انتهى ​كأس الخليج​ بنسخته الثالثة والعشرين والذي استضافته ​الكويت​ بتتويج عمان بلقب البطولة عقب الفوز على الإمارات بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 0-0. وبعد غياب لثلاث سنوات، عادت البطولة الخليجية للظهور بمشاركة ثمانية منتخبات كما العادة. في هذا المقال، سنحاول الإضاءة على أبرز ما حملته النسخة هذه من أحداث وأسباب تتويج المنتخب العماني باللقب.

منتخب عماني جماعي ومنضبط بقيادة فيربيك

نجح المدرب الهولندي فيربيك في إيجاد توليفة مميزة ووضع لمسته بشكل واضح ليظهر المنتخب العماني بصورة مميزة على مدار البطولة. وعلى الرغم من عدم الظهور بصورة مميزة هجوميا لكن الفريق كانت له شخصية تكتيكية واضحة مع انضباط دفاعي كبير وحسن انتشار على أرضية الملعب مع سلاسة في نقل الكرة وهذا ما أزعج الخصوم في كثير من المباريات دون نسيان المرونة التكتيكية للفريق وقدرته على تغيير خطة اللعب خلال المباراة وهذا يعود للقوة التي يمتلكها الفريق في خط الوسط بقيادة أفضل لاعب في البطولة أحمد كانو والذي كان اللاعب صاحب التأثير الواضح على أداء المنتخب العماني الذي استحق لقب البطولة بجدارة.

عموري​ ولعنة ركلات الجزاء

يعتبر النجم الشاب أحد أبرز الوجوه في كرة القدم الإماراتية واللاعب الأبرز حاليا لكنه خيّب الآمال في هذه البطولة ولم ينجح في لعب دور البطولة خاصة بعد إضاعته لركلتي جزاء في النهائي أمام عمان. وسنحت لعموري فرصة ذهبية من أجل إهداء الأبيض الإماراتي لقب البطولة إذ انبرى لركلة جزاء عند الدقيقة 89 كانت كفيلة لو سجلت بحسم الأمور لكنه أضاعها ما جعل المباراة تذهب لأشواط إضافية ومن ثم ركلات ترجيح غير أنه عاد وسدد الكرة الخامسة في ركلات الترجيح وأضاع مجددا ليدخل تاريخ ​بطولة كأس الخليج​ من بابه الضيق ويهدر لمرتين متتالتين ما سيجعل من هذا الأمر ذكرى من الصعب نسيانها بالنسبة لعموري.

الأزمة السياسية ألقت بظلالها على البطولة

كان من المقرر أن تستضيف قطر هذه النسخة لكنها تنازلت عن حق التنظيم للكويت وذلك من أجل مباركة إزالة الإيقاف الدولي عن الكويت لكن هذا القرار كان الحل الوحيد من أجل ضمان نجاح البطولة في ظل مقاطعة ثلاث دول هي ​السعودية​، الإمارات و​البحرين​ لقطر. ورغم تنظيم الكويت للبطولة لكن الأزمة السياسية خيمت على الكثير من أحداث البطولة لعل أبرزها الكثير من المؤتمرات الصحافية التي تم مقاطعتها من الدول الثلاثة بسبب وجود الجانب القطري فيها وهذا ما هدد مسيرة البطولة بشكل عام وزاد من حساسية المنافسة بين المنتخبات المتخاصمة والتي كان لخروج قطر والسعودية من الدور الأول دور هام في تهدئة الجو العام للبطولة.

الكويت وعودة بعد طول انتظار للساحة الكروية

بعد عدة سنوات من الإيقاف، عادت الكرة الكويتية للظهور على الصعيد الدولي فلعب المنتخب الكويتي على أرضه وبين جمهوره لكن كان من الطبيعي أن لا يظهر بالشكل المطلوب نظرا لقصر فترة التحضير والمعاناة التي تعيشها الكرة الكويتية وإيقاف لأكثر من سنتين لكن البطولة كانت فرصة جيدة للكويتيين من أجل مشاهدة منتخب بلادهم والوقوف على مستواه الحالي من أجل معرفة الثغرات ومعالجتها في المستقبل لبناء منتخب كويتي قادر على الذهاب بعيدا في مختلف المناسبات. وكسب المنتخب الكويتي في هذه البطولة عدة وجوه شابة وستكون بلا شك من أعمدة الأزرق في الفترة القادمة التي يجب العمل بها جديا من أجل تعويض ما فات وإعادة الهيبة للكرة الكويتية.

السعودية وفكرة خاطئة بالمشاركة بالمنتخب الرديف

حاول المنتخب السعودي والذي تأهل لكأس العالم اللعب بالمنتخب الرديف في هذه البطولة وكان الهدف من هذه الخطوة هو إعطاء فرصة للاعبين الجدد والشباب من أجل اختيار الأفضل منهم للانضمام للفريق الأول في رحلة الإستعداد للظهور العالمي في حزيران المقبل لكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها فخرج المنتخب السعودي من الدور الأول للبطولة. ويمكن القول بأن المبالغة في تجربة اللاعبين الجدد أدى إلى عدم استقرار في التشكيلة وغياب الإنسجام والإستقرار الفني بين اللاعبين كما عاب الفريق الضعف الدفاعي وغياب القدرة على التسجيل في آخر مبارتين وهذا يعود لمشاكل على صعيد أسلوب اللعب بشكل عام وطريقة ربط الخطوط بعضها ببعض.

أحمد علاء الدين