تتواصل في مكاتب جمعيّة بيروت ماراثون عمليّات التسجيل للمشاركة في سباق بلوم بيروت ماراثون الذي تنظّمه الجمعيّة يوم الأحد 12 تشرين الثاني الشهر المقبل تحت شعار : " 15 سنة ورح نضلّ نركض " .

وقد يكون من اللافت مشاركة أكبر عدّاء في سباق هذا العام وهو الرياضي المخضرم والمعروف في مجال رياضة الدرّاجات وتسلّق الجبال والركض في الماراثونات ميشال أبو رجيلي ( 88 سنة ) المهاجر في أستراليا مع بدايات الحرب اللبنانية والذي أجرى قبل ظهر اليوم ( الإثنين )عمليّة تسجيل مشاركته في السباق وذلك قبل 48 ساعة على إقفال باب التسجيل والمحدّد يوم 25 الشهر الحالي علماً أنها المشاركة ال 14 له في هذا الحدث أي منذ إنطلاقة أول سباق ماراثوني في لبنان من قبل جمعيّة بيروت ماراثون .

ويحمل أبو رجيلي تجربة غنيّة في مجال رياضة الركض حيث يتضمّن سجلّه المشاركة في عدّة ماراثونات دوليّة ومنها ماراثونات سيدني وإسطمبول وقبرص إضافة لماراثون بيروت الذي يقول عنه أنّه لايقلّ أهمّية عن هذه الماراثونات ولعلّه الأفضل على الصعيد العربي .

ويؤكّد على أهمّية الرياضة التي ساعدته من خلال ممارستها ليبقَ على قوّته وعزيمته وعافيته وهو الذي يبدأ نهاراته بالركض يوميّاً لمدّة 30 دقيقة أقلّه عدا مرّات التمارين العديدة ولمسافات طويلة التي تسبق مشاركاته في السباقات داعياً الشباب لتكون الرياضة غذاءهم اليومي .

وعن تجربته مع ماراثون بيروت يوضح بأن هذا الحدث هو وراء قدومه سنويّاً من أستراليا إلى لبنان لتكون له فرصة المشاركة في السباق الذي يتحضّر له في منطقته بلدة بحمدون العالية عن سطح البحر وهو ما يجعله يواجه مسألة الضغط الجوّي في الأماكن العالية بإرادة وعزيمة .

ويكشف بحزن ومرارة عن المرّة الوحيدة التي تخلّف فيها عن المشاركة في ماراثون بيروت وهي يوم توفّت كريمته الأمر الذي أحزنه وبقي في أستراليا ولم يأتِ إلى لبنان لكنه في كل السنوات الأخرى كان أول الواقفين عند نقطة الإنطلاق وكان يركض بفرح عارم وهو يرى وطنه لبنان وقد عادت إليه عافيته ووحدة أبنائه وقد إنتهت الحرب التي كانت وراء هجرته إلى أستراليا من دون عودة .

وفي هذا الإطار يردّد دائماً كلمات الثناء والتقدير إلى السيدة مي الخليل رئيسة جمعية بيروت ماراثون على خطوتها بإطلاق سباق الماراثون في بيروت ما جعل لبنان يصبح حاضراً بقوّة على الخارطة الدوليّة كذلك التنويه بجهود فريق العمل الذي يمتلك سمة إحترافية في عمله والتي نلاحظها يوم السباق .

ويوضح أنه رغم سنوات العمر المتقدّمة مازال يشعر بالعافية بفضل إهتمامه بصحته عموماً أولاً من خلال ممارسة الرياضة وثانياً بإعتماد نظام غذائي صحّي وثالثاً عدم التدخين التي يعتبرها آفة مدمّرة للصحّة ولأجيالنا الطالعة كاشفاً عن أنه في كل مرّة يشارك في سباق الماراثون يشعر أنه قد عاد به العمر سنوات إلى الوراء .

وعن توقّعاته لنتيجة هذا العام كشف أن مشاركته لن تكون تحت العنوان التنافسي بسبب إصابته بحادث قبل مجيئه من أستراليا حيث تعرّض لكسور في القفص الصدري لكنه يعتبر المشاركة دواء وعلاج لإصابته داعياً كلّ من هم من جيله ليكونوا جزءًا من هذا النشاط الحضاري والوطني .