انتهت ​يورو 2016​ حاملة معها قصصا كثيرة، بعضها كان مليئا بالنجاح والفرح والبعض الآخر كان ممزوجا بالفشل وخيبة الأمل. ولا شك أن الأنظار كانت متجهة للاعبين الذين كتبوا بأقدامهم أو بأياديهم هذه القصص. لكن المدربين لعبوا هم أيضا دورهم في هذا المجال،سواء إيجابا م سلبا فكانوا إما راسمي سيناريو نجاح فرقهم أو فشلها.

وسنستعرض سويا في هذا المقال أبرز وأسوأ مدربي هذه اليورو رغم الإشارة إلى العديد من المدربين الذين تذبذب أداءهم في مباريات اليورو وعلى رأسهم يواكيم لوف مدرب ألمانيا إضافة لمدربين تركوا بصمة مع فرقهم كمدربي منتخبات بولندا، إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا لكننا اخترنا أفضلهم الذين أوصلوا منتخباتهم لأدوار جد متقدمة في البطولة.

البداية ستكون مع المدربين الأفضل في هذه اليورو.
1-فيرناندو سانتوس / البرتغال:ربما لم تقنع البرتغال الكثيرين في مبارياتها خلال اليورو لكن المدرب البرتغالي أظهر دهاءا تكتيكيا كبيرا مع خطة 4-4-2 التي اعتمدها وتحوله أحيانا ل4-3-3 فخلق دفاعا قويا مع خطوط ثلاثة مترابطة وانضباط تكتيكي كبير إضافة إلى تعامله الجيد مع كل الظروف التي رافقت مسيرة البرتغال من غيابات وإيقافات مع مرونة خططية ملفتة للنظر توجها في النهائي ليقود البرتغال للقب تاريخي في اليورو يعود له الفضل الأكبر في تحقيقه.
2-كريس كوليمان / ويلز:استطاع المدرب الويلزي الشاب من إيصال فريقه إلى الدور النصف النهائي في المشاركة الأولى للمنتخب في تاريخ اليورو. كوليمان قدم منتخبا منضبطا إلى حد كبير مع خطة 3-4-2-1 حيث أعطى الفريق قوة دفاعية كبيرة ووظف نجمي الفريق رامسي وبايل بأفضل طريقة ممكنة ما جعل الفريق سريعا في عملية التحول الهجومي وفي الهجمات المرتدة ليكون أحد أفضل مدربي الدورة.
3- أنطونيو كونتي / إيطاليا:لم يقدم كونتي الكثير من الأشياء الجديدة على الفكر الكروي الإيطالي، إلا أن ما يحسب لهذا المدرب هو أنه رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب والإصابات التي حرمته من أفضل لاعبيه قبل انطلاق اليورو استطاعالحفاظ على سمعة الكرة الإيطالية وتقديمه لمنتخب جيد بالإمكانات المتاحة ومع لاعبين بعضهم ليس من الصف الأول. فمع خطة 3-5-2 كان المنتخب الإيطالي جيدا وصاحب عقلية دفاعية كما العادة مع سرعة أكثر في الهجمة المرتدة وحماس كبير بثه كونتي في ها المنتخب المتجدد.
4-لارس لاغرباك / إيسلندا:إيسلندا تخوض ربع نهائي اليورو ؟ أمر لم يكن متوقعا لكنه حصل والفضل في هذا يعود بالدرجة الأولى للمدرب السويدي الذي استطاع تقديم منتخب مميز مع الرسم التكتيكي 4-4-2 بمجموعة من اللاعبين الهواة ان صح القول أو المغمورين فظهر المنتخب بشخصية دفاعية قوة مع سرعة في التحرك عند التكتل الدفاعي وإغلاق جيد للمساحات أمام لاعبي الخصم مع تحركات هجومية سريعة اسفرت عن تسجيل 8 أهداف في خمس مباريات وهو معدل ممتاز لفريق دفاعي.

