعيدا في قادم المشاركات والإستحقاقات الآسيوية.

سوريا

لم ينجح المنتخب السوري في أن يتجاوز دور المجموعات بعدما وقع في مجموعة صعبة ضمته إلى جانب ​كوريا الجنوبية​، فييتنام و​أستراليا​. وبتعادلين وخسارة واحدة، يمكن القول بأن المنتخب السوري قد قدم مشاركة مقبولة نظرا إلى الأوضاع التي تحيط بسوريا لكن مع خوض المنتخب لمعسكرات خارجية في قطر وإندونسيا، كان الجميع يتوقع ظهورا أفضل للمنتخب السوري خاصة من الناحية البدنية والفنية للفريق دون نسيان مشكلة إضاعة الفرص وعدم استغلالها حيث كانت الأمور ستتغير لو نجح مهاجمو المنتخب السوري في ترجمة بعض الفرص التي سنحت لهم خلال مباريات الدور الأول حيث كانت كفيلة بحمل الفريق السوري إلى الدور الربع النهائي من البطولة.

أحمد علاء الدين