زحفاً زحفاً نحو الذهبية، يخوض الثنائي القطري ​شريف يونس​ و​أحمد تيجان​ رمال الكرة الشاطئية أملاً بحصد ذهبية عنّابية تاريخية في اللعبة وثالثة لبلادهما في الألعاب الأولمبية الحالية في ​طوكيو​.

بعد ​فارس حسّونة​ في الأثقال و​معتز برشم​ في الوثب العالي، قد تكون ثالث ذهبيات الدولة الخليجية في طوكيو وفي تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية منذ العام 1984، في متناول يونس وتيجان.

أصبح الثنائي الرقم 1 في اللعبة راهناً، إذ لم يخسرا أي مباراة في منافسات الرجال وتقدما إلى الأدوار الإقصائية على رأس مجموعتهما، حيث سيواجهان الإيطاليين ​باولو نيكولاي​ و​دانييلي لوبو​ في ربع النهائي الأربعاء.

قطع هذا الثنائي شوطاً كبيراً نحو إحراز ميدالية، بعد بلوغه ربع النهائي الأحد، عندما تغلب القطريان على الأميركيين نيك لوسينا وفيليب دالهاوسر بمجموعتين مقابل واحدة.

تخلف حينها الثنائي القطري 14-21 في المجموعة الأولى، وفي الثانية بقيت النتيجة متساوية حتى حسمها القطريان 21-19، قبل أن يخطف الثالثة والمباراة 15-11.

بروز الثنائي ليس وليد اللحظة، بل كانت القمة جائزة موسم رائع هذا العام، حيث شارك بسبع بطولات عالمية من فئة الأربع نجوم، وصل إلى خمس نهائيات، ورفع لقباً واحداً.

قلة تلك التي اعتقدت أن بلداً لا تاريخ طويل له في كرة الطائرة الشاطئية سيجد طريقه إلى قمة هذه الرياضة.

لكن الإيمان كان سر القطريّيْن.

يقول يونس "لم يتوقع كثيرون أننا سنحقق نتيجة كبيرة مماثلة، لكننا عرفناها منذ البداية".

ويضيف "قلت ذلك، عاجلاً أم آجلاً سنكون في القمة. نحن نتحلى بالصّبر، ونثق في المسار. بالطبع لم يبدأ الأمر الآن".

- "أنا لاعبي المفضّل" -

وتابع يونس "ربما سيسأل شخص ما من هذا الرجل؟ ولكن إذا سألت لاعبي كرة الطائرة الشاطئية، فإنهم يعلمون أننا نعمل بجد".

وُلد الشاب البالغ 26 عاماً ونشأ في السنغال بالقرب من الشاطئ، لذلك كانت ممارسة تلك الرياضة أمراً طبيعياً. وبدأ بالمسار الذي أوصله إلى قطر ليمثل الدولة بشكل احترافي منذ العام 2014.

تلك الخطوة كان بعنوان عريض: أولمبياد ريو 2016، حينما نافس يونس عندما تنافس مع شريكه آنذاك جيفرسون سانتوس بيريرا.

ورغم ذلك، وحتى مع الدعم الكبير، كان عليه أن يبذل قصارى جهده.

يقول إنه "لم يكن من السهل الاستيقاظ الساعة السابعة صباحاً، والبقاء في صالة التمرين بينما ينام الجميع، ثم العودة إلى المنزل لمدة ثلاث أو أربع ساعات للنوم، ثم العودة إلى التدريب كل يوم، خمس مرات في الأسبوع".

ويؤكد أن "ذلك كان صعباً. العمل الشاق يؤتي ثماره".

تيجان المولود في أفريقيا أيضاً، غادر موطنه غامبيا في العام 2010. وعلى غرار شريكه، حقق حلم الطفولة باللعب في الأولمبياد

يقول "كان لدي هذا الاعتقاد مذ كنت صبياً صغيراً. كان هذا حلمي الأكبر. كنت أحلم دائماً وأتطلع إلى اللاعبين الكبار حتى اليوم، وأنا اليوم أحد اللاعبين الكبار".

ويضيف "الآن أنا أتنافس معهم. لم يعد لدي لاعب مفضل اليوم، أنا لاعبي المفضّل".

وكانت قطر أحرزت أول ذهبة في تاريخها السبت، بتتويج الرباع فارس حسونة في وزن 96 كلغ، ثم عبر برشم الذي أحرز ذهبية الوثب الطويل مناصفة مع الإيطالي جانماركو تامبيري.

وبالتالي، تعوّل قطر على هذا الثنائي في حلمها الأولمبي إلى ميدالية ثالثة تاريخية.