يعود ​خوان لابورتا​ إلى رئاسة نادي برشلونة بعد 11 عاماً محملاً بسيرة ذاتية تليق برئيس أحد أكبر العمالقة في العالم، لكن اليوم لم يعد يشبه الأمس على الإطلاق وإن بقيت المسميات على حالها، لكن الكامب نو تحوّل إلى "قيعة" يحسبه الظمآن ماءً!.

يدرك خوان لابورتا أكثر من غيره ان عودته الى رئاسة النادي الكتالوني هذه المرة تحمل الكثير من التحديات، هذه التحديات يمكن ان تحدد العنوان الرئيسي لفترة رئاستة لبرشلونة، وربما تحكم عليها في قت مبكر سواء بالنجاح او الفشل، لكن الإحتمال الأخير لم يعد خياراً لمشجعي البارشا بعد المصائب التي حلت به في الآونة الاخيرة ابان رئاسة ​جوسيب بارتوميو​.

من الواضح ان تجديد عقد نجم الفريق ليونيل ميسي والذي ينتهي في نهاية يونيو/حزيران المقبل، هو التحدي الأول للرئيس العتيد، خاصة وان العقبات هذه المرة متشعبة في ظل عدم رغبة اللاعب الارجنتيني بالاستمرار مع النادي الكتالوني، ووسط أزمة مالية خانقة يعيشها النادي جراء الديون المتراكمة عليه، حيث تبلغ ديون النادي 1.173 مليار يورو منها 730 مليون يورو قصيرة الأجل، حيث يتوجب دفع 266 مليون منها للبنوك قبل 30 يونيو المقبل.

في البداية لن يكون اقناع ليونيل ميسي بالبقاء أمراً سهلاً، لأن اللاعب لم يعد مقتنعاً بالمشروع الرياضي للنادي، أضف الى ذلك ان العلاقة مع المدرب ​رونالد كومان​ ليست على مايرام، فضلاً عن حاجة خوان لابورتا لرعاة جدد حتى يكون قادراً على اجراء إصلاح بسيط في الوضع المالي للنادي، لأن راتب ميسي سيترك الكثير من الاثار السلبية على الخزينة مع العلم ان برشلونة توصل لاتفاق العام الماضي بشأن خفض مؤقت في أجور اللاعبين.

لكن العجز عن تجديد عقد ميسي سيكون له تداعيات كثيرة على مسيرة لابورتا مع النادي، لاسيما وان الجماهير والخزينة وجميع اركان الكامب نو "يعيشون" على الانجازات، وأي خلل في تحقيقها هو بمثابة إعلان للفشل، خاصة وان ليونيل ميسي كان صاحب اليد الطولى في الفترة الذهبية التي عاشها البارشا في ظل رئاسة لابورتا الأولى.

واضافة الى تحدي تجديد عقد ميسي وتقليص الديون، فإن الفوز بالألقاب سيبقى الهاجس الأكبر لخوان لابورتا، وهو يملك فرصة القبض على الألقاب المحلية هذا الموسم بعد الخروج من ​دوري أبطال أوروبا​ على يد ​باريس سان جيرمان​، فالفريق الكاتالوني ينافس على الدوري الاسباني، كما انه بلغ المباراة النهائية لكأس الملك، مما يعني ان لابورتا قادر على تقديم "بطاقة مرور" تسمح له بكسب الوقت قبل الشروع بالمضي قدماً في تنفيذ مشروعه داخل الكامب نو.

الكثير من التحديات تنتظر خوان لابورتا في فترة رئاسته الثانية ومنها إعادة الاعتبار الى لاماسيا، وتعيين وجه معروف لمنصب المدير الرياضي، واجراء تعاقدات مهمة للفريق وهذا الأمر لن يتحقق من دون بيع العديد من

اللاعبين حتى يكون قادرا على الدخول بقوة في فترة الانتقالات المقبلة، لكن الأهم من كل ذلك يتعين على الرئيس الجديد أن يُقدم نفسه كواجهة للاعبين لا ان يستعين بشركة لتشويه سمعتهم كما فعل سلفه بارتوميو!.