ستكون معظم الأنظار في مواجهة ​باريس سان جيرمان​ الفرنسي وضيفه ​برشلونة​ الإسباني ضمن ذهاب ربع نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم غدا الأربعاء شاخصةً نحو ​كيليان مبابي​، لكن زميله ​عثمان ديمبيلي​ من المتوقّع أن يلعب دوراً كبيراً مع فريق العاصمة الفرنسية أمام ناديه السابق.

مبابي الذي من المتوقّع أن ينتقل إلى ​ريال مدريد​ الإسباني في الموسم المقبل، سجّل 39 هدفاً مع سان جيرمان ضمن جميع المسابقات هذا الموسم، في حين لم يُسجّل ديمبيلي سوى هدف وحيد.

ومع ذلك، فإن اللاعب الذي وصفته صحيفة لوباريزيان الأسبوع الماضي بـ"الجامح" يُقدّم شيئاً مختلفاً، وبرشلونة يعلم تماماً ما يُمكن للجناح البالغ 26 عاماً تقديمه والكرة بين قدميه.

عاد ديمبيلي إلى بلاده في آب/أغسطس الماضي بعد ستة مواسم في كتالونيا، بعدما انفق سان جيرمان ما يُقدّر بـ50 مليون يورو (54.3 مليون دولار) للتعاقد معه بعقد لخمسة مواسم.

مبلغٌ يُعدّ ضئيلاً نسبياً في سوق الانتقالات الحديثة بالنسبة إلى لاعبٍ من الصفّ الأوّل، لكنه المبلغ الذي وضعه برشلونة الذي يعاني من ضائقة مادية، في البند الجزائي لفسخ العقد.

سمح هذا الانتقال لديمبيلي باللعب تحت قيادة الإسباني ​لويس إنريكي​ الذي قال سابقاً إنه أراد التعاقد معه حين كان يلعب في صفوف رين، أوّل الأندية التي لعب في صفوفها المهاجم خلال مسيرته الاحترافية.

قال ديمبيلي لصحيفة "ليكيب" بداية الموسم "باريس سان جيرمان كان مهتماً بالتعاقد معي لفترةٍ طويلة. أوّل تواصل بيننا حصل حين كنت ألعب مع بوروسيا دورتموند (الألماني)، لكن في ذلك الوقت كان هدفي أن ألعب مع برشلونة".

اعترف مهاجم "الديوك" أن قرار مغادرة برشلونة لم يكن سهلاً بعد أن تألّق في موسمه الأخير تحت قيادة تشافي هرنانديز.

تابع "هذان كانا أفضل عامين لي، مع مدربٍ أظهر ثقته بي. لكنني أردت أن أوقّع عقداً مع سان جيرمان. كان الأمر متعلقاً بتغيير باريس رأيي أكثر من رغبتي في ترك برشلونة".

هكذا، جمعه القدر مع إنريكي في مواجهة ناديهما السابق في ربع نهائي دوري الأبطال هذا الموسم.

آخر مرة التقى فيها الفريقان كان ديمبيلي يلعب بقميص برشلونة، وذلك في ثمن النهائي عام 2021، حين سجّل مبابي "هاتريك" في مباراة الذهاب في كتالونيا.

قبل ذلك الموسم، تواجها في ثمن النهائي أيضاً عام 2017، حين قلب برشلونة بقيادة إنريكي الطاولة على سان جيرمان في الإياب وفاز 6-1 بعد الخسارة 0-4 ذهاباً.

قام النادي المملوك قطرياً منذ عام 2011 بالانتقام عبر التعاقد مع البرازيلي نيمار من برشلونة، حيث دفع 222 مليون يورو قيمة فسخ العقد.

- ستة أعوامٍ في برشلونة -

بعد خسارة نيمار الذي شكّل ثلاثياً هجومياً خارقاً رفقة الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز، تخبّط برشلونة للتعاقد مع بديل، فراح يدفع أموالاً طائلة لضمّ برازيليين آخرين.

انقض النادي على ديمبيلي الذي قدّم موسماً رائعاً مع دورتموند وهو في سن الـ20. وافق برشلونة على دفع 105 مليون يورو بالإضافة إلى مكافآت للحصول على خدماته.

هذا المبلغ، بالإضافة إلى ما دفعه النادي للتعاقد مع البرازيلي الآخر فيليبي كوتينيو قادماً من ليفربول الإنكليزي، مهّد لمشكلاتٍ ماليّةٍ خطيرة أدّت لاحقاً إلى مغادرة أسطورة النادي ميسي عام 2021، إلى سان جيرمان بالذات.

في 185 مباراة بقميص برشلونة، سجّل ديمبيلي 40 هدفاً. رقمٌ أفضل بكثير من الذي سجّله مع سان جيرمان منذ انتقاله إليه، إذ اكتفى بهدفٍ واحد في 34 مباراة سجّله أمام موناكو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

يقول جوليان ستيفان، مدرب رين الحالي الذي عمل مع ديمبيلي سابقاً "لو كان لاعباً أفضل بإنهاء الهجمات لفاز بالكرة الذهبية".

قد يكون متوجّباً على ديمبيلي تسجيل المزيد من الأهداف في الموسم المقبل خاصةً مع الرحيل المرتقب لمبابي، لكنّه الآن أكثر لاعب صناعةً للأهداف في الدوري الفرنسي (8) حيث يلعب في مركز الجناح الأيمن.

أوكل إنريكي مهاجمه السريع مهمة اللعب في مركز المهاجم الصريح في المباريات الماضية، من بينها مواجهة ريال سوسييداد الإسباني في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال، وأمام الغريم مارسيليا في الدوري.

يقول إنريكي "أعتقد سنرى نسخةً أفضل من ديمبيلي في مركز المهاجم الصريح".

يضيف: "لست قلقاً حيال عدم تسجيله الأهداف. أنا متأكّد أنه سيتطوّر لأننا نراه في التمارين. ما يقدّمه إيجابيّ جداً للفريق وهو لاعب يكاد لا يُمكن إيقافه".