حقق ​منتخب لبنان​ لكرة القدم فوزا ثمينا على حساب ​منتخب سوريا​ 3-2 في المباراة التي جرت في العاصمة الأردنية، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الأسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022. الفوز اعطى دفعة معنوية كبيرة للبنان وجعله يحتل المركز الثالث في ترتيب المجموعة، وعزز آمال حلم التأهل، من دون الوصول الى مغالاة فيها لان الطريق لا يزال طويلاً.

خطة ناجحة
رغم غياب قاسم الزين وجورج ملكي بداعي الإيقاف، لم يغير مدرب منتخب لبنان ​ايفان هاسيك​ الرسم التكتيكي، وبقي يلعب بالطريقة المفضلة لديه 4-4-2 لكنه اعتمد على ​سوني سعد​ في الجهة اليسرى كظهير دفاعي رغم أنه جناح وادخل ​محمد حيدر​ في الجهة اليمنى مكانه، ودفع بنادر مطر مكان جورج ملكي في خط الوسط، وبقي حسن معتوق في الجهة اليسرى بينما استمر جرادة وقدوح في خط الهجوم.

بداية جيدة لسوريا
بدأ منتخب سوريا المباراة محاولا فرض استحواذه على الكرة وساعيا إلى أجبار منتخب لبنان على تحمل عبء المباراة الدفاعي، حيث اعتمد على الكرات العرضية من طرفي الملعب، لكن منتخب لبنان كان جيدا في خط الوسط وحاول لعب الكرات الهجومية مع انطلاق الرباعي الهجومي للأمام ليكون هو المتحكم بزمام المبادرة بعد مرور ربع ساعة وسط هدوء تكتيكي وانضباط عال من المنتخب اللبناني. الا انه في الدقيقة 20، دفع المنتخب ثمن وجود سوني سعد كظهير أيسر، حيث نجح منتخب سوريا في استغلال تلك الهفوة وسجل هدفا. حاول اللبنانيون استيعاب الوضع والتحرك أكثر هجوميا، ونجحوا في الاستحواذ على الكرة بنسبة وصلت الى 56 %، مع التحرك في الجهتين اليمنى واليسرى عبر حيدر ومعتوق، إضافة لتقدم الأظهرة سعد وعاصي للدعم الهجومي وعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء سوريا.

صحوة لبنانية
في الوقت البدل عن ضائع من الشوط الاول، تمكن منتخب لبنان من تسجيل هدفين عبر اللاعب محمد قدوح بعد مجهود فردي من الجهة اليسرى عبر معتوق اولاً، ثم من تسديدة بعيدة المدى ليدخل منتخب لبنان غرف الملابس ليستعيد زمام المبادرة ويقلب الوضع رأساً على عقب واحرج السوريين، ونجح في بسط السيطرة وعدم الاستسلام بعد التأخر في البداية، ما عكس شخصية منتخب لبنان القوية والإنضباط التكتيكي الذي أوجده المدرب التشيكي هاسيك.

هدف ضمان الفوز
نجح منتخب لبنان في تسجيل هدف ثالث عبر سوني سعد عند الدقيقة 53 ليتقدم 3-1 في سيناريو مثالي، سمح للبنانيين في أن يخوضوا دقائق الشوط الثاني بضغط معنوي أقل، حيث بدا الإرتباك واضحا على لاعبي منتخب سوريا في ظل التزام واضح من لاعبي لبنان وتقارب الخطوط الثلاثة، فلم تشكل الكرات الطولية الخطر اللازم على المرمى اللبناني.
بعدها، حصل احتكاك بين سوني سعد وعمر السومة داخل منطقة جزاء لبنان لكن القرار من الحكم الأسترالي كان استمرار اللعب. ولكن حكم تقنية الفيديو كان له رأي آخر واستدعى الحكم الرئيسي الذي بقي حوالي ثلاث دقائق يشاهد اللعبة قبل أن يبقي على قراره، معتبراً ان سعد كان أول من وصل للكرة، والإحتكاك بعدها طبيعي. بعدها، تمكن السوريون من تسجيل هدف ثاني عبر عمر السومة قلصوا به الفارق بعدما لم يطبق عاصي مصيدة التسلل كما يجب، لتصبح النتيجة 3-2 للبنان.

تبديلات جيدة للبنان
الثلث الساعة الأخير من اللقاء كان جيدا للبنان بعد تبديلات موفقة من المدرب هاسيك، فخرج معتوق ودخل هلال الحلوة ثم ربيع عطايا مكان حيدر، بينما دخل حسين الدر مكان نادر مطر وتحول لبنان للعب بطريقة 3-5-2 مع وجود الدر كمدافع ثالث، وهذا أعطى لبنان مزيدا من العمق الدفاعي ليعتمد السوريون على الكرات العرضية من الأطراف التي لم تشكل الخطورة اللازمة. اما عطايا فقام بما عليه، ونجح في الحصول على عدة مخالفات كسر بها إيقاع اللعب الذي أصبح بطيئا، ما سمح لدفاعات لبنان بإعادة التمركز. ولكن لبنان نجا من لحظة حرجة جداً في اللحظات الاخيرة من المباراة بعد ان اصابت رأسية السومة عارضة المرمى اللبناني ليبقي لبنان على النتيجة كما هي.