تعتبر الأخطاء التحكيمية جزءا لا يتجزأ من عالم كرة القدم، وهي تساهم أحيانا في تغيير نتيجة اللقاء وتاريخ كرة القدم يشهد على فرق فازت ببطولات من وراء هفوات تحكيمية.

ورغم شبه الإجماع على أن هذه الأخطاء بشرية محض وغير مقصودة، بدأت الدعوات منذ سنوات عدة إلى إدخال التكنولوجيا لعالم كرة القدم ولمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة من معاودة مشاهدة بعض الأخطاء الحساسة داخل منطقة الجزاء عبر الفيديو وصولا إلى استخدام تقنية خط المرمى لرؤية تجاوز الكرة لخط المرمى لكن هذه الدعوات ظلت أفكارا في ظل عدم إجماع مسؤولي اللعبة عليها.

شهد ​كأس العالم 2010​ حالة أثارت الجدل، إذ تخطت كرة فرانك لامبارد خط مرمى حارس المنتخب الألماني نوير ورغم ذلك استمر اللعب ولم يحتسب الهدف، ثم شهدت ​يورو 2012​ حالة مماثلة ما أدى إلى ارتفاع الأصوات لاعتماد تقنية خط المرمى التي كانت قد جربت في أوقات سابقة، أو اعتماد حكم إضافي وراء كل مرمى.

وفي قانون كرة القدم، تعتبر تحديد تجاوز الكرة بكامل محاطها لخطوط الملعب بما فيها دخول المرمى من واجبات الحكم المساعد، لكن في الكثير من الأحيان لا يكون الحكم المساعد موجودا على خط المرمى لأخذ القرار الصائب خصوصا ما إذا كان منهمكا في تحديد اللاعب المتسلل، أو إذا كانت الكرة من تسديدة سريعة لا يلحق بها الحكم المساعد. وبالفعل تم اعتماد تقنية خط المرمى في كأس العالم 2014 رغم اعتراضات بعد الإتحادات عليها وخصوصا الإتحاد الأوروبي، الذي فضل الإعتماد على حكم إضافي وراء كل مرمى.

الحكم الخامس لم يكن الحل لمشكلة دخول الكرة المرمى أو لا، بل إنه ساهم في العديد من المرات بخلق مشاكل إضافية لطاقم الحكام، فالحكم الذي يقف خلف المرمى مجرد تقريبا من أي صلاحيات تذكر عدا الفصل في موضوع تجاوز الكرة خط المرمى من عدمه، فلم نر الحكم يتدخل في أي قرارات مصيرية تحدث داخل منطقة الجزاء في المنطقة القريبة منه، بل اكتفى بالمشاهدة والإشارة نحو حكم الساحة وكأنه يقول للاعبين: لا دخل لي، هو الحكم !

كما أن المنطقة التي يقف فيها الحكم الخامس هي فعليا منطقة يجب حصرها بين الحكم الرئيسي والحكم المساعد، وبالتالي وجود حكم ثالث فيها يفترض أن يمنع حدوث أي خطأ لكن ربما وجود ثلاثة حكام في منطقة واحدة قد ادى إلى وجود مبدأ " الإعتمادية " عند بعض الحكام، حيث أصبح كل حكم ينتظر المساعدة والقرار من الحكم الآخر، ما يؤدي إلى تشتيت الإنتباه وعدم اتخاذ القرار التحكيمي الصحيح وهو ما رأيناه في كثير من الحالات.

نعم، لا طعم لكرة القدم من دون أخطاء بشرية يتشارك بها اللاعبون والمدربون والحكام، أخطاء تضفي طابع الإثارة والتشويق على اللعبة، وأي استعانة بفيديو لإعادة الأخطاء أو القرارات الحساسة سيكون بمثابة تحويل الحكم إلى رجل آلي، لكن استبدال وجود حكم إضافي وراء المرمى بمهمة واحدة وهي مراقبة خروج الكرة بتقنية خط المرمى سيسهل كثيرا على الحكام اتخاذ قرارات مصيرية باحتساب هدف أو لا، خصوصا أن التقنية سهلة وهي تعطي إنذارا للحكم عبر ساعة اليد بتخطي الكرة لخط المرمى وبالتالي لا حاجة لايقاف اللعب ومراجعة أي إعادة تلفزيونية.

تغني تقنية خط المرمى عن وجود اي حكم إضافي وهي تساهم في راحة الحكم عبر إصدارها قرار دقيق عن حالات من الممكن أن تثير الجدل وتوتر المباراة، لذلك هي بالطبع أفضل بكثير من وجود حكم إضافي خامس وسادس على أرض الملعب بصلاحيات هامشية، ذلك وأن إدخال التكنولوجيا بشكل بسيط على اللعبة لن يضرها ولن يؤثر أبدا على جمالها ورونقها.

أحمد علاء الدين