فكّ ​باير ليفركوزن​ عقدة رافقته سنوات طويلة حلّ خلالها وصيفاً خمس مرات في ​الدوري الألماني لكرة القدم​، فأحرز باكورة ألقابه متخلّصاً من لقب "فيتسهكوزن" اي صاحب المركز الثاني.

مع اكتفائه بلقبين كبيرين فقط في تاريخه، كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ راهناً) 1988 وكأس ألمانيا 1993، بدأ البعض يتساءل عما إذا كان النادي تلاحقه لعنة المركز الثاني.

لكن مدرّبه الاسباني ​تشابي ألونسو​ كان لديه أفكار أخرى، حيث قاد النادي إلى لقب الدوري في أول موسم كامل له مع الفريق، مع ثلاثية تاريخية لا تزال في الأفق بالنسبة للفريق الذي لم يهزم حتى الان في جميع المسابقات.

أبصر النادي النور عام 1904 بعد كتابة الموظّفَين فيلهلم هاوشيلد وأوغوست كوهلمان رسالة حصلت على تواقيع 170 عاملا في شركة باير، يطالبون فيها بإنشاء ناد مرتبط بالشركة الطبية المتخصّصة بصناعة الدواء التي أسّسها فريدريش باير عام 1863.

بعد الحصول على الضوء الاخضر من مجلس الادارة، أبصر نادي توس 04 النور في الأول من تموز/يوليو عام 1904 وخاض فريق كرة القدم مباراته الرسمية الأولى بعدها بثلاثة اعوام.

بقيت الروابط قوية بين النادي والشركة. تملك شركة "باير آ غي" نادي باير ليفركوزن 04 لكرة القدم بالكامل.

يتوسّط صليب باير شعار النادي الذي يطلق عليه لقب "دي فيركسيلف" أي "فريق المصنع"، لانه حتى عام 1970 كان عدد كبير من لاعبيه يعملون في الشركة.

وكان ملعب ليفركوزن الحالي الذي افتتح عام 1958 يطلق عليه في البدء اسم أولريش-هابرلاند شتايدون، على اسم رئيس شركة باير حينها قبل ان يُعاد تسميته "باي ارينا" عام 1998.

- بالاك اللاعب الرمز -

قبل انضمامه إلى ​بايرن ميونيخ​ في صيف عام 2002 ويصبح لاحقا قائداً لمنتخب ألمانيا صيف عام 2004، بلغ ​مايكل بالاك​ ذروة مسيرته في صفوف باير ليفركوزن، الذي انضم إليه في عام 1999 من ​كايزرسلاوترن​، بعد ان توّج بطلاً للدوري المحلي في صفوف الاخير عام 1998.

تكّون بالاك في تشيمنيتس (كارل ماركس شتادت سابقاً) في الثمانينيات والتسعينيات، ويُعتبر اللاعب الأكثر رمزية الذي مرّ عبر ليفركوزن.

أسماء ألمانية كبيرة أخرى مثل أولف كيرستن، كريستيان فورنز، ورودي فولر مرت عبر ليفركوزن التي تبعد 20 كيلومتراً فقط عن كولن.

اللاعبون الدوليون الألمان الحاليون كاي هافيرتز (أرسنال الانكليزي)، توني كروس (ريال مدريد الاسباني) وبريند لينو (فولهام الانكليزي) دافعوا عن ألوان النادي أيضاً، والساحر فلوريان فيرتز الذي يلعب حالياً في صفوفه هو جزء من هذا التقليد.

كما ان البرازيليين جورجينيو (بطل العالم 1994)، لوسيو (بطل العالم 2002)، وزي روبرتو بدأوا مسيرتهم المهنية الأوروبية في هذا النادي.

في المقابل، انضم رودي فولر إلى ليفركوزن بعد أن لعب مع روما الايطالي ومارسيليا الفرنسي، قبل أن يصبح مديراً رياضياً في صفوفه في الأوّل من حزيران/يوليو 1996، مباشرة بعد اعتزاله كلاعب.

بدوره، قال ألونسو "سمعت عن نيفركوزن (ولا مرّة ليفركوزن) وفيتسهكوزن، وأنا فخور" بأن أكسر هذه العقدة.

- "فيتسهكوزن" مطلع الألفية -

لم يكن ليفركوزن أحد الأندية الـ16 المؤسسة للبوندسليغا صيف عام 1963. وبعد فترة قصيرة في دوري الدرجة الثالثة، صعد إلى مصاف أندية النخبة عام 1979، ولم يسقط بعدها. بين عامي 1996 و2002، فرض نفسه بين رباعي المقدمة وحلّ وصيفاً أربع مرّات في أعوام 1997، 1999، 2000 و2002 تحت اشراف المدرب الجدلي كريستوف داوم.

كان قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب مرّتين، الأولى عام 2000. ففي المرحلة الاخيرة من الموسم، كان ليفركوزن يحتاج إلى نقطة واحدة خارج ملعبه ضد أونترهاخينغ الصاعد حديثاً والذي يقع في الضاحية الجنوبية لميونيخ. سجل بالاك خطأ في مرمى فريقه في طريقه لخسارة المباراة 0-2، ليخطف بايرن ميونيخ اللقب بفوزه على فيردر بريمن. بات يطلق على ليفركوزن لقب "فيتسهكوزن".

تكرّر السيناريو عام 2002. بدأ ليفركوزن شهر ايار/مايو وهو لا يزال يتنافس في ثلاث مسابقات. في الدوري الألماني، أهدر الفريق تقدمه بخمس نقاط قبل ثلاثة مراحل من نهاية الموسم، ما سمح ل​بوروسيا دورتموند​ بالتتويج بطلاً. بعد أسبوع، خسر ليفركوزن نهائي كأس ألمانيا، وبعد أربعة أيام، خسر الفريق في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني 1-2 بتسديدة "على الطاير" أصبحت أسطورية من قبل الفرنسي زين الدين زيدان.

وفي تموز/يوليو 2002، خسر خمسة لاعبين من ليفركوزن (بالاك، هانز-يورغ بوت، كارستن راميلوف، برند شنايدر وأوليفر نويفيل) المباراة النهائية لكأس العالم في صفوف منتخب ألمانيا ضد البرازيل 0-2 بهدفين لرونالدو.