لطالما كانت الكرات العالية والتي تصل الى المهاجمين في داخل منطقة جزاء الخصم هي عنوان الكرة الانكليزية وهويتها فالمهاجمين فارعي الطول ويفتقدون للمهارات الفردية لكن لديهم بنية قوية وجيدين بضربات الراس . فراينا امثال اندي كارول وبيتر كراوتش لاعبان يعتبران من الاطول في العالم في كرة القدم يسجلان الاهداف ويستفيدان من طولهما الفارع لتسديل ضربات الراس .

لكن اليوم يبدو ان كل شيء تغير قلب الهجوم اصبح لاعب مهاري قصير القامة بعتمد على السرعة والتكنيك العالي وهي مواصفات لاعب مثل اغويرو وخيسوس من مان سيتي الذي تحول مع المدرب الجديد بيب غوارديولا الى فريق يحب الاستحواذ وامتلاك الكرة وتبادلها بين لاعبيه وهذا تماما الفكر الذي نجح فيه بيب مع برشلونة فيما يعرف بالتيكي تاكا .

غوارديولا الموسم الاول لم ينجح كثيرا في قيادة السيتي وخرج خالي الوفاض لكنه جلب لاعبين قادرين على ترجمة فلسفته فوق ارضية الملعب امثال دي بروين وسيلفا الاسباني والبرتغالي والمهاجم القديم الجديد خيسوس البرازيلي الذي ابدع الموسم الماضي واصيب وغاب لكنه عاد الموسم الحالي بكامل الحلة .

موقع سكاي سبورتس تحدث عن هذا الموضوع وكيف الاستحواذ اصبح شي اساسي في الكرة الانكليزية في مقال خاص فيه سننقله لكم .

ويبدأ المقال بالحديث عن العلاقة بين الاستحواذ والنجاح ويقول ان الاستحواذ لا يعني بالتاكيد النجاح فيمكن ان تكون نتائجه غير مرجوة ومفاجئة .

ويضيف متصدرو الدوريات الاوروبية الخمس الكبرى حاليا باريس سان جيرمان في فرنسا وبرشلونة في اسبانيا ومان سيتي في انكلترا ودورتمند في المانيا ونابولي في ايطاليا كلهم يتصدرون احصائيات ونسب الاستحواذ ايضا .

لكن المفارقة ان خلال 90 مباراة في الدوري الانكليزي الممتاز هذا الموسم 35 مباراة انتهت لصالح الفريق ذات الاستحواذ الاكثر و 33 منها لصاحب نسبة الاقل استحواذا يعني 127 نقكة استحواذ مقابل 121 نقطة اقل استحواذ وهذه الاحصائية لا تصب لمصلحة الاستحواذ .

بمعنى اخر اذا تابعنا لقاء بطريقة غير مباشرة على الانترنت او عبر الراديو وقالوا لنا من كان يسيطر على الكرة اكثر في اللقاء لا مكننا ان نحدد من هو الفائز كونها ليست بالمعيار الثابت والاكيد .

واضاف المقال : اذا اخذنا نادي وست بروميش الموسم الماضي استطاع من السيطرة على الاستحواذ على لقاءين على ملعبه وخسر الاثنين لكنه فقد نسبة الاستحواذ في 9 من اصل ال 17 الباقون وفاز بالتسعة ليكون اكبر مثل على عدم التزاوج بين الفرص والاهداف والاستحواذ . في تلك المباراة كانت نسبة استحواذ وست بروميش 23 % مقابل 77 % لارسنال .

لكن وست بروميش فاز 3 - 1 وحقق 8 تسديدت على المرمى مستفيدا من سرعة الهجمات المرتدة المتلة بشكل كبير على التمرير من لمسة واحدة وعدم الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة .

ويكمل : ليستر سيتي اصبح ايضا مثال في هذا الموضوع . فبطل انكلترا السابق هو واحد من 11 ناد انكليزي الذين حصلوا على نقاط في ملعبهم في المباريات التي خسروا فيها معركة الاستحواذ ففي ذلك الموسم حققت الفرق الحاصلة على نسبة استحواذ اكبر 137 فوز مقابل 131 فوز لاصحاب الاستحواذ الاقل .

بالتكيد ان نسبة الاستحواذ تختلف بين مباراة واخرى بحسب مجرياتها فيمكن لناد ان يكون متقدم في النتيجة ويسمح للمنافس بالاستحواذ للحفاظ على نتيجته والعكس بالعكس ايضا . كما وان الاندية الكبرى ذات الاسماء الرنانة بالتاكيد ستكون مستحوذة اكثر لكن هذا لا يعني انها ستفوز باللقاء لتبقى المفاجآت في الدوري الانكليزي الممتاز مفتاح التشويق في البطولة الاكثر اثارة في كرة القدم الاوروبية .

ترجمة "صحيفة السبورت الالكترونية"