لننتقل الآن إلى أسوأ المدربين في هذه البطولة والذين لعبوا دور البطولة في إقصاء منتخباتهم من المنافسة.
1-روي هودجسون / إنكلترا:مدرب بلا أي أفكار مع توظيف خاطئ للاعبين فظهر المنتخب الإنكليزي معه لا شكل ولا لون رغم وجود مجموعة جيدة من اللاعبين في التشكيلة الإنكليزية. هودجسون عانى كثيرا أمام المنتخبات الدفاعية وافتقد للجرة إضافة لعدم تقديمه أي حلول تكتيكية لكسر دفاعات الخصم بل اعتمد على اسلوب لعب تقليدي من دون تقديم أي جمل كروية واضحة المعالم وهشاشة دفاعية تجلت أمام إيسلندا بالدور الثاني ليستحق المدرب الإنكليزي عن جدارة لقب المدرب الأسوأ في اليورو.
2-ديدييه ديشامب / فرنسا: رغم إيصاله فريقه إلى النهائي لكنه قام بالعديد من الأخطاء خلال هذه اليورو. بدأ ديشامب البطولة ب4-3-3 وبعد انتصارات بشق الأنفس في الدور الأول ومعاناة لتجاوز إيرلندا في الدور الثاني غير ديشامب خطته ل4-2-3-1 من أجل وضع غريزمان في مكانه المفضل خلف المهاجم لكنه ورغم استفاده القصوى من غريزمان إلا أنه قضى على خط الوسط وتركيبة الفريق الهجومية حيث غره الفوز الخادع على إيسلندا المتواضعة فأشرك سيسوكو لاعب الوسط في مركز الجناح الأيمن ليضعف هذه الجهة تماما وأصبحت غير موجودة كما تأثر باييت نجم الدور الأول بهذه التغييرات ليقل عطاءه بعدها دون أن ننسى إجلاسه لكانتي على مقاعد البدلاء بعد الربع النهائي واعتماده على بوغبا وماتويدي في خط الإرتكاز. الأمر الأسوأ هو إنهاءه لفعالية بوغبا الهجومية حيث أثقله بادوار دفاعية بحتة وأعطى الحرية لماتويدي، وكان الأفضل اعتماد كانتي وبوغبا في هذا الخط لتحرير بوغبا هجوميا دون أن ننسى عدم الإستفادة من مارسيال وعجزه في النهائي أمام دهاء مدرب البرتغال وتبديلاته الخاطئة حيث ابقى سيسوكو الغير فعال هجوميا واعتمد على جهة واحدة هي اليسرى ما سهل من الرقابة على تلك الجهة. أمور فنية قام بها ديشامب ولعبت دورا كبيرا في خسارة فرنسا دون أن ننسى استبعاده الظالم لبنزيما وبن عرفة خاصة بعد تقديم الأخير لموسم رائع مع نيس.
3-فيسنتي ديل بوسكي / إسبانيا:بعد الخروج من الدور الأول لكأس العالم 2014، انتظر الجميع من ديل بوسكي تقديم منتخب مغاير في يورو 2016 لكن الأمور لم تتغير. فمن استبعاد بعض اللاعبين إلى الإصرار على اشراك آخرين في التشكيلة الأساسية وصولا لبطء كبير في التحضير الهجومي ظهر جليا أمام إيطاليا ومشاكل دفاعية خاصة ضد الهجمات المرتدة السريعة ختاما بتبديلات كانت خاطئة، أمور أنهت مسيرة ديل بوسكي مع منتخب اسبانيا بشكل سيئ فخرج الفريق حامل اللقب من دور الستة عشر.
4-مارك فيلموتس / بلجيكا:رشح الجميع بلجيكا للذهاب بعيدا في هذه اليورو ولم لا الفوز بها لكن من المباراة الأولى للفريق والتي خسرها الفريق أمام إيطاليا، ظهر أن المنتخب البلجيكي لن يذهب بعيدا تحت قيادة مارك فيلموتس الذي لم يقدم الكثير من الحلول للفريق فبدا معتمدا فقط على امكانيات لاعبيه الفردية دون وضع إطار فني جماعي لتوظيفها دون أن ننسى تبديلاته الغريبة جدا وتصريجاته ضد لاعبيه بعد الخروج من ربع النهائي أمام ويلز حيث لام لاعبيه على الخسارة ونسي أن يلوم نفسه على ما فعله من خيارات خاطئة في هذه المباراة.
5-إيريك هامرين / السويد:منتخب عقيم هجوميا رغم وجود زلاتان ابراهيموفيتش في الأمام مع لعب هجومي تقليدي بخطة 4-4-2 واعتماده على كرات عرضية وطولية كلاسيكية دون خلق حلول وتنوع في اللعب الهجومي. هكذا قدم إريك هامرين منتخب السويد في هذه اليورو حيث لم يسدد الفريق على مرمى الخصم سوى تسديدات معدودة خلال ثلاث مباريات كما أنه لم يستفد من إيبرا ولم يوظفه بالشكل المطلوب هجوميا فخرجت السويد من الدور الأول بصفر من النقاط وهدف يتيم سجل بالخطأ وليس من لاعب سويدي مع أداء أكثر من سلبي.

أحمد علاء الدين