انقسم عالم رياضة ​الغولف​ بعد إطلاق دوري "ليف غولف" المدعوم من ​السعودية​ والبطل العالمي السابق الأسترالي ​غريغ نورمان​، من خلال جذبه العديد من النجوم الذين يتنافسون بدءاً من الخميس في جولته الافتتاحية في لندن.

زلزال، لا أكثر ولا أقل. ومن دون شكّ، حقبة جديدة... منذ أشهر وكواليس الغولف تضجّ بالدوري الجديد المموّل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي المرتبط مباشرة بولي العهد الأمير ​محمد بن سلمان​، إذ أبصر النور أخيراً ويهدّد بإعادة رسم الخطوط العريضة لهذه الرياضة.

لم تثمر التهديدات بإقصاء اللاعبين المشاركين من بطولات "بي جي ايه" (PGA) الاحترافية، خصوصاً بالنسبة للبطلين الأميركيين داستن جونسون وفيل ميكلسون.

رضخ المصنف أول عالمياً سابقاً وحامل لقب بطولتين كبريين، والعبقري الأعسر الذي يُعدّ ثاني أكبر لاعب في السنوات العشرين الأخيرة بعد تايغر وودز، للإغراءات السعودية، فتخطيا حاجزاً اعتقد كثيرون انه لا يمكن عبوره.

ليسا الوحيدين، فقد انضمت أسماء كبرى من المضمار الأوروبي على غرار البريطاني لي وستوود والإسباني سيرخيو غارسيا.

- "لا تذهبوا" -

حقق الدوري الوليد والجدلي نجاحاً أولياً، فبرغم معارضة شرسة من البطولات الأميركية والأوروبية ورفضها السماح للاعبيها بالمشاركة، إلا أن ليف غولف (LIV Golf) جذب 16 لاعباً من المئة الاوائل.

في المجمل، جمع هذا الدوري 48 لاعباً منشقاً أغرتهم حتماً الجوائز المالية المفرطة والبالغة أكثر من 200 مليون دولار، ممتدة على 8 دورات في مختلف أنحاء العالم، إحداها في جدّة في 16 تشرين الأول/أكتوبر، وبصيغة فريدة على مدى ثلاثة أيام دون انقطاع.

وبالنسبة للجولة الأولى المقرّرة في سنتوريون كلوب في ساينت ألبانز، شمال لندن، وعلى غرار باقي الجولات، سيتمّ توزيع 23 مليون يورو، أي أكثر من ضعف كل من البطولات الأربع الكبرى. لا يوجد حدث واحد ضمن سلسلة الدوري الأميركي يوفّر هذا الحجم من الجوائز المالية.

يحذّر رئيس الاتحاد الفرنسي للغولف باسكال غريزو "هذه بداية معركة أكبر من كل هؤلاء النجوم".

إذ يُعد هذا الدوري سبباً للانقسام، ليس فقط بسبب جبال المال الموعود بها، بل بهوية مؤسّسيه نظراً لمسألة حقوق الإنسان الحسّاسة في المملكة العربية السعودية.

قال اللاعب الفرنسي مايك لورنزو-فيرا مطلع أيار/مايو الماضي لموقع إيرلندي "حتى أنا، أرغب باللعب مقابل هذا الكم من المال (...) لكن هناك وقت يتعيّن عليك فيه الاستقامة والتصرف كإنسان".

تابع "أعرف ان هناك لاعبين غير مرتاحين لذلك، لكن لدي انطباع بأنهم يظلون صامتين، فقط في حال عادت لهم قطعة من الكعكة في يوم ما (...) لا تذهبوا!".

- فوضى عارمة -

لجأ فيل ميكلسون إلى صمت طويل دام عدة أشهر، قبل أن يتخذ في شباط/فبراير الماضي موقفاً مع الدوري السعودي.

أشار "ليفتي" إلى "الجشع البغيض" للدوري الأميركي وقال إنه مستعد للانضمام إلى دوري ليف برغم "النقص في احترام حقوق الإنسان في السعودية وخصوصاً المثليين". تصريحات أثارت غضب العديد من اللاعبين.

وكدليل على رغبة السعوديين بكسر تقاليد الغولف القديمة، كشف أسطورة الرياضة الأميركي جاك نيكلوس (82 عاماً) أخيراً رفضه أكثر من 100 مليون دولار ليكون أحد رموز الدوري الجديد.

يبقى الآن السؤال حول مصير اللاعبين المنشقين. حذّرت بي جي ايه سابقاً ان اللاعبين الراغبين بالمشاركة في دوري ليف سيعرّضون أنفسهم لعقوبات تصل إلى حد الاستبعاد. بعضهم استبق هذه النتيجة فتقدّم باستقالته من بي جي ايه على غرار داستن جونسون والكوري الجنوبي-الأميركي كيفن نا.

يتوقّع رئيس الاتحاد الفرنسي غريزو "دون أي شكّ ستحصل دعاوى قضائية لسنوات. لا ألوم المحترفين، يذهبون الى حيث يوجد أكبر قدر من الفائدة".

تابع "أجد هذا الأمر غير لائق، ستضرّ هذه المزايدة بصورة الغولف عالمياً. يبدو وكأنه فوضى كبيرة، لانه عندما نربط الغولف بالمال فقط، فهذا ليس ما تحتاجه صورة هذه الرياضة".

هذا وقد أعلن منظمو بطولة الولايات المتحدة المفتوحة التي تنطلق في 16 حزيران/يونيو في ماساتشوستش، الثلاثاء، ان الرياضيين المشاركين في دوري ليف بمقدورهم خوض هذه البطولة ضمن الغراندسلام، معتبرين ان الاستبعاد "غير عادل وغير مناسب".