يحلّ ​باريس سان جيرمان​ متصدر ​الدوري الفرنسي لكرة القدم​ ضيفاً على ​موناكو​ في امتحانه المحلي الأخير الجمعة في افتتاح منافسات المرحلة الرابعة والعش​رين​، وذلك قبل الموقعة المنتظرة أمام ​ريال سوسييداد​ الإسباني في إياب ثمن نهائي ​دوري أبطال أوروبا​.

وسيقود المهاجم ​كيليان مبابي​ فريقه سان جيرمان المتربع على قمة الترتيب برصيد 54 نقطة أمام ناديه السابق الذي يحتل المركز الثالث (41)، على وقع توتّر علاقته بمدربه الإسباني ​لويس إنريكي​.

سُلطت الأضواء على العلاقة بين قائد منتخب "الديوك" ومتصدر ترتيب الهدافين مع 21 هدفاً ومدرب سان جيرمان مع اكتشاف مبابي أنه لم يعد بإمكانه أن يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية منذ أن أعلم النادي المملوك لقطر أنه سيغادر في نهاية هذا الموسم.

وأبلغ مبابي (25 عاماً) ناديه في منتصف شباط/فبراير أنه ينوي الرحيل عندما ينتهي عقده في حزيران/يونيو، بعد سبع سنوات في ملعب "بارك دي برينس"، ومن المحتمل أن يكون ريال مدريد الإسباني هو وجهته التالية.

ردّ إنريكي على قرار مبابي بوضعه على دكة البدلاء في مباراته التالية في نانت، على الرغم من أن المهاجم الفرنسي سجل بعد دخوله إلى أرض الملعب ركلة جزاء في الفوز 2-0.

وفي الفصل الثاني من العلاقة بين المدرب والمهاجم، بدأ الأخير لقاء الأسبوع الماضي على أرضه مع رين وارتدى شارة القيادة في غياب المدافع البرازيلي ماركينيوس، ولكن إنريكي فضّل استبداله في الدقيقة 65، بعد تأخر سان جيرمان 0-1، قبل أن يدرك التعادل بفضل ركلة جزاء حصل عليها ونفذها بديله البرتغالي غونشالو راموش.

ونادراً ما جلس مبابي، أفضل هداف على الاطلاق في تاريخ النادي الباريسي برصيد 244 هدفاً في 292 مباراة منذ وصوله من موناكو في عام 2017، على مقاعد البدلاء. تم استبداله في بعض المباريات في وقت مبكر عما حصل أمام رين، ولكن دائماً إما بسبب تعرضه لإصابة أو جراء حسم سان جيرمان النتيجة لصالحه في وقت باكر.

ويتعيّن على سان جيرمان أن يتحضر للمستقبل من دون مبابي، في حين يحلّق منفرداً بصدارة "ليغ 1" إذ يتقدم بفارق 11 نقطة عن ​بريست​ الثاني قبل 11 مرحلة من نهاية المنافسات.

ونظراً لهذا الفارق الكبير، ينتظر الجميع ما إذا كان إنريكي سيتخذ قرار إشراك مبابي أمام موناكو أم سيعمد إلى إراحته، حيث سيخوض سان جيرمان بعد أربعة أيام رحلة محفوفة بالمخاطر في إسبانيا لمقارعة ريال سوسييداد على أرضه في إياب ثمن نهائي المسابقة القارية الأم، والدفاع عن تقدمه 2-0 ذهاباً.

يلهث سان جيرمان خلف الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين للمرة الأولى في تاريخه بعدما خرج من الدور ثمن النهائي في خمسة من المواسم السبعة الماضية، علماً أن بلوغ ربع النهائي هذا الموسم هو الحد الأدنى من الهدف الذي وضعه بطل فرنسا على الساحقة القارية.

ورغم كل ما تقدم، سيرغب مبابي في اللعب أمام موناكو الساعي هو نفسه للتأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل.

وفي الإمارة برزت موهبة مبابي وتألق وقاد النادي للفوز بلقب الدوري موسم 2016-2017. فانتقاله الوشيك إلى خارج حدود فرنسا يعني أنه قد لا يحصل على فرصة للعودة إلى ملعب لويس الثاني مرة أخرى في الوقت القريب.

وتصبّ الأرقام لصالح سان جيرمان، فمبابي سجل 10 أهداف في 11 مباراة بالدوري ضد فريقه السابق منذ 2017، في حين لم يذق النادي الباريسي طعم الهزيمة في 18 مباراة خارج أرضه في "ليغ 1" (14 فوزاً مقابل 4 تعادلات)، وذلك منذ الخسارة أمام موناكو بالذات 1-3 في شباط/فبراير العام الماضي.

ويستقبل بريست الثاني نظيره لوهافر الأحد، في سعيه لتفادي الهزيمة في الدوري للمباراة الـ13 توالياً، علما أنه عادل أطول سلسلة له من دون خسارة في دوري الدرجة الأولى.

-ليون يعوّل على بن رحمة-

ويلعب ليون المتعافي وصاحب المركز العاشر مع 28 نقطة مع ضيفه لنس السادس، معولاً على الدولي الجزائري سعيد بن رحمة المنتقل إلى صفوفه على سبيل الإعارة من وست هام يونايتد الإنكليزي في نهاية فترة الانتقالات لشهر كانون الثاني/يناير، على الرغم من عدم التصديق على الأوراق اللازمة قبل الموعد النهائي. منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إعفاء خاصا لإتمام الصفقة.

سرعان ما أظهر بن رحمة قيمته لفريقه الجديد، ففي نهاية الأسبوع الماضي، دخل الجناح الأيسر البالغ 28 عاماً وسجل هدف الفوز أمام متز 2-1، في سابع انتصار لبطل فرنسا في تسع مباريات في الدوري.

كما بدأ بن رحمة أساسياً في منتصف الأسبوع أمام ستراسبورغ في ربع نهائي مسابقة كأس فرنسا، وكان التهديد الرئيسي حيث سدد في القائم من ركلة ركنية، وقاد فريقه للفوز بركلات الترجيح وبلوغ نصف نهائي.

ومن المتوقع أن يتألق بن رحمة مجدداً وأن يلعب دوراً رئيسياً أمام لنس، ففوز جيد لليون الذي احتل قاع الترتيب لفترة طويلة سيجعله قادراً على المنافسة على مقعد في المسابقات الأوروبية الموسم المقبل.