يجب معالجة المشاكل النفسية في الرياضة وكأنها "إصابة في الكاحل"، بحسب الطبيب الفرنسي ​فنسان غوتيبارغ​، رئيس مجموعة العمل المعنية بالصحة الذهنية في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس الخدمة الطبية في رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو).

سؤال: أنت تقود مجموعة عمل في اللجنة الأولمبية الدولية معنية بالصحة الذهنية، مما تتكون؟

جواب: "نحن نعمل على بيانات علمية جديدة عن الصحة الذهنية في الرياضة العالية المستوى، على تطوير المواد، الدعم الطبي للرياضيين، وعلى أن تكون الصحة الذهنية مطروحة على الطاولة مثل الصحة البدنية والإصابات. ما زلنا متأخرين (في هذه الناحية) بعض الشيء. علينا أن نقنع الجميع أن إصابة الكاحل هي مهمة بقدر إصابة بطبيعة ذهنية، بأنها ليست نهاية العالم. يجب أن نخفف الضجة المحيطة بالموضوع".

س: هل خروج الرياضيين الذين يعانون من صعوبات، للحديث عن الموضوع علناً يساعد على رفع حجم الوعي؟

ج: "حتى لو كان الأمر حساساً دائماً بالنسبة للرياضي، فإنه يلعب دوراً في كسر المحرمات التي لا تزال قائمة حول هذا الموضوع. يسمح هذا لممثلي الرياضة العالية المستوى بتحمل مسؤولياتهم والتطرق الى هذا الملف، كما تفعل اللجنة الأولمبية الدولية أو +فيفبرو+".

س: ماذا تفعلون عملياً؟

ج: "لقد طورنا مجموعة أدوات لمساعدة اللاعبين على إدراك وتطوير مهارات للتعرف على بداية اضطرابات الصحة الذهنية ليس لديهم وحسب، بل أيضاً لدى زملائهم في الفريق. من جانب اللجنة الأولمبية الدولية، بعد أولمبياد ​طوكيو​ (حيث كانت لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز المرشحة الأوفر حظاً لحصد الذهبيات لكنها تخلت عن جزء كبير من المسابقات للحفاظ على صحتها الذهنية والبدنية)، قمنا بزيادة عدد الاعتمادات المخصصة للطاقم الطبي للأولمبياد التالي في الصين (الأولمبياد الشتوي الذي أقيم بين 4 و20 فبراير الماضي). وبالتالي، حصلت كل دولة على إمكانية جلب +مسؤول رعاية الرياضيين+ معني بشكل خاص بالصحة الذهنية. سنقوم بتجديد هذا الأمر لأولمبياد باريس 2024. إحدى توصيات +فيفبرو+ أو اللجنة الأولمبية الدولية أن يكون هناك طبيب متخصص بعلم النفس السريري أو طبيب نفسي في الطاقم الطبي، وهذا من مسؤولية الأندية والاتحادات".

س: أين يتردد الرياضيون: في ذكر صعوبة نفسية خفيفة أو صعوبة نفسية أكثر خطورة؟

ج: "كرياضيين، نخشى أنه إذا تحدثنا عن نقاط ضعفنا النفسية سيكون لذلك تأثير ضار على عقد العمل المستقبلي مع أحد الأندية. ولهذا السبب يحجم اللاعبون (عن كشف مشاكلهم النفسية). هذا من المحرمات وهم أكثر انفتاحاً حيال ذلك بعد الاعتزال لكن الرياضيين بشر. أن تراودك أفكار سلبية من وقت لآخر ليس مشكلة كبيرة، يمكننا أن نؤدي (رياضياً) بشكل جيد رغم من ذلك. عليك التعرف على ذلك (المعاناة النفسية والذهنية) في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن من تقديم الدعم والوقاية بشكل أفضل، قبل أن يصبح هذا نوع من المشاكل سريرياً".

س: ما هي أرقام الرياضيين الذين يواجهون مشاكل على صعيد الصحة الذهنية؟

ج: وفقاً للبيانات العلمية التي نجمعها، فإن ما بين 20 و35 بالمئة من الرياضيين الرفيعي المستوى يبلغون عن مشاعر أو أفكار سلبية تتعلق بالاكتئاب أو القلق، أو مشاكل تتعلق بسلوكيات الأكل أو النوم. عندما يعتزل الرياضيون، يكون ذلك بين 25 و35 بالمئة بسبب صعوبة إدارة الفترة الانتقالية".

س: هل بعض الدول متقدمة أم متأخرة في التعامل مع هذه المشكلة في عالم الرياضة؟

ج: "هذه المحرمات ليست خاصة بالرياضة وحسب. الصحة الذهنية هي أيضاً مسألة ثقافية. هناك دول تتحرك بشكل أفضل من غيرها (لمعالجة المشكلة). بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا أو أستراليا هي في صدارة السلم (في ما يخص التعامل مع هذه المشكلة). يمكن لفرنسا أن تفعل أكثر مما تقوم حالياً. أشعر أن الأمر لا يزال صعباً بعض الشيء".