لا يزال ​باريس سان جيرمان​ حامل اللقب يبحث عن فوزٍ في ​الدوري الفرنسي لكرة القدم​ يعزّز موقفه الساعي الى إحراز اللقب للمرة الثالثة توالياً، وذلك بعدما تعثّر في مبارياته الثلاث الأخيرة في ظل عدم الاعتماد الكلّي على نجمه ​كيليان مبابي​، وستكون مواجهة مضيفه ​مونبلييه​ الأحد ضمن المرحلة السادسة والعشرين فرصةً جديدةً للبقاء بعيداً في الصدارة.

وعلى الرغم من تعادل الفريق الباريسي في مبارياته الثلاث الأخيرة ضمن الدوري، فإن ملاحقه ​بريست​ لم يستغل ذلك جيداً بعدما سقط في المرحلة الماضية أمام مضيفه ​لنس​ بهدفٍ دون رد، ليعود فارق النقاط العشر بينه وبين المتصدر.

ويبدو أن عدم الاعتماد الكلّي على المهاجم مبابي، أحد أسباب الإخفاقات الأخيرة في الدوري، إذ أن هدّاف البطولة حالياً بـ23 هدفاً لم يلعب سوى 156 دقيقة في المباريات الأربع الأخيرة التي بدأ أساسياً في اثنين منها، ولم يشارك سوى 18 دقيقة في المباراة الماضية مع رينس التي انتهت بالتعادل 2-2.

ويعمد المدرب الإسباني لويس إنريكي الى عدم الاعتماد بشكلٍ كاملٍ على مبابي في مباريات الدوري حيث يبدو اللقب قريباً منه، وذلك بعدما أعلن الأخير رحيله عن النادي في نهاية الموسم. في المقابل، لا يزال نجم "الديوك" لاعباً أساسياً في أي تشكيلة تخوض مسابقةً أخرى، ككأس فرنسا حيث شارك أساسياً حتّى نهاية المواجهة مع نيس في نصف النهائي التي انتهت بفوز فريقه 3-1 وافتتح فيها التسجيل، كما في دوري أبطال أوروبا، حيث سجّل هدفي الفوز على ريال سوسييداد الإسباني في إياب ثمن النهائي.

ورأى إنريكي أن الفريق "يتطوّر بشكلٍ واضح وأعتقد أننا نواصل التحسّن"، وذلك بعد الفوز على نيس.

وأضاف: "نحن في مرحلة أساسية في الموسم، في الربع الأخير، ولا نزال منافسين في جميع المسابقات. علينا أن نبقى متواضعين ونحاول أن نكون أكثر تنافسية، لكننا الآن بمستوى رائع".

وتتواصل مُلاحقة إنريكي بالأسئلة حول مبابي في المؤتمرات الصحافية، إذ قال حول عدم الاعتماد الكلّي عليه "لا أهتم. من الطبيعي ألا يشعر اللاعبون بالسعادة عندما لا يلعبون"، وأضاف "هذه ليست منظّمة غير حكومية، بل نادي ​كرة قدم​ على أعلى مستوى. على اللاعبين أن يكونوا مستعدين لتقديم أفضل ما لديهم. أن يكون الأمر منصفاً أو لا هو أمرٌ لا يعنيني".

وتأتي المواجهة المقبلة على وقع إعلان مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان أن مشاركة مبابي في أولمبياد باريس المقرر الصيف المقبل "صعبة جداً"، نظراً لأنه سيكون قادماً مباشرة من المشاركة مع "الديوك" في نهائيات كأس أوروبا التي تستضيفها ألمانيا، علماً أن نجم سان جيرمان حريص جداً على تمثيل بلاده في الأولمبياد.

وستكون المواجهة صعبةً على مونبلييه الثالث عشر ولو أنه يلعب على أرضه، وذلك بعدما فشل بتحقيق أكثر من فوزٍ واحدٍ في مبارياته البيتية العشر الأخيرة في جميع المسابقات، وهو يستضيف فريقاً لم يتمكّن من إيقافه في الدوري منذ نيسان/أبريل عام 2019 حين فاز عليه 3-2.

- نيس يحاول إنقاذ موسمه -

وبعد خروجه من كأس فرنسا يحاول نيس إنقاذ موسمه بالتأهّل إلى دوري الأبطال للموسم المقبل حين يواجه لنس الخامس (42) السبت، إذ يحتل المركز السادس حالياً بـ40 نقطة، بفارق نقطتين أيضاً عن ليل الرابع وخمسٍ عن ​موناكو​ الثالث، حيث الصراع مفتوحٌ مع بريست الثاني أيضاً بـ46 نقطة.

وبعد الانطلاقة الكبيرة لنيس في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي، تراجعت النتائج في الوقت الذي أعلنت فيه شركة انيوس ومالكها الملياردير البريطاني جيمي راتكليف الاستحواذ على حصة اقلية في مانشستر يونايتد الإنكليزي، ما فتح باب الأسئلة حول مدى التزام الشركة مع نيس الذي تملكه.

وبعد عدم خسارته في أول 13 مباراة هذا الموسم بقيادة المدرب المغمور الإيطالي فرانتشيسكو فاريولي (34 عاماً) والذي لم يُدرّب سابقاً سوى في الدوري التركي، بدأ الفريق بالتراجع إذ لم يفز سوى ثلاث مرات في مبارياته الـ12 الأخيرة في الدوري.

وبات نيس مهدداً بعدم التأهّل إلى دوري الأبطال، بل عدم المشاركة خارجياً في أي مسابقة، إذ يلاحقه مرسيليا السابع بفارق نقطةٍ واحدة.

وقال فاريولي بعد الخسارة أمام سان جرمان "إنه وقتٌ صعب. علينا أن نبقى معاً ونستعيد إيقاعنا الذي كان قوّتنا سابقاً".

وأشار إلى أن الحارس البولندي مارتشين بوكا الذي أصيب أمام الفريق الباريسي قد كسر أنفه، "نتمنى أن يتعافى بأسرع وقتٍ ممكن".

ويسعى ليل أيضاً إلى تقليص الفارق مع بريست إلى نقطة حين يحلّ ضيفاً عليه الأحد. في المقابل يريد بريست أن يتفادى الخسارة الثانية توالياً لأوّل مرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر، لكن تاريخ مواجهات مدربه إريك روي مع ليل تحديداً لا يصبّ في مصلحته، إذ لم يفز عليه في جميع المواجهات الست حيث خسر أربع مرات وتعادل مرتين.

أما موناكو فسيلعب مع لوريان الخامس عشر الذي يحاول بدوره أن يتفادى الهبوط، إذ يتقدّم على ​نانت​ السادس عشر بفارق الأهداف فقط.