ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي تشهد فيها مباريات كرة القدم أخطاء تحكيمية من هنا أو اتخاذ قرارات خاطئة من هناك، كما انها لن تكون نهاية العالم لأي فريق أو منتخب اذا لم يحتسب الحكم هدفاً صحيحاً أو تغاضى عن حالة معينة قد تكون سبباً في تحقيق الفوز.

ولعل ما فعله النجم ​البرتغال​ي ​كريستيانو رونالدو​ عقب مباراة منتخب بلاده مع ​صربيا​ ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى للتصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، لهو أمر يدعو الى الاستغراب خاصة وانه بدر من لاعب مخضرم وقائد لمنتخب بلاده، الا ان تصرفه برمي شارة القيادة والصراخ لعدم احتساب الحكم هدفاً "صحيحاً" لمنتخب البرتغال، ربما حمل الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الاسباب الحقيقية لهذا الفعل.

صحيح ان الحكم ارتكب خطأ فادحاً بسبب عدم احتساب الهدف، لكن ردة فعل كريستيانو رونالدو لم تكن في محلها على الإطلاق، خاصة وانها المباراة الثانية في التصفيات وليست مواجهة حاسمة حرمت المنتخب البرتغالي من التأهل الى المونديال على سبيل المثال، ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإن ما قام به غير مقبول ولايمكن اعطاءه اي مبرر، فكيف اذا كان هذا الفعل صادراً من لاعب بحجم كريستيانو رونالدو.

لطالما شاهدنا الكثير من الأخطاء التحكيمية في مباريات كأس العالم حتى، الا اننا لم نشاهد لاعباً يعترض بتلك الطريقة ويقوم برمي شارة منتخب بلاده على الارض، لكن من الواضح ان ما فعله كريستيانو رونالدو لم يكن ناجماً فقط عما حدث خلال مباراة البرتغال وصربيا، إنما نتيجة الكثير من الضغوط التي يرزح تحت وطأتها النجم البرتغالي.

يدرك الكثيرون ان الحالة التي يعيشها رونالدو حالياً في مسيرته الاحترافية مع يوفنتوس ليست كما يرغب خاصة بعد فشل الفريق الايطالي في ​دوري أبطال اوروبا​ خلال المواسم الثلاثة التي قضاها اللاعب البرتغالي مع السيدة العجوز، كما ان الحديث عن عدم رغبة مسؤولي اليوفي بتجديد عقده خاصة وان الفريق ربما يفشل في الحفاظ على لقبه المحلي بعد تسع سنوات من السيطرة المطلقة لكونه يتخلف بفارق عشر نقاط عن ​انتر ميلانو​ المتصدر، ربما وضعه تحت ضغوط نفسية قام بتفجيرها في لحظة غضب في مباراة البرتغال وصربيا.

يبقى القول ان كل اللاعبين معرضون للضغوط والتعبير عنها في لحظة غضب، لكن من المهم ان يبقى لاعب مثل كريستيانو رونالدو قدوة لكل اللاعبين والمشجعين الذين لا يزالون يعتبرونه واحداً من افضل اللاعبين الذين انجبتهم كرة القدم.