بعد السباقين الاخيرين في بطولة العالم لل​فورمولا واحد​ ( جائزتي ايطاليا وسنغافورة ) وفوز البارون الصغير سيباستيان فيتيل بهما بعد سيطرة كبيرة وقيادة رائعة ليحبط مساعي سائق ال​فيراري​ فيرناندو الونسو في الاقتراب منه في الترتيب العام للبطولة ، انطلقت بشكل مفاجىء صيحات الجماهير الايطالية والسنغافورية بحق البطل الالماني فيتيل والتي أثارت نوعاً من التساؤلات وعلامات الاستفهام.
وأشارت معظم الصحف والمتابعين لرياضة السرعة الى ان جماهير الفيراري هي التي قامت بالصحيات الاستهجانية وان هذه التصرفات لا تليق بمتابعي عالم الفورمولا واحد نظرا الى ما تتمتع به هذه الرياضة من معايير في احترام الخصم على عمله فالسائق، ايا يكن، يخاطر بحياته في سيارة تسير بسرعة 300 كلم وهو معرض للموت في أي لحظة من اجل امتاع الجماهير، والحوادث المأساوية كثيرة لعل اكثرها حضورا في الذاكرة ما حصل مع البطل البرازيلي ايرتون سينا.
قام فيتيل بمجهود جبار في السباقين الاخيرين ليتمكن من الظفر بهما وقاد بطريقة خالية من الاخطاء وتولى امر جميع مطارديه ان كان على حلبة مونزا الايطالية معقل الفيراري أو على الحلبة السنغافورية ومثال على ذلك ، بعد دخول سيارة الامان اثر حادثة دانيال ريكاردو في جائزة سنغافورة تقلص الفارق بين المتصدر فيتيل ومطارده روزبرغ ليصبحا خلف بعضهما وليبدأ السباق من جديد وتمكن البارون الصغير من خلق فجوة 30 ثانية في ظرف 12 لفة. ولكن، رغم كل ذلك، علت صيحات الانتقاد والاستهجان وهذا ما رفضه العديد من السائقين ومديري الفرق والاسماء البارزة في عالم الفورمولا واحد حتى أطلق الاسطورة مايكل شوماخر تصريحاً معبراً قال فيه: " صيحات الاستهجان بحق فيتيل ستتوقف عندما يلتحق الاخير بالفيراري في السنوات القادمة " .
فهل أصبح مشجعو عالم الفورمولا واحد ينحازون الى المشاعر الجياشة وتناسوا احترام انجازات الاخرين ، فسيباستيان فيتيل يتجه للفوز ببطولة العام للمرة الرابعة على التوالي وهو في سن الـ26 وتمكن من الفوز بسباقه رقم 33 في مسيرته ونجح بتحقيق 41 مركز انطلاقة من الصف الاول في حين ان فيرناندو الونسو وهو في الـ33 من العمر نجح بالفوز في 32 سباقا في مسيرته وخطف 22 مركز انطلاق من الصف الاول وفاز بجائزة سنغافورة عام 2008 بشكل مشبوه بعد ان اصطدم نيلسون بيكيه جونيور بالحائط من اجل التمهيد لانتصار الونسو وذلك بطلب من مدير فريق رينو انذاك فابيو بيرياتوري وليحرم نيكو روزبرغ في ذلك الوقت من الفوز بأول سباق له في الفورمولا واحد.
في النهاية، على متابعي ومحبي رياضة السرعة احترام ما يفعله هؤلاء السائقون فهم يضحون بحياتهم من اجل امتاعنا برؤية السيارات السريعة والتجاوزات الرائعة ، فهل نبادلهم بعدم احترام انجازاتهم وتضحياتهم !