قبل سنة من نهائيات ​كأس العالم 2022​ في ​قطر​، حجزت منتخبات عريقة قي كرة القدم أمثال ​البرازيل​ و​ألمانيا​ و​فرنسا​ و​الأرجنتين​ تذاكرها إلى العرس الكروي، في حين سيتقرّر مصير منتخب ​إيطاليا​ بطل أوروبا وسلفه البرتغالي مع نجمه ​كريستيانو رونالدو​ في آذار/مارس المقبل عبر الملحق.

-المربع الروسي في قطر-

لحقت فرنسا وكرواتيا وبلجيكا وإنكلترا التي بلغت المربع الأخير في مونديال روسيا 2018، بركب المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات المقرّرة من 21 تشرين الثاني/نوفمبر حتّى 18 كانون الأوّل/ديسمبر 2022.

متسلّحاً بخبرته وثلاثي أحلامه الهجومي كيليان مبابي-أنطوان غريزمان-كريم بنزيما، سيكون منتخب "الديوك" حامل اللقب أبرز المرشحين للاحتفاظ بتاجه، برغم أن فرنسا تأهلت إلى قطر وهي تجرّ خلفها خيبة الفشل في كأس أوروبا بخروجها من الدور ثمن النهائي.

أثارت هذه السقطة الشكوك حول قدرة "لي بلو" ومدربهم ديدييه ديشان على النهوض مجدداً، إلا أنّ الاخير ردّ بأفضل طريقة ممكنة بإحرازه في الخريف النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية على حساب إسبانيا (2-1).

في المقابل، تبدو بلجيكا مع جيلها الذهبي أمثال كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو وإيدين هازارد ... مرشحة لإحراز اللقب، على غرار منتخب "الأسود الثلاثة" بقيادة مدرّبه غاريث ساوثغايت برغم نكسة عدم الفوز بلقب كأس أوروبا على ملعبهم الشهير في ويمبلي، إثر الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

في المقلب الآخر، كان المنتخب الكرواتي وصيف بطل العالم أقلّ إقناعاً مما ظهر عليه في 2018، حيث سيبلغ نجمه المخضرم لوكا مودريتش سن السابعة والثلاثين عندما تدقّ ساعة مونديال قطر.

-مرشحون أبديون-

تتقدّم منتخبات ألمانيا وإسبانيا وهولندا الصفوف الأولية ضمن ترشحيات الفوز في البطولات الكبرى.

لكن هذه المنتخبات الثلاثة في طور إعادة بناء نفسها واستعادة توازنها، وسيتعيّن الانتظار بضعة أشهر أخرى للحصول على فكرة عن مستواها الحقيقي في قطر.

عند الـ "مانشافت"، قدّم المدرب الألماني الجديد هانز فليك الذي خلف يواكيم لوف الراحل مع نهاية كأس أوروبا، بداية مميزة محققاً سبعة انتصارات في سبع مباريات، جاءت جميعها أمام منتخبات من الصف الثاني.

في المقابل، تأهلت هولندا في اللحظة الأخيرة مع تشكيلة شابة لا تملك خبرة كبيرة مثل سابقاتها، كون المنتخب البرتقالي غاب عن كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018.

من ناحيتها، تعتمد إسبانيا بقيادة مدربها العائد لويس انريكي على لاعبين صغار السن، مثل بيدري أو غافي.

وبعد نجاح منتخب "لا روخا" في الوصول إلى نصف نهائي كأس أوروبا (خسر أمام إيطاليا) ونهائي مسابقة دوري الأمم الاوروبية (خسر أمام فرنسا)، تأهل بصعوبة لكأس العالم بفوزه على السويد 1-صفر في الجولة الأخيرة من التصفيات الأوروبية.

-ميسي ونيمار على الموعد-

في قارة أميركا الجنوبية، حجزت البرازيل مع نجمها نيمار والأرجنتين بقيادة الاسطوري ليونيل ميسي مقعديهما باكراً إلى قطر، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان تأهلتا خارج حدود القارة العجوز (باستثناء قطر، الدولة المضيفة).

يدخل عملاقا القارة نادي أبرز المرشحين لرفع الكأس العالمية، حيث يسعى منتخب القمصان الصفراء لإضافة لقب سادس، والأزرق السماوي لقب ثالث، وذلك على الرغم من صعوبة المهمة بحكم أنّ الكأس الذهبية لم تفلت من بين يدي المنتخبات الأوروبية في المونديالات الاربعة الأخيرة.

في المقابل، يتوجب على الأوروغواي مع نجميها لويس سواريز وإدينسون كافاني أن ترفع من مستواها في حال أرادت اللحاق بقطار المونديال وتجنب مشاهدة النهائيات من خلف شاشة التلفزة.

غير أن الواقع في المجموعة الموحّدة للقارة الأميركية الجنوبية مقلق بالنسبة لمنتخب "سيليستي" الذي لم يحقق أي فوز في الجولات الخمس الأخيرة ليحتل المركز السابع، أي خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة مباشرة إلى قطر، ما أدى إلى إقالة مدربه المخضرم أوسكار تاباريس. لكن ما زال بإمكانه اللحاق بالقطار كونه يتخلف بفارق نقطة فقط عن كولومبيا الرابعة، ونقطة أيضاً عن تشيلي صاحبة المركز الخامس المؤهل الى ملحق قاري يُقام في آذار/مارس المقبل، وذلك قبل أربع جولات على نهاية التصفيات.

-رونالدو وإيطاليا في خطر-

يأمل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سيبلغ 37 عاماً في شباط/فبراير المقبل، أن يدخل ضمن الدائرة المغلقة للاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم خمس مرات، مع الألماني لوثار ماثيوس والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون والمكسيكيين أنطونيو كارباخال ورافاييل ماركيز.

ومن أجل إكمال إنجازه، يجب على "سي آر7" أن يتأهل من الملحق في آذار/مارس، انطلاقاً من واقع أن البرتغال الفائزة بـ "يورو" 2016 مثل إيطاليا بطلة 2020 هذا الصيف، فشلت في خطف بطاقة التأهل المباشر.

وبات محكوماً على رفاق رونالدو ورجال المدرب روبرتو مانشيني الخضوع لاختبار يعد بأن يكون صعباً، حيث يتأهل من الملحق ثلاثة منتخبات فقط من أصل 12، مع اعتماد نظام خروج المغلوب.

وتخوض البرتغال وإيطاليا على ملعبيهما مباراتي نصف النهائي بحكم تصنيفيهما، في حين سيتمّ تحديد هوية المستضيف في النهائي عبر القرعة، مع احتمالية أن يتواجها معاً لحجز بطاقة إلى المونديال.

-نجوم الوقت الضائع-

في وقت ستشاهد الجماهير أبرز نجوم الكرة المستديرة في قطر، وفي حين ينتظر بعضهم الملحق، انتهى حلم التأهل المونديالي بالنسبة للبعض الآخر، ومنهم الهداف النروجي المتألق إيرلينغ هالاند الذي لم يتمكن منتخب بلاده من فرض نفسه في التصفيات.

في المقابل، سيكون البولندي روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم في عام 2020 والمخضرم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش ممّن يتوجّب عليهم التخلص من "مقصلة" الملحق.

لكن "إبرا" لن يشارك في الدور نصف النهائي بسبب الإيقاف، وبالتالي يمكن أن تكون مسيرته الكروية الدولية قد انتهت في سن الأربعين عاماً.

في إفريقيا، لا يزال ساديو ماني وإدوار مندي مع السنغال ومحمد صلاح مع مصر ورياض محرز مع الجزائر في السباق، وسيخوضون الدور الفاصل في آذار/مارس، على أمل الانضمام إلى المنتخبات المتأهلة إلى العرس الكروي في قطر.