غيّر ​أتلتيك بلباو​ صورة الليغا في مراحلها الاخيرة، بعد فوزه على المتصدر ​اتلتيكو مدريد​ بنتيجة 2-1، ما اعطى فرصة ذهبية لبرشلونة في اقتناص الصدارة اذا ما فاز بمباراته المؤجلة، ليتقدم عندها بفارق نقطة عن اتلتيكو وثلاث نقاط عن الريال. خسارة الاتلتي اتت في وقت غير مناسب للمدرب والفريق اذ حقق انتصارين فقط في خمس مباريات وتعرض لخسارتين وتعادل، وفرّط بالعديد من النقاط لتأكيد زعامته لليغا، وهو قد يندم على ذلك مع نهاية الموسم. وفي عودة الى المباراة، فقد خاضها ​دييغو سيميوني​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع لورينتي، كوريا و​كاراسكو​ في خط الهجوم، فيما اعتمد ​مارسيلينو​ على الرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي فيلاليبر و​سانسيت​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

بدأ بلباو المباراة بشكل جيد حيث كان منظما وسعى إلى الإنتشار في منطقة وسط الملعب ثم التحول بشكل سريع من الدفاع إلى الهجوم بأقل عدد من التمريرات الممكنة، ما سمح له في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 8 عبر لاعبه بيرينغير. بعدها، سعى أتلتيكو إلى التحرك أكثر في طرفي الملعب الذي عمد الى تحصين خطه الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة. وعلى الرغم من السيطرة النسبية في خط الوسط والإستحواذ بشكل جيد على الكرة، الا ان أتلتيكو كان عاجزا عن إيجاد الحلول الهجومية إذ لم يكن الفريق قادرا على استلام الكرات بشكل مريح داخل منطقة جزاء بلباو، كما ان إيقاعه الهجومي لم يكن سريعا بما فيه الكفاية. في المقابل، ابقى بلباو على نفسه الهجومي انما بشكل مدروس ودون ترك مساحات خلفية قد يدفع ثمنها، لينتهي الشوط الاول بنتيجة 1-صفر..

الشوط الثاني:

بين الشوطين، اضطر مارسيلينو الى إجراء تبديل إضطراري مع إصابة الظهير الأيمن كابا ودخول ليكي مكانه. هذا الشوط شهد اندفاعا جيدا من أتلتيكو للأمام مع تحرك أكثر في طرفي الملعب وتقدم من أظهرة الفريق للمساندة الهجومية والدفع بلاعبي خط الوسط الى العمق، لكن الفرص لم تكن موجودة للفريق المدريدي. أمام هذا الواقع، تدخل سيميوني وأجرى 4 تغييرات في ظرف 6 دقائق مع دخول كل من سواريز، ليمار و​جواو فيليكس​ ثم توريرا مكان كل من نيغيز، هيريرا، تريبيير وكوريا في هدف واضح وهو تنشيط الخط الهجومي وإعطاء المزيد من الحيوية، ورد مارسيلينو بإدخال ويليامز وفيسكا ولوبيز مكان فيلاليبر وفينكيدور وسانسيت لتعزيز الإنضباط الدفاعي ومنح الفريق المزيد من الحيوية في اللعب المرتد. وبعد سلسلة من الهجمات المنظمة والإعتماد كثيرا على الكرات العرضية والكرات الثابتة، تمكن سافيتش من تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 77. وفي الوقت الذي سعى فيه أتلتيكو للإستمرار في عمله الهجومي لتسجيل هدف ثان، فاجأه لاعبو بيلباو بهدف الفوز عند الدقيقة 86 عبر اللاعب مارتينيز ، لينهي الامور بشكل حاسم.

ملاحظات عامة:

-أدار مدرب بيلباو المباراة بطريقة مميزة حيث تقدم بشكل مبكر ثم نظم صفوفه الدفاعية كما يجب. ورغم تلقيه لهدف في الشوط الثاني، لكن شخصية الفريق التكتيكية بدت واضحة المعالم مع إصرار على العودة، وهذا ما حصل حيث سجل الفريق هدفا متأخرا بعد ان نفذ اللاعبون تعليمات مدربهم بشكل جيد.

-لم يعرف سيميوني الاستفادة من عودة خطه الهجومي الكامل، وهو دفع به في منتصف الشوط الثاني، لكنه لم ينجح في رهانه وافتقد الى الحلول، خصوصاً عندما يكون في حاجة ماسة الى التسجيل. ولم يعد ينفع على ما يظهر، الاعتماد فقط على الكرات العرضية، إذ كان اللعب الهجومي للفريق تقليديا ومقروءا لمدافعي الخصم، فضاعت فرصة جديدة لاتلتيكو لتعزيز صدارته التي باتت في خطر.