بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي احبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.
صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.

امتاز ​هيثم زين​ بحسه التهديفي العالي وبتمركزه المميز في منطقة الجزاء ما أهله ليصبح لاعبا هدافا. حقق العديد من الإنجازات خصوصا مع ناديه الأم التضامن الصور، ولا بزال يحتل مكانة خاصة في قلوب الصوريين.
أخبرنا زين أنه يعمل حاليا في الجهاز الفني للإصلاح برج الشمالي، حيث يرى إمكانية تشكيل فريق يصعد إلى الدرجة الأولى في الموسم ما بعد المقبل وهو قادر على ذلك شرط التعاقد مع لاعبين محليين ولاعبين اجنبيين على مستوى جيد. ويعتبر أن جو كرة القدم حاليا في لبنان لا يعجبه لذلك هو بعيد منذ اعتزاله، لكن بطلب من شريف وهبي ومن باب حبه للمنطقة ،وافق على دخول الجهاز الفني لفريق الإصلاح ولولا ذلك لما فكر في مهنة التدريب وهذا ما انعكس بعدم قيامه بأي دورات تدريبية لأن الفكرة لم تكن واردة بالأصل.
يبدي اللاعب السابق ارتياحه لما حققه في مسيرته الكروية رغم أن لاعب كرة القدم لو مهما حقق من ألقاب وبطولات يبقى ينقصه الكثير حسب قوله، وبالنظر إلى الإصابات التي عانى منها فهو راض جدا عن مسيرته الكروية كلاعب. كنت أستطيع الإحتراف مبكرا لكني في عام 2001 تعرضت لإصابة في كأس النخبة وكان لدي عرض احترافي فألغي تلقائيا لحين أتاني العرض البحريني مع نادي البحرين، وكان الفريق وقتها مهددا بالهبوط فذهبت بين الذهاب والإياب أنا والمهاجم العراقي رزاق فرحان واستطعت تسجيل 11 هدفا ورزاق 9 ليلعب وقتها الفريق المربع الذهبي. لذلك رغم تأخر إحترافي إلا أني راض جدا عنه. الأهم في كل هذه المسيرة بحسب زين أنه كسب محبة الجمهور وعلاقات اجتماعية عديدة واحترام الجميع له.
ويوضح ان الأندية في لبنان مبنية على أشخاص وليست مؤسسات قائمة لديها تمويل ذاتي، وبالتالي تألق أي نادي يعود إلى داعمه ومدى قدرته على ضخ مال للنادي وهذا ما حصل مع علي أحمد والتضامن حيث كانت الميزانية حوالي مليون دولار، أما الآن فنادي التضامن للأسف لم يعد كما كان والأسباب كثيرة منها إدارية حيث يقوم شخص واحد بالعمل كله فيما معظم الإداريين لا يقومون بشيء. وكذلك لم يعد هناك اهتمام كما يجب بالفئات العمرية وغياب كشافي المواهب الذين هم أساس نجاح اي نادي كرة قدم في العالم.
وعن غياب اللاعب المهاجم الهداف حاليا عن ملاعب كرة القدم اللبنانية يقول: لا شك بأن هذه مشكلة حقيقية حيث لا يوجد مهاجمون لبنانيون على مستوى عال بعكس أيامنا حيث كنا حوالي عشرين مهاجم مميز في وقت واحد وهذا عائد للسبب الأول إلى عدم الإهتمام باللاعب منذ صغره و تنمية الموهبة التهديفية لديه بالطرق التدريبية الصحيحة.
وكشف أن إنجاز المنتخب بالتأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم جعل الناس تعتقد أننا نسير في مرحلة تطور كرة القدم اللبنانية، والواقع هو عكس ذلك فنحن نسير نحو الهاوية شيئا فشيئا وهذا الإنجاز تحقق بفضل اللاعبين وليس بفضل سياسة تطويرية وضعت وأتت ثمارها.
زين اعتبر أن لبنان هو اكثر بلد عربي لديه مواهب كروية لكن للأسف لا يوجد دعم لها بالشكل المطلوب وأنا بكل صراحة غير راض عن عمل الإتحاد الحالي فيما خص تطوير اللعبة، إذ أن العمل يجب أن يكون فعالا أكثر وقائم على عمل وفق خطة واضحة المعالم وليس فقط من مجهود أشخاص محددين.