من الواضح ان نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا ستفتح آفاقاً كبيرة وجديدة للكرة العربية بعد تأهل أربع منتخبات هي السعودية، مصر، المغرب وتونس وهي المرة الأولى التي سيشهد فيها هذا الحدث العالمي مشاركة بهذا الحجم في الوقت الذي اقتصرت فيه على منتخب واحد في مونديال البرازيل قبل أربع سنوات.

ومما لا شك فيه ان هذا العدد يشير بكل وضوح إلى تفوق عربي غير مسبوق ولا يمكن صرف النظر عنه بهذه السهولة خاصة وان المنتخبات المتأهلة إلى مونديال روسيا عانت قبل حجز مكان لها في هذا المحفل العالمي وتفوقت على نفسها بمواجهة منتخبات كبيرة ولها وزنها.
لكن وفي خضم كل تلك الأمور فإن الإختلاف بدا واضحاً للغاية بين المنتخبات العربية في القارتين الآسيوية والافريقية، بحيث نجح المنتخب السعودي لوحدة في التأهل عن القارة الصفراء مقابل ثلاثة منتخبات من القارة السمراء مما يعني وجود خلل ما، وفارق في المستوى بين العرب وهو ما يفسر فشل الكثير من المنتخبات العربية الآسيوية بالتأهل، وإن كان المنتخب السوري أثبت قدرته على اجتراح المعجزات لو لم يتعثر في الفصل ما قبل الأخير.
من هنا فإن تأهل كل من مصر وتونس والمغرب الى المونديال يعكس القدرة الأكبر على توظيف تلك المستويات الفنية في مكانها الصحيح وإن كان التأهل السعودي لكأس العالم 2018 هو الأصعب عطفاً على مجموعة "الأخضر" التي ضمت أربعة مرشحين هم اليابان واستراليا والعراق والإمارات.
لكن في المقابل فإن على المنتخبات الاربعة وضع التأهل خلفها والشروع في إيجاد خطة إعداد تكون كفيلة بتقديم العرب لاداء مشرف على الاراضي الروسية، مع العلم ان المنتخب السعودي بدأ الاستعداد من الآن عبر معسكر يقيمه في البرتغال خاض خلاله ثلاث مباريات ودية أمام لاتفيا، البرتغال وبلغاريا.
وليس جديدا إن قلنا ان الجماهير العربية لم تعد تفكر بالتأهل الى كأس العالم بقدر ما ستقدمه منتخباتها في هذا الحدث، وهو ما يحتم علينا طرح الكثير من الاسئلة عن قدرة السعودية، مصر، توس والمغرب على لعب دور مؤثر في البطولة المقبلة أما أنها ستكتفي بلعب دور ضيف الشرف والعودة الى بلادها مع انتهاء دور المجموعات.
ربما يكون من الصعب الإجابة على تلك التساؤلات في الوقت الحالي قبل اكتمال جاهزية منتخباتنا العربية لمونديال روسيا، لكن ينبغي أن نعترف اننا نملك المقومات وأقصد هنا وجود عدد من اللاعبين المحترفين في أوروبا مما سيسهل بكل تأكيد عمليا الاعداد النفسي والعقلي قبل أي أمر آخر.
يبقى التأهل ان تأهل اربعة منتخبات عربية لنهائيات كأس العالم، يجب أن يشكّل رسالة قوة إلى باقي المشاركين وليس العكس على الإطلاق، لذلك فإن المطلوب اليوم أكثر من اي وقت مضى الخروج من منطق "شرف المشاركة" الذي لطالما سمعناه منذ عقود وكانت النتيجة نتائج مخيبة وغير مشرفة!.