تملّك القطري ​عبد الرحمن​ سامبا، نجم سباقات 400 م حواجز، شعور بأن "حلم ​الأولمبياد​ يبتعد ويقترب في الوقت عينه"، خلال فترة انعدام اليقين حيال إقامة أولمبياد ​طوكيو​ من عدمها.

وتمثل دورة طوكيو، المقررة بين 23 تموز/يوليو و8 آب/أغسطس، حلماً طال انتظاره، للبطل العنابي الطامح للظفر بميدالية أولمبية، بعد فترة انتظار امتدت خمس سنوات إثر تأجيل الدورة الصيف الماضي بسبب تفشي جائحة كورونا.

- ربّ ضارة نافعة! -

لكن، وعلى قاعدة "رُب ضارة نافعة"، فإن سامبا، الذي سيبلغ السادسة والعشرين بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، يعتبر نفسه محظوظاً أيضاً بتأجيل الحدث الأولمبي، "لأنني لم أكن لائقاً كما يجب الصيف الماضي، بسبب الإصابة الكبيرة التي تعرضت لها عام 2019، فمنحني التأجيل فرصة أكبر للتحضير والإعداد الجيد".

ويصف سامبا، الذي لجأ إلى ألعاب القوى في بداياته لزيادة سرعته أثناء ممارسته لكرة القدم، الفترة الماضية بـ"الصعبة"، ويقول إن "التحضيرات والخوف من تأجيل الأولمبياد شكلا هاجساً كبيراً بالنسبة لي".

ورأى سامبا، المولود في السعودية لعائلة موريتانية قبل تجنيسه في قطر، في حديث لوكالة فرانس برس خلال تدريباته في أكاديمية أسباير في الدوحة أن ما ورد من تقارير عن امكانية التأجيل مرة أخرى بسبب الجائحة، ترك اثرًا بالغًا عند اللاعبين، خصوصًا أن اللاعب لا يعرف متى يجب أن يكون جاهزًا، ولا يعرف إذا كانت الألعاب ستقام في الوقت المحدد لها أم ستؤجل لوقت أبعد!

لكن سامبا، الذي يبتعد عشرَين من الثانية فقط عن صاحب الرقم القياسي الأميركي كيفن يونغ (46.78 ثانية)، والصامد منذ أولمبياد برشلونة 1992، ويتشارك المركز الثالث مع الأميركي راي بنجامين في قائمة أفضل الأرقام المسجلة عالميًا، يرى أنه وصل إلى المستوى المطلوب بنسبة 80 إلى 90 % بعد فترة التحضيرات التي وصفها بـ"القاسية جدًا" بسبب تفشي الجائحة.

- تذوّقت طعم "الأولمبياد" في جاكرتا! -

ولا يُعير سامبا اهتمامًا لتأثير قلة الخبرة في مشاركته الأولمبية الأولى، مقارنة بمنافسه الأول في الـ400 متر حواجز، بطل العالم النروجي كارشتن وارهولم، والذي تواجد سابقاً في أولمبياد ريو دي جانيرو.

يعتبر أنه عاش التجربة أثناء مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية 2018، والتي أحرز ذهبيتها، مشيراً إلى أن دورة جاكرتا منحته طعم الأولمبياد نفسه.

لكن سامبا، الذي اقتنص برونزية 400 متر حواجز في مونديال الدوحة 2019 على أرضه، يقرّ بصعوبة المشاركة في المنافسات بغياب الجمهور "الاولمبياد حدث كبير، وتمنحه الجماهير جمالاً أكبر وتواجدها يعطيك الدافع ويشاركك الفرحة".

تابع "علينا تقبّل الأمر الواقع، الجمهور سيكون ناقصًا، لكنه سيدعمنا من خلف الشاشات، وتأقلمنا مع هذا الوضع بعد المشاركة في البطولات التي يغيب عنها الجمهور" .

- الخروج من العزل ليس هدفًا! -

ويقرّ سامبا بصعوبة الظروف التي تواكب الدورة برمتها بسبب تفشي كورونا، خصوصًا في ظل العزل في الفقاعة الطبية، إذ أن "اللاعب يطمح دائما لأن يخرج ويتعرف على المعالم في البلد المنظم، وهذا لن يكون ممكنًا".

لكن سامبا، يشدد أيضًا على أن الخروج لن يُمثل الهدف الاكبر للمشاركين، إذ "تبقى السلامة هي الأولوية" على حد تعبيره.

ويرفض سامبا، الذي تخصص في 400 حواجز قبل أشهر قليلة من مونديال 2017 مبدأ الندم على عدم تحطيمه الرقم القياسي العالمي في باريس عام 2018 ضمن الجولة السابعة من الدوري الماسي "سباق باريس كان رائعًا جدًا. أذكر انني بطأت السرعة في الأمتار الاخيرة، لكن أعتقد أنني لم أندم لان ذلك يمنحني دافعًا أكبر لأن أحطم الرقم في الفترة المقبلة".

-"لا أكشف سر الطبخة!" -

وفي ردّ على سؤال إذا ما كان البطل الذي أحبّ كرة القدم، بعد ممارسته لكرة اليد والطائرة والسلة، قد حطّم رقمه القياسي أثناء التمارين، دون أن يُخبر أحدًا، يبتسم سامبا، ويقول "أرقام التمارين لا يُفضل اللاعب أن يتناولها، لأن كل طبّاخ وله سرّ النكهة، فالتمارين هي سرّ الطبخة، ولا يحبّ اللاعب أن يتشارك بأرقامها مع أحد".

وعن رسالته للأجيال الجديدة للإقبال على ممارسة القوى في البلاد التي تستضيف مونديال كرة القدم 2022، يشير سامبا، المشجع لمنتخبي ​فرنسا​ و​ألمانيا​ في ​كأس أوروبا​ المقامة راهناً، إلى أن "ألعاب القوى هي لعبة شغف وتحدي، وخصوصاً التحدي مع النفس قبل أن يكون مع الآخرين"، مؤكداً أن رسالته هي دعوة للأجيال كي "تعيش الشغف" في أم الألعاب.

ويؤكد سامبا أن العمل على رفع علم قطر في المنصات العالمية يمثل له الدافع والشغف الدائم، في سعيه للمضي على خطى مواطنه معتز برشم بطل العالم في القفز العالي والذي يصفه سامبا بـ"الأخ والبطل الكبير الذي نستفيد من نصائحه ومن الانجازات التي حققها، فهو الأيقونة الرياضية التي نقتدي بها".