خفّ وهج الكلاسيكو الاسباني منذ مغادرة النجم البرتغالي ل​ريال مدريد​ ​كريستيانو رونالدو​ النادي الملكي الى إيطاليا، على الرغم من بقاء النجم الارجنتيني ​ليونيل ميسي​ في النادي الكتالوني.

ولكن، بعد رحيل "البرغوث" الارجنتيني، تراجع مستوى هذا الوهج الى ادنى مستوياته، خصوصاً بعد النتائج الكارثية التي سجّلها برشلونة على الصعد الأوروبية والمحلية. ومع عودة ​تشافي​ الى النادي كمدرب، سجل انتعاش بسيط للنادي انما بقي دون المستوى المطلوب، فيما يراهن كثيرون على ان الموسم المقبل سيكون افضل... ولكن ما قدّمه تشافي والبرسا امام الريال تحديداً في نصف نهائي كأس السوبر الذي أقيم في السعودية، أعاد الامل الى نفوس محبي ومشجعي برشلونة بأنه على الطريق الصحيح، على الرغم من الخسارة بعد تمديد الوقت. ولكن الامل تبدد بالأمس بعد خسارة النادي امام ​اتلتيك بلباو​ وخروجه من منافسات كأس الملك للمرة الأولى منذ 12 عاماً قبل بلوغه الدور ربع النهائي.

في انتظار التغيير المطلوب، يبقى الواقع ان الريال هو اكبر المستفيدين من الظرف الصعب لغريمه اللدود، فهو يتفوّق عليه براحة كبيرة في الليغا، ويتصدر بعيداً عنه وعن غريمه الآخر اتلتيكو مدريد، ليبقى خوفه محلياً من اشبيلية ومفاجآته، هو الأبرز.

واوروبياً، يبدو الريال اكثر راحة في مبارياته، فهو يتقدم بشكل جيد نحو المراحل المقبلة بعد خسارة مدوية عانى منها امام فريق شريف المتواضع في دور المجموعات.

اما على صعيد المنافسات الأخرى، فبعد احرازه لقب السوبر على حساب بلباو، بات الريال مرشحاً اساسياً لنيل لقب كأس الملك اثر تخطيه عقبة التشي بالأمس (ولو بعد جهد جهيد)، خصوصاً مع خروج البرسا واتلتيكو، ما يجعله يحارب على 4 جبهات ويطمح لتحقيق رباعية نادرة. وعلى الريال اذا ما اراد ذلك، استغلال الفرصة الملائمة والمتمثلة بفترة التذبذب والضياع التي يمر بها برشلونة من جهة، واتلتيكو من جهة أخرى، لتحقيق الثلاثية على الأقل، لينحصر عنده الهم على الجبهة الأوروبية المرتبطة بأدائه وقدراته امام فرق من خارج اسبانيا.

انه الموسم المنتظر للنادي الملكي ومشجعيه، حيث يصح المثل القائل بأن مصائب قوم عند قوم فوائد، لينطبق على الفريق الاسباني "بأن مصائب برشلونة عند الريال فوائد"، فالمنافسة القوية التي كانت متوقعة كالعادة، اضمحلت هذا الموسم، وحتى اتلتيكو لم يعد حالياً ذاك الغريم الذي يحسب له حساب، ليكون طريق الباص الذي يقوده المدرب ​كارلو انشيلوتي​ معبّداً نحو الألقاب.

وعلى امل ان يستعيد برشلونة عافيته لترتفع نسبة الاثارة والتشويق في مباريات الكلاسيكو الاسباني الذي ينتظره الملايين حول الكرة الأرضية، يبقى على الريال ان يحافظ على وتيرته المستقرة وتناغم لاعبيه، وعلى برشلونة وتشافي العمل بسرعة للتعويض، خصوصاً من الناحية الدفاعية والهجومية طبعاً بعد الخلاف الكبير مع عثمان ديمبلي من جهة، ولعنة الإصابات التي تلاحق اللاعب الشاب ​انسو فاتي​ من جهة ثانية.