في ظل ازمة اقتصادية ومالية خانقة، يبقى حب كرة القدم متجذراً في نفوس العديد من اللبنانيين وبمثابة "المتنفس" لهم لينسوا ما يعيشونه من ويلات ومصائب. ولكن، حتى هذا الملاذ بات من الصعب الوصول اليه، وها ان تطبيق القانون يستفيق ويستعيد نشاطه كاملاً للدفاع عن حقوق النقل والبث، وهو امر محق لو لم يكن القانون يغط بسبات عميق في امور ونواح اخرى من الحياة اليومية والمعيشية للمواطن يكاد ينسى فيها وجود اسس ترعى حياته في هذا البلد.

تنطلق مباريات ​اليورو​ نهار الجمعة في 11 من الشهر الحالي بمباراة تجمع ​المنتخب الإيطالي​ بنظيره التركي على ارض ملعب الأولمبيكو الخاص بنادي روما في العاصمة الايطالية، علماً انه ولاول مرة في تاريخ مباريات اليورو تلعب المباريات في 11 مدينة مختلفة، بمشاركة 24 منتخباً مقسمة على ست مجموعات، يتأهل منها افضل منتخبين الى جانب اربعة من المنتخبات التي حلت في المركز الثالث.

وفي 14 من الشهر نفسه، تنطلق بطولة ​كوبا أميركا​ بمباراة ​البرازيل​ و​فنزويلا​ عند الثانية عشر مساءً بتوقيت بيروت، حيث يشارك في هذه البطولة 10 منتخبات مقسمة على مجموعتين يتأهل من كل منها أربعة منتخبات الى الدور الثمانية، على ان تقام المباريات كلها في البرازيل بعد أن كان اتحاد ​الكونميبول​ قد سحب الاستضافة من الأرجنتين وكولومبيا، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة لاعبي الفئة الاولى مع منتخبات بلادهم (اولئك الذين يلعبون في اوروبا وغيرها من القارات)، وما اذا كان سيتم الاعتماد فقط على اللاعبين المحليين.

مشاهدة مقابل بدل مادي

الحماس الكروي يلازم اللبنانيين في كل الظروف، ونذكر جميعاً كيف تدخلت الدولة اكثر من مرة سابقاً، وفي اللحظة الاخيرة، لضمان مشاهدة مباريات المونديال بشكل مجاني للجميع. اما اليوم، فالوضع مغاير ولا يمكن للدولة التدخل، علماً ان مباريات اليورو تنافس المونديال من حيث الاهمية بسبب وفرة اللاعبين المشهورين فيها، وفي مقدمهم البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​. وعلى الضفة الاخرى، اي في كوبا اميركا، ينتظرنا اللاعب الدولي ليونيل ميسي مع زملائه في منتخب التانغو، على غرار نيمار ورفاقه في منتخب السامبا.

امام هذا الواقع، توجهت صحيفة "السبورت" الاكترونية الى الشركتين المخولتين نقل المباريات بشكل قانوني وحصري، وهما " "سما" وكايبل فيجن"Cablevision. وعند الاستيضاح، افادت "سما" انها تنقل المباريات عبر طريقتين: اما عبر التقاط البث بالصحن اللاقط او عبر الانترنت، مع مبلغ محدد مشترك لمتابعة البطولتين يصل الى 450 الف ليرة لبنانية. أما في حال لم يكن المواطن مشتركاً بخدمات الشركة سابقاً، فسيتوجب عليه دفع مبلغ 44 دولار أميركي الى جانب 148 الف كاشتراك بالباقة الكاملة لمدة اربعة أشهر، من دون باقة القنوات الناقلة للبطولتين، او 200 الف ليرة مقابل النقل عبر الإنترنت.

وتتلاقي "كايبل فيجن" مع شركة "سما" على المبلغ المحدد وهو 450 الف ليرة لبنانية، حيث تؤمّن الشركة بث المباريات للمشتركين السابقين، فيما ينبغي على المشتركين الجدد شراء جهاز استقبال مع صحن لاقط مقابل 535 ألف ليرة لبنانية للحصول على شهر كامل من جميع باقات الشركة بدون باقة اليورو وكوبا اميركا التي يجب دفع ثمنها منفردة.

طرق بديلة غير مضمونة

ولان الواقع الذي نعيشه في لبنان صعب جداً، وكثيرون لا يستطيعون دفع التكلفة المتوجبة لمشاهدة المباريات، ولدى نزول مراسلي صحيفة "السبورت" الالكترونية الى الشوارع لاستطلاع الآراء، تبيّن ان الكثيرين يعلّقون الآمال على موزعي المحطات الفضائية المنتشرين على كافة الاراضي اللبنانية لتأمين المباريات كما كان يحصل سابقاً، فيما يعوّل البعض على محطات اجنبية تتولى نقل المباريات بشكل مجاني كما كانت تفعل محطة Canal+ الرياضية الفرنسية مثلاً خلال فعاليات كأس العالم. وسيحاول قسم آخر الاعتماد على الانترنت للدخول الى مواقع تنقل المباريات بشكل مجاني ايضاً، فيشاهدها عبر شاشة الكمبيوتر او عبر "التلفزيون الذكي" Smart TV لمن حالفه الحظ بشراء جهاز مماثل قبل الازمة والارتفاع الجنوني لاسعار مثل هذه الاجهزة.

في الخلاصة، لمن باستطاعته الاستغناء عن مبالغ مالية تتراوح بين 450 الف ليرة ومليون ليرة، فوجهته الطبيعية ستكون الاعتماد على احدى الشركتين المخولتين نقل المباريات، اما الباقون فعليهم الاعتماد على الحظ والبحث عبر الانترنت لمتابعة هوايتهم المفضلة، والهروب قليلاً من واقع أليم يقتل الحماس والشغف بالرياضة ويجعل الحياة الكريمة احدى احلام الرفاهية